بعض المستور في صفقة إطلاق الأسرى ‏

بقلم: فهمي هويدي

شغلنا‎ ‎العاطفي‎ ‎عن‎ ‎السياسي‎ ‎في‎ ‎متابعة أكبر‎ ‎صفقة‎ ‎في‎ ‎تاريخ‎ ‎الصراع‎ ‎مع‎ ‎الكيان،‎ ‎تم خلالها‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎‎إطلاق‎ ‎سراح‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎ألف أسير‎ ‎فلسطيني‎ ‎مقابل‎ ‎الجندي‎ ‎جلعاد‎ ‎شاليط. كانت‎ ‎النتيجة‎ ‎أننا‎ ‎حصلنا ‏كثيرا‎ ‎من‎ ‎الانطباعات‎ ‎وقليلا‎ ‎من‎ ‎التحليلات والمعلومات،‎ ‎التي‎ ‎وجدتها‎ ‎وفيرة‎ ‎في‎ ‎الصحف الصهيونية.‎‏ "هذا‎ ‎‎أصعب‎ ‎قرار‎ ‎اتخذته‎ ‎في‎ ‎منصبي كرئيس‎ ‎للوزراء"كان‎ ‎ذلك‎ ‎تعليق‎ ‎بنيامين نتنياهو‎ ‎على‎ ‎الصفقة‎ ‎أثناء‎ ‎‎اجتماع‎ ‎الحكومة الذي‎ ‎عقد‎ ‎لإقرارها،‎ ‎واستمر‎ ‎‏5‏‎ ‎ساعات .هكذا قالت‎ ‎صحيفة‎ ‎يديعوت‎ ‎أحرونوت‎ ‎في‎ ‎‏14‏ / ‎‏10‏‎ ‎ØŒ ‏وأشارت‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ ‎حتى‎ ‎ذكر‎ ‎في‎ ‎الاجتماع‎ ‎أن الدفعة‎ ‎الأولى‎ ‎من‎ ‎الأسرى‎ ‎ضمت‎ ‎‏450‏‎ ‎فلسطينيا أدينوا‎ ‎‎في‎ ‎قتل‎ ‎‏599‏‎ ‎صهيونياً،‎ ‎علق‎ ‎على ذلك‎ ‎أحد‎ ‎الوزراء‎ ‎قائلا‎ ‎إن‎ ‎الرقم‎ ‎يبعث‎ ‎على القشعريرة،‎ ‎أما‎ ‎رئيس‎ ‎‎المخابرات‎ ‎يورام‎ ‎كوهين فقد‎ ‎قال‎ ‎إنها‎ ‎صفقة‎ ‎عسيرة‎ ‎الهضم‎ ‎للغاية،‎ ‎إلا أنها‎ ‎الأفضل‎ ‎الذي‎ ‎أمكن‎ ‎الحصول‎ ‎عليه .وكتب ناحوم‎ ‎برنياع‎ ‎وشمعون‎ ‎شيفر‎ ‎في‎ ‎الصحيفة ذاتها‎ ‎أن‎ ‎القرار‎ ‎كان‎ ‎صعبا‎ ‎والثمن‎ ‎باهظا.‎‏ صحيفة‎ ‎هآرتس‎ ‎نقلت‎ ‎‎في‎ ‎‏12‏ / ‎‏10‏‎ ‎على‎ ‎لسان يورام‎ ‎كوهين‎ ‎قوله‎ ‎للصحافيين‎ ‎إن‎ ‎الصفقة‎ ‎لم تكن‎ ‎جيدة .فلم‎ ‎يكن‎ ‎أمامنا‎ ‎سبيل‎ ‎آخر‎ ‎‎لتحرير شاليط،‎ ‎حيث‎ ‎لا‎ ‎يوجد‎ ‎خيار‎ ‎عسكري‎ ‎يحقق ذلك‎ ‎الهدف.