وقفة جادة مع صفقة التبادل

 

بقلم :‎المحامي‎ ‎إبراهيم‎ ‎شعبان

أثارت‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل‎ ‎المعقودة‎ ‎بين‎ ‎حركة المقاومة‎ ‎الإسلامية )‎حماس(‎ ÙˆØ¨ÙŠÙ†‎ ‎الحكومة الصهيونية‎ ‎نقاشا‎ ‎واسعا‎ ‎في‎ ‎‎جنبات‎ ‎المجتمع الفلسطيني.‎ ÙˆØªØ´ÙŠØ¹‎ ‎البعض‎ ‎معارضا‎ ‎والآخر مؤيدا.‎ ÙˆØ°Ù‡Ø¨‎ ‎البعض‎ ‎مادحا‎ ‎والآخر‎ ‎منتقدا.‎‏ وبقي‎ ‎‎البعض‎ ‎حائرا‎ ‎في‎ ‎الوقوف‎ ‎مع‎ ‎هذا الفريق‎ ‎أو‎ ‎ذاك.‎ ÙˆÙ†Ø³ÙŠ‎ ‎الجميