أبو ذريع.. أسير مقعد يلتحق بمعركة الأمعاء الخاوية

رغم مداهمته بالأمراض ومعاناته من الشلل الكامل، إلا أن الأسير أشرف سليمان أبو ذريع 28 عاما من بلدة بيت عوا جنوب بالضفة الغربية المحتلة، وجد خوض معركة الأمعاء الخاوية سبيلا لتجاوب إدارة مستشفى الرملة مع مطالبه البسيطة.
وتقول والدته "أم فهد": إن نجلها بدأ خوض الإضراب عن الطعام، رغم حالته الصحية المتردية وتراجعها باستمرار، ورفض تلك الإدارة تقديم العلاجات الطبية له، أو تقديم كرسي متحرك وفرشة طبية مناسبة.
وتوضح أنه مقعد منذ صغره ولا يقوى على الحراك، واقتاده جنود الاحتلال إلى الاعتقال بلا رحمة قبل خمسة أعوام، فيما يقضي حكما بالسجن مدته ستة أعوام.
وتلفت إلى أنه رغم المناشدات التي تقدمت بها العائلة وتقدم بها الأسير في سجنه إلى كافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية، من أجل علاجه أو تقديم مستلزماته الضرورية داخل السجن، إلا أن الاحتلال رفض وبشكل تام الاستجابة لمطالبه، ما أدى إلى اضطراره لخوض المعركة.
وتعرب الوالدة عن خشيتها على حياة ابنها المضرب عن الطعام، بعد قرار الاحتلال حرمانها من الزيارة عقب انضمامه إلى المعركة، لافتة إلى أن وضعه الصحي كان صعبا ويعاني تراجعا مستمرا قبل اعتقاله، محذرة من تفاقم حالته في ظل تعرضه لسياسة الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال.
وتوضح أن ابنها يحتاج إلى شخص آخر لمساعدته في قضاء أموره وحاجته، لكن وضع سجن الرملة لا يوفر له هذا المطلب المهم والضروري، معللة بأن الأسرى المعتقلين في هذا السجن جميعهم مرضى وغالبيتهم لا يقوون على مساعدة أنفسهم.
وتشير إلى أن الاحتلال يهدر الوقت ويعتمد التسويف في تحقيق منجزات الأسرى ويعاملهم بإهمال طبي كبير، مشيرة إلى أن نجلها يرى في الإضراب الوسيلة الأخيرة لانتزاع مطالبه البسيطة، بعدما استنفد كافة الخيارات الأخرى وسئم مطالبات الاحتلال بتحسين ظروف اعتقاله.

وعلى صعيد الطعام المقدم لنجلها، تبين الوالدة بأن إدارة السجن ترغم الأسرى على تناول الطعام الرديء الذي يعده الأسرى الجنائيون اليهود، فيما ترفض السماح للأسرى بالشراء من كنتينا السجن، و يتم اعتقاله داخل غرفة ضيقة مع عدد آخر من الأسرى المرضى.
ومنذ الزيارة الأولى لنجلها في السجن، تشير الوالدة أم فهد إلى أن الظروف الإنسانية التي يعيشها نجلها مع بقية الأسرى في غاية الصعوبة، لافتة إلى أن الحياة صعبة وتفتقد لأدنى مقومات الإنسانية، فيما يتعمد الاحتلال إذلال الأسرى والتنكيل بهم والاعتداء عليهم دون مراعاة لحالتهم الصحية.
وتصف مشهد اعتقاله بالمروع، بعد اقتياده من قبل عشرات الجنود الصهاينة والاعتداء عليه بالضرب وإلقائه أرضا، وتوجيه السباب والشتائم له.
وتضيف: أثناء عملية الاعتقال لم يراع الجنود حالة نجلهم الصحية، ومعاناته من العجز الكامل عن الحراك، مشيرة إلى أن الجنود أقدموا على سحبه على الأرض وضربه قبل نقله إلى التحقيق في زنازين الاحتلال.
وتبين الوالدة أن أوضاع نجلها وبقية الأسرى المرضى في غاية الصعوبة، مشيرة إلى أن الأمر يستلزم وقفة جادة وعاجلة من جانب كافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية، للوقوف معهم، والدفاع عنهم وإنقاذ حياتهم التي يتهددها تفاقم الأمراض وسط إهمال طبي متعمد من جانب حكومة الاحتلال.

 (المصدر: صحيفة فلسطين، 13/5/2012)