‎‏ ناحوم‎ ‎برنياع‎ ‎عاد‎ ‎للكتابة‎ ‎في‎ ‎الموضوع،‎ ‎فى ‏‏10/18‏‎ ‎حيث‎ ‎قال:‎ لقد‎ ‎خسرنا‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المعركة..‎‏ خسرنا‎ ‎لأننا‎ ‎لم‎ ‎نستطع‎ ‎أن‎ ‎نخلص"شاليط"  Ø¨Ø·Ø±Ù‚‎ ‎أخرى. خسرنا‎ ‎لأننا‎ ‎برهنا‎ ‎للفلسطينيين على‎ ‎أنه‎ ‎يمكن‎ ‎بالقوة‎ ‎إحراز‎ ‎الكثير‎ ‎جدا‎ ‎منا، لكنهم‎ ‎لا‎ ‎يحرزون‎ ‎شيئا‎ ‎بالتعاون‎ ‎‎معنا. وخسرنا لأننا‎ ‎اضطررنا‎ ‎إلى‎ ‎الاستسلام‎ ‎لإملاء‎ ‎يقترن بمخاطرة‎ ‎أمنية‎ ‎باهظة.‎‏ في‎ ‎اليوم‎ ‎ذاته‎ ‎نشرت‎ ‎صحيفة‎ ‎‎هآرتس‎ ‎مقالة تحت‎ ‎عنوان:‎ فشل‎ ‎الخيار‎ ‎العسكري‎ ‎أدى‎ ‎إلى صفقة‎ ‎شاليط. كتب‎ ‎المقالة‎ ‎عاموس‎ ‎هرئيل وانشل‎ ‎‎بابر. تحدثا‎ ‎فيها‎ ‎عن"إخفاق‎ ‎وقلق للأذرع‎ ‎الأمنية .إذ‎ ‎تلقى‎ ‎الشاباك‎ ‎أكثر‎ ‎الضربات بعدما‎ ‎اعترف‎ ‎قادته‎ ‎بفشلهم‎ ‎‎في‎ ‎العثور‎ ‎على المعلومات‎ ‎الاستخبارية‎ ‎ذات‎ ‎الصلة لكن‎ ‎فحصا دقيقا‎ ‎لأحداث‎ ‎السنوات‎ ‎الخمس‎ ‎الأخيرة‎ ‎يدل على‎ ‎‎أن‎ ‎الجيش‎ ‎الصهيوني‎ ‎له‎ ‎نصيبه‎ ‎الجوهري في‎ ‎الخلل‎ ‎الذي‎ ‎حدث.‎‏ في‎ ‎‏19‏ / ‎‏10‏‎ ‎كتب‎ ‎أمير‎ ‎اورن‎ ‎في‎ ‎الصحيفة ‏ذاتها‎ ‎أنه: في‎ ‎الميزان‎ ‎التاريخي،‎ ‎حققت‎ ‎حركة المقاومة‎ ‎الإسلامية‎ ‎انتصارا‎ ‎كبيرا،‎ ‎فقد‎ ‎أقدمت على‎ ‎خطوة‎ ‎‎وصمدت‎ ‎فيها‎ ‎وأخضعت‎ ‎الكيان،‎ ‎ما أثبت‎ ‎أن‎ ‎الصبر‎ ‎مجد،‎ ‎وأن‎ ‎الزمن‎ ‎العربي‎ ‎ينتصر على‎ ‎الزمن‎ ‎الغربي،‎ ‎وأنه‎ ‎‎في‎ ‎ضوء‎ ‎طول‎ ‎النفس‎ ‎لا يوجد‎ ‎معنى‎ ‎للتفوق‎ ‎العسكري‎ ‎والتكنولوجي.‎‏ وإزاء‎ ‎ذلك‎ ‎فثمة‎ ‎احتمال‎ ‎لأن‎ ‎تختفي‎ ‎دولة العدو ‏ذاتها‎ ‎بعد‎ ‎مرور‎ ‎عقود‎ ‎من‎ ‎الزمن.