فرحة استقبال الأسرى تحولت إلى عرس للوحدة الوطنية ودعوات لإنهاء الانقسام

 

على البوابة الشمالية لمعبر رفح وفي مشهد غاب عن عيون المشاركين لخمس سنوات مضت هي عمر الانقسام، تشابكت الرايات الصفراء الفتحاوية والرايات الخضراء الحمساوية وغيرها من رايات فصائل العمل الوطني، وفرحة عارمة اجتاحت قلوب عشرات الآلاف الذين اصطفوا على جانبي طريق صلاح الدين الممتد من معبر رفح باتجاه مدينة غزة في استقبال الفوج الأول من المحررين الذين تم الإفراج عنهم.

فرحة تخطت حدود الحزبية
فرحة تعدت حدود الحزبية، أفرزت هتافات تدعو للوحدة الوطنية التي سيطرت على أجواء الاستقبال، وعززتها هتافات الأسرى المحررين الذين أطلوا على المستقبلين من الحافلات بابتسامة اختلطت بدموع الفرحة التي أغرقت عيونهم برؤية ذويهم وأبناء شعبهم وخلاصهم من أيدي السجان الصهيوني بعد عقود قضوها خلف قضبان القهر، وبدعواتهم للوحدة الوطنية وتحرير الأرض وتحقيق الحلم بإنشاء وطن مستقل وعاصمته القدس الشريف.
أمنيات تحققت لدى أمهات وعائلات الأسرى الذي وقفوا باهتين أمام حلم يتحقق برؤية أبنائهم الأسرى وهم محررون أخيرا والذين حرموا من رؤيتهم لسنوات مضت منذ خطف الجندي جلعاد شاليط.
مدينة رفح اكتظت بخيام استقبال الأسرى المحررين أمام منازلهم التي ازدانت بصور الشهيد الرئيس الراحل ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين ورايات فتح إلى جانب رايات حركة حماس لأول مرة منذ الانقسام وصور شهداء الانتفاضة من كافة الفصائل وأعلام فلسطين.

فتح شريكة في ترتيبات الاستقبال
إسحاق مخيمر عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح بقطاع غزة يقول: «Ø§Ù„صفقة إنجاز وطني يستحق التقدير يضاف إلى سلسلة الانجازات السابقة التي حققتها الثورة الفلسطينية، وحركة فتح شريك كامل في الترتيب والاستقبال ورعاية الأسرى المحررين»ØŒ مضيفا أن حركة فتح دعت كافة أبنائها ومناصريها للمشاركة في الاحتفال الجماهيري المقام على أرض الكتيبة بغزة للأسرى المحررين الذين مثلوا أسطورة الصمود ودفعوا زهرة شبابهم من أجل حلم الحرية، واليوم نحتفل بحريتهم ووجودهم بيننا وعودتهم إلى حضن أبناء شعبهم من جديد.
وفي مخاطبة خاطفة للأسير الفتحاوي المحرر تيسير البرديني بعد تسعة عشر عاما قضاها خلف قضبان الأسر للمشاركين في الاستقبال على بوابة معبر رفح مطلا برأسه من نافذة الحافلة التي قال قائلا: «Ø§Ù„يوم نلنا حريتنا وغدا سينال شعبنا الفلسطيني حريته الكاملة في كافة أرجاء الوطن».

ألم الفراق
نجلاء أبو لبدة زوجة الأسير المحرر رائد أبو لبدة وقفت أمام معبر رفح مع ولديها في انتظار زوجها رائد وفي نبرات مفعمة بالفرح بعد 15 عاما من ألم الفراق، تقول: فقط عادت لنا روحنا بعودة زوجي رائد إلى أحضان أولاده مرة أخرى، مرت سنوات طويلة ونحن ننتظر تلك اللحظة التي نرى فيها رائد مجددا بيننا «Ù…شيرة إلى أن الأيام السابقة بعد إخبارهم بوجود رائد على قائمة الإفراج عنهم مرت أطول من الخمسة عشر عاما التي مضت في انتظار تلك اللحظة، موضحة أن الفرحة فرحتان بالإفراج عن زوجها وإدراجها من قبل السلطة الوطنية في قوائم حجاج بيت الله الحرام مع قوائم ذوي الأسرى».

إنجاز يدفع لمزيد من الوحدة
ويقول عضو المكتب السياسي لحزب الشعب نافذ غنيم: «Ø£Ù† الإفراج عن أي أسير هو إنجاز لكل الشعب الفلسطيني، ما جرى في هذه الصفقة أمر هام وكنا نتأمل أن يتم تحقيق ما هو أفضل، لكن في كل الأحوال يجب أن يدفع هذا الانجاز لمزيد من وحدة شعبنا الفلسطيني باتجاه إنهاء حالة الانقسام فعليا على الأرض، والتوجه بخطاب سياسيي وخطة واحدة من أجل تحقيق المزيد من الانتصارات لشعبنا باتجاه إنجاز حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة والعودة».
وأكد غنيم بأن هذه الصفقة وغيرها من الصفقات التي سبقت هي حصيلة نضالات وتضحيات شعبنا كافة، وندعو إلى تكاثف الجهود لإطلاق سراح باقي إخواننا ورفاقنا الأسرى من كافة الفصائل المتواجدين في السجون الصهيونية خلال المرحلة القادمة، حتى لا نرى أسيرا أو أسيرة واحدة في السجون الصهيونية.
وبدت شوارع مدينة رفح وقد اكتظت بالمشاركين في حفل استقبال المحررين من كافة فصائل العمل الوطني جنبا إلى جنب، مع أمنيات تحققت بالإفراج عن أسرى الحرية وأخرى لم تتحقق بعد تمثلت بإنهاء الانقسام.
ويقول حسن العجرمي عضو لجنة الإقليم بحركة فتح برفح: «Ù„قد فوجئنا ونحن نقوم بزيارة ذوي الأسرى من كافة الفصائل بأنهم يطلبون منا رايات حركة فتح وصور الشهيد الراحل الرئيس ياسر عرفات وأعلام فلسطين لتزين خيام استقبال أسراهم».
وفي ساحة الاحتفال الجماهيري في أرض الكتيبة بمدينة غزة كلمة لحركة فتح ألقاها رئيس اللجنة القيادية العليا لحركة فتح بالقطاع عبد الله ابو سمهدانة مثلت سابقة فاجأت المشاركين وجددت الآمال بغد جديد يشهد عودة للوحدة الوطنية في وقت المعركة السياسية التي يخوض غمارها الرئيس محمود عباس في وجه قوى العالم من أجل تحقيق حلم الدولة الفلسطينية وانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني.

(المصدر: صحيفة الحياة الجديدة، 19/10/2011)