‎‏ عدد‎ ‎غير‎ ‎قليل‎ ‎من‎ ‎المعلقين‎ ‎انتقد‎ ‎موافقة نتنياهو‎ ‎على‎ ‎الصفقة. واستخدم‎ ‎في‎ ‎ذلك ‏عباراته‎ ‎التي‎ ‎نشرها‎ ‎في‎ ‎كتابه"مكان‎ ‎تحت الشمس" وسجل‎ ‎فيه‎ ‎اعتراضه‎ ‎الشديد‎ ‎على صفقة‎ ‎تمت‎ ‎في‎ ‎عام‎ ‎‎‏1985‏‎ ‎لإطلاق‎ ‎سراح‎ ‎ألف أسير‎ ‎فلسطيني،‎ ‎وقال‎ ‎إنه‎ ‎كان‎ ‎سفيرا‎ ‎لدى‎ ‎الأمم المتحدة‎ ‎آنذاك،‎ ‎وحين‎ ‎علم‎ ‎بالأمر،‎ ‎‎كتب‎ ‎رسالة احتجاج‎ ‎واعتراض‎ ‎إلى‎ ‎وزيره‎ ‎المباشر )‎إسحاق شامير‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎آنذاك(‎ وتساءل‎ ‎في ‏الكتاب‎ ‎الذي‎ ‎صدر‎ ‎في‎ ‎عام‎ ‎‏1995‏‎ ‎بعد‎ ‎عشر سنوات‎ ‎من‎ ‎تلك‎ ‎الصفقة:‎ كيف‎ ‎يمكن‎ ‎للكيان أن‎ ‎تحث‎ ‎الولايات‎ ‎‎المتحدة‎ ‎والغرب‎ ‎على‎ ‎انتهاج سياسة‎ ‎عدم‎ ‎الاستسلام‎ ‎للإرهاب،‎ ‎بينما‎ ‎هي نفسها‎ ‎تخضع‎ ‎لهذا‎ ‎الشكل‎ ‎المخجل‎ ‎جدا؟ ‏وذكر‎ ‎أن‎ ‎إطلاق‎ ‎ألف"مخرب " ‎سيؤدى‎ ‎إلى تصعيد‎ ‎شديد‎ ‎للعنف،‎ ‎لأنهم‎ ‎سيستقبلون كأبطال‎ ‎يقتدي‎ ‎بهم‎ ‎الشباب‎ ‎‎الفلسطيني.‎‏ مضيفا‎ ‎في‎ ‎كتابه‎ ‎أن‎ ‎النتائج‎ ‎لم‎ ‎تتأخر‎ ‎في الوصول‎ ‎لأن‎ ‎إطلاق‎ ‎أولئك"المخربين " ‎أدى‎ ‎إلى توفير‎ ‎‎مخزون‎ ‎من‎ ‎المحرضين‎ ‎والزعماء‎ ‎الذين أضرموا‎ ‎نار‎ ‎الانتفاضةفي‎ ‎عام‎‎‏1987‏. بن‎ ‎كاسبيت‎ ‎كتب‎ ‎في"معاريف"‎ ‎قائلا‎ ‎إن كلام‎ ‎نتنياهو‎ ‎الأخير‎ ‎ينطبق‎ ‎على‎ ‎الوضع الراهن‎ ‎لأن‎ ‎أولئك "المخربين"الذين‎ ‎تم‎ ‎إطلاقهم ‏أخيرا‎ ‎خرجوا‎ ‎في‎ ‎وقت‎ ‎يتزايد‎ ‎فيه‎ ‎الحديث عن‎ ‎الانتفاضة‎ ‎الثالثة‎ ‎ووصف‎ ‎يوم‎ ‎إتمام الصفقة‎ ‎بأنه‎ ‎يوم‎ ‎‎استسلام،‎ ‎جثت‎ ‎فيه‎ ‎ دولة العدو على‎ ‎ركبتيها‎ ‎أمام‎ ‎حماس10/12.
كيف‎ ‎حدث‎ ‎الاختراق؟يديعوت‎ ‎أحرونوت‏روت‎ ‎القصة‎ ‎كالتالي‎ ‎في‎ ‎عدد‎ ‎‏14‏ / ‎‏7‏‎ ‎بعد‎ ‎خمس سنوات‎ ‎من‎ ‎الجمود بدت‎ ‎خلالها‎ ‎الفجوة‎ ‎بين الطرفين‎ ‎غير‎ ‎قابلة‎ ‎‎للتجاوز‎ ‎أو‎ ‎الهلهلة .تلقى ديفيد‎ ‎ميدان‎ ‎رجل‎ ‎الموساد‎ ‎البارز‎ ‎رسالة‎ ‎من شخص‎ ‎مستقل،‎ ‎غير‎ ‎صهيوني،‎ ‎مفادها‎ ‎أن ‏حماس‎ ‎مستعدة‎ ‎للتفاهم‎ ‎مجددا‎ ‎حول‎ ‎شروط إطلاق‎ ‎سراح‎ ‎جلعاد‎ ‎شاليط.‎‏ سافر‎ ‎ميدان‎ ‎للقاء‎ ‎الشخص‎ ‎ال‎ ‎ذي‎ ‎‎بعث بالرسالة. ومنذ‎ ‎ذلك‎ ‎اللقاء‎ ‎لم‎ ‎يتوقف‎ ‎الحوار اليومي‎ ‎بينهما. استنفرت‎ ‎الأجهزة‎ ‎الأمنية الصهيونيةلأجل‎ ‎إتمام‎ ‎العملية،‎ ‎بعدما اطمأنت‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎قناة‎ ‎الحوار‎ ‎فتحت. استثمر ميدان‎ ‎هذه‎ ‎القناة‎ ‎وطلب‎ ‎من‎ ‎رجل‎ ‎الاتصال أن‎ ‎يأتي‎ ‎‎من‎ ‎حماس‎ ‎بورقة‎ ‎مكتوبة‎ ‎تحدد‎ ‎فيها طلباتها. وبالفعل‎ ‎أعدت‎ ‎الوثيقة‎ ‎في‎ ‎آخر حزيران‎ ‎الماضي. وحين‎ ‎حدث‎ ‎‎ذلك‎ ‎وجدت حكومة العدو‎ ‎أنها‎ ‎بحاجة‎ ‎إلى‎ ‎وسيط‎ ‎إقليمي‎ ‎مهم يرعى‎ ‎العملية.‎‏ وقرروا‎ ‎أن‎ ‎المصريين‎ ‎يمكن‎‎‏‏‎ ‎‎أن‎ ‎يلعبوا‎ ‎دورهم في‎ ‎هذا‎ ‎الصدد. وكانت‎ ‎هناك‎ ‎فكرة‎ ‎لإشراك الأتراك‎ ‎الذين‎ ‎عرضوا‎ ‎التوسط‎ ‎في‎ ‎الموضوع، ‏رغم‎ ‎التوتر‎ ‎الحاصل‎ ‎بين‎ ‎البلدين،‎ ‎ولكن الصهاينة‎ ‎فضلوا‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎الوسيط‎ ‎من‎ ‎مصر.‎‏ في‎ ‎‎نهاية‎ ‎شهر‎ ‎تموز‎ ‎الماضي‎ ‎دعت‎ ‎مصر‎ ‎الطرفين إلى‎ ‎اللقاء‎ ‎في‎ ‎فندق‎ ‎معزول‎ ‎مطل‎ ‎على‎ ‎الأهرامات في‎ ‎القاهرة أقاموا‎ ‎في‎ ‎غرف‎ ‎متجاورة‎ ‎وكان‎ ‎رجال المخابرات‎ ‎المصرية‎ ‎ذوو‎ ‎الخبرة‎ ‎العريضة‎ ‎بالوضع العربي‎ ‎الصهيوني‎ ‎‎يتنقلون‎ ‎بين‎ ‎الطرفين.‎‏ في‎ ‎أول‎ ‎تشرين‎ ‎أول‎ ‎كان‎ ‎الاتفاق‎ ‎قد‎ ‎تم‎ ‎على التفاصيل. وبعدما‎ ‎أقرها‎ ‎مجلس‎ ‎الوزراء‎ ‎يوم ‏الثلاثاء‎ ‎‏11‏ / ‎‏10‏‎ ‎اتصل‎ ‎نتنياهو‎ ‎هاتفيا‎ ‎بالمشير محمد‎ ‎حسين‎ ‎طنطاوي‎ ‎لكي‎ ‎يشكره‎ ‎على‎ ‎الجهد الذي‎ ‎بذله‎ ‎رجال‎ ‎‎المخابرات‎ ‎المصرية‎ ‎في‎ ‎العملية.‎‏ بالمناسبة‎ ‎ذكرت‎ ‎صحيفةيديعوت‎ ‎أحرونوتفي‎ ‎‏12‏ / ‎‏10‏‎ ‎أن‎ ‎اعتذار‎ ‎‎الكيان‎ ‎لمصر‎ ‎عن‎ ‎قتل الجنود‎ ‎المصريين‎ ‎الستة‎ ‎على‎ ‎الحدود‎ ‎كان‎ ‎من قبيل‎ ‎التقدير‎ ‎لدور‎ ‎مصر‎ ‎في‎ ‎إنهاء‎ ‎الصفقة، ‏علما‎ ‎بأنها‎ ‎رفضت‎ ‎الاعتذار‎ ‎لتركيا‎ ‎عن‎ ‎قتل تسعة‎ ‎من‎ ‎أبنائها‎ ‎كانوا‎ ‎على‎ ‎السفينة‎ ‎مرمرة.‎‏ مما‎ ‎نشرته‎ ‎الصحف‎ ‎الصهيونية‎ ‎تبين‎ ‎أن حماس‎ ‎طلبت‎ ‎في‎ ‎أول‎ ‎توسط‎ ‎‎للألمان‎ ‎في‎ ‎الموضوع إطلاق‎ ‎عشرة‎ ‎آلاف‎ ‎وخمسمائة‎ ‎أسير‎ ‎فلسطيني مقابل‎ ‎تسليم‎ ‎جلعاد‎ ‎شاليط،‎ ‎وأن‎ ‎الصهاينة ‏قبلوا‎ ‎بالحديث‎ ‎عن‎ ‎‏450‏‎ ‎فقط،‎ ‎وأن‎ ‎بين‎ ‎المفرج عنهم‎ ‎‏279‏‎ ‎فلسطينيا‎ ‎ظلت‎ ‎حكومة الكيان‎ ‎تصر‎ ‎على احتجازهم‎ ‎في‎ ‎‎المفاوضات‎ ‎السابقة‎ ‎باعتبارهم من"الخطرين"ومن‎ ‎هؤلاء‎ ‎‏25‏‎ ‎شخصا‎ ‎وصفتهم الصحف‎ ‎الصهيونية‎ ‎بأنهم‎ ‎من"القتلة".
مما‎ ‎نشر‎ ‎أيضا‎ ‎أن‎ ‎رئيس‎ ‎الوزراء‎ ‎السابق إيهود‎ ‎أولمرت‎ ‎وافق‎ ‎في‎ ‎إحدى‎ ‎جولات‎ ‎المفاوضات ‏السابقة‎ ‎على‎ ‎إطلاق‎ ‎سراح‎ ‎‏550‏‎ ‎أسيرا‎ ‎من‎ ‎فتح وليس‎ ‎من‎ ‎حماس،‎ ‎وأيده‎ ‎في‎ ‎ذلك‎ ‎الرئيس السابق‎ ‎حسنى‎ ‎‎مبارك. والأول‎ ‎أراد‎ ‎أن‎ ‎يجامل أبا‎ ‎مازن‎ ‎في‎ ‎حين‎ ‎أراد‎ ‎الثاني‎ ‎ألا‎ ‎يحسب‎ ‎الإنجاز لحماس. وهي‎ ‎الفكرة‎ ‎التي‎ ‎‎نحاها‎ ‎نتنياهو جانبا‎ ‎هذه‎ ‎المرة.‎‏ مما‎ ‎ذكرته‎ ‎صحيفة‎ ‎يديعوت‎ ‎أحرونوت‎ ‎في ‏10/14‏‎ ‎أن‎ ‎أجهزة‎ ‎الأمن‎ ‎الصهيونية‎ ‎‎رفضت إطلاق‎ ‎سراح‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎القيادات‎ ‎الفلسطينية ليس‎ ‎اعتراضا‎ ‎على‎ ‎أشخاصهم‎ ‎أو‎ ‎أفعالهم‎ ‎ولكن "لأنهم‎ ‎‎اعتقدوا‎ ‎أنه‎ ‎لا‎ ‎يجوز‎ ‎أن‎ ‎يفرج‎ ‎عن‎ ‎هؤلاء الأشخاص‎ ‎الذين‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎مستقبلهم‎ ‎السياسي أمامهم‎ ‎برعاية‎ ‎حماس" ‎‎بمعنى‎ ‎أن‎ ‎الكيان لا‎ ‎تريد‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎لحماس"دالة" أو‎ ‎فضل‎ ‎على هؤلاء‎ ‎الأشخاص‎ ‎الذين‎ ‎يفترض‎ ‎أن‎ ‎‎يكون لهم‎ ‎دور‎ ‎في‎ ‎مستقبل‎ ‎الساحة‎ ‎الفلسطينية، من‎ ‎هؤلاء‎ ‎أشخاص‎ ‎مثل‎ ‎عبد‎ ‎الله‎ ‎البرغوثي المحكوم‎ ‎عليه‎ ‎ب‎ ‎‏67‏‎ ‎‎مؤبدا‎ ‎وإبراهيم‎ ‎حامد‎ ‎الذي أدين‎ ‎في‎ ‎قتل‎ ‎‏82‏‎ ‎إسرائيليا،‎ ‎ومروان‎ ‎البرغوثي من‎ ‎قادة‎ ‎فتح‎ ‎في‎ ‎الضفة،‎ ‎وأحمد‎ ‎‎سعدات‎ ‎قائد الجبهة‎ ‎الشعبية.‎‏ من‎ ‎المعلومات‎ ‎المثيرة‎ ‎للتساؤل‎ ‎والدهشة ما‎ ‎نشرته‎ ‎صحيفة‎ ‎يديعوت‎ ‎يوم‎ ‎‏16‏ / ‎‏10‏‎ ‎‎في مقالها‎ ‎الافتتاحي‎ ‎الذي‎ ‎كتبته‎ ‎سمدار‎ ‎بيري وذكرت‎ ‎فيه‎ ‎أن‎ ‎معارضي‎ ‎صفقة‎ ‎إطلاق‎ ‎الأسرى الفلسطينيين‎ ‎في‎ ‎‎السابق‎ ‎لم‎ ‎يكونوا‎ ‎رئيس الشاباك‎ ‎والموساد‎ ‎ورئيس‎ ‎الحكومة)‎أولمرت فقط(‎،ولكن‎ ‎الرئيس‎ ‎السابق‎ ‎حسني‎ ‎‎مبارك ووزير‎ ‎مخابراته‎ ‎عمر‎ ‎سليمان،‎ ‎بذلا‎ ‎جهدا غير‎ ‎ضئيل‎ ‎للتثبيط‎ ‎والتأخير،‎ ‎ولإقناع ‏الصهاينة‎ ‎بعدم‎ ‎دفع‎ ‎الثمن‎ ‎الذي‎ ‎كان‎ ‎آنذاك أقل‎ ‎كثيرا‎ ‎مما‎ ‎دفع‎ ‎هذه‎ ‎المرة،ناحوم‎ ‎برنياع‎ ‎ذكر‎ ‎في‎ ‎مقاله‎ ‎الذي‎ ‎‎نشرته معاريف‎ ‎في) ‎‏14‏ / ‎‏10‏ (‎أنه‎ ‎في‎ ‎جولة‎ ‎سابقة للمفاوضات )‎عام‎ ‎‏2009‏ (‎طلب‎ ‎الصهاينة إبعاد‎ ‎أكثر‎ ‎‎من‎ ‎مئة‎ ‎أسير‎ ‎فلسطيني‎ ‎من‎ ‎العودة إلى‎ ‎الضفة،‎ ‎وقد‎ ‎أبدى‎ ‎اللواء‎ ‎عمر‎ ‎سليمان‎ ‎عدم اقتناعه‎ ‎بذلك‎ ‎المطلب‎ ‎وقال‎ ‎‎للصهاينة:‎‏ أنتم‏‎ ‎تسيطرون‎ ‎بالكامل‎ ‎على‎ ‎الضفة،‎ ‎وإذا تبين‎ ‎أن‎ ‎أي‎ ‎واحد‎ ‎من‎ ‎أولئك"الإرهابيين" ‎قد عاد‎ ‎للعمل‎ ‎‎فلن‎ ‎تكون‎ ‎لديكم‎ ‎أي‎ ‎مشكلة‎ ‎في القضاء‎ ‎عليه. أحد‎ ‎الأسئلة‎ ‎التي‎ ‎يثيرها‎ ‎المشهد‎ ‎هو: ‎لماذا أقدمت‎ ‎حكومة الكيان‎ ‎على‎ ‎‎هذه‎ ‎المغامرة‎ ‎الآن؟ لقد‎ ‎قيل‎ ‎إن‎ ‎نتنياهو‎ ‎قبل‎ ‎بذلك‎ ‎لأنه يريد‎ ‎أن‎ ‎يتخفف‎ ‎من‎ ‎الضغوط‎ ‎الداخلية‎ ‎التي يواجهها‎ ‎‎بسبب‎ ‎ثورة‎ ‎المطالب‎ ‎الاجتماعية‎ ‎التي دفعت‎ ‎نحو‎ ‎نصف‎ ‎مليون‎ ‎صهيوني‎ ‎إلى‎ ‎التظاهر ضده،‎ ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎نحو‎ ‎‎‏90‏‎ ‎‏Ùª‏‎ ‎من‎ ‎الصهاينة أصبحوا‎ ‎يتعاطفون‎ ‎مع‎ ‎قضية‎ ‎جلعاد‎ ‎شاليط ويؤيدون‎ ‎إطلاق‎ ‎سراحه. وهي‎ ‎خلفية‎ ‎غير ‏مستبعدة‎ ‎ولكن‎ ‎الصحف‎ ‎الصهيونية‎ ‎تحدثت عن‎ ‎عنصر‎ ‎آخر‎ ‎يبدو‎ ‎أكثر‎ ‎أهمية. فقد‎ ‎نشرت صحيفةيديعوت أحرونوت‎ ‎‎في‎ ‎‏12‏ / ‎‏10‏‎ ‎مقالا‎ ‎كتبه الكيس‎ ‎فيشمان‎ ‎كان‎ ‎عنوانه:كل‎ ‎شيء‎ ‎من‎ ‎أجل إيران،‎ ‎تدور‎ ‎فكرته‎ ‎الأساسية‎ ‎حول‎ ‎أن‎ ‎‎نتنياهو بإغلاقه‎ ‎لملف‎ ‎شاليط‎ ‎وإطلاق‎ ‎ذلك‎ ‎العدد‎ ‎الكبير من‎ ‎الأسرى‎ ‎الفلسطينيينأراد‎ ‎أن‎ ‎ينظف المائدة‎ ‎‎لكي‎ ‎يشرع‎ ‎في‎ ‎التنسيق‎ ‎لمهمة‎ ‎جديدة تتعلق‎ ‎بمواجهة‎ ‎التهديد‎ ‎الذي‎ ‎تمثله‎ ‎إيران بمشروعها‎ ‎النووي،‎ ‎وقال‎ ‎فيشمان‎ ‎‎إنه‎ ‎بإتمام الصفقة‎ ‎يحقق‎ ‎إجماعا‎ ‎داخليا‎ ‎ودوليا‎ ‎حوله للتقدم‎ ‎صوب‎ ‎ذلك‎ ‎الهدف،‎ ‎الذي‎ ‎سترحب به‎ ‎‎بعض‎ ‎الدول‎ ‎العربية،‎ ‎في‎ ‎مقدمتها‎ ‎مصر والمملكة‎ ‎السعودية.‎
فكرة‎ ‎استهداف‎ ‎إيران‎ ‎كررها‎ ‎‎ناحوم‎ ‎برنياع في يديعوت‎ ‎‏19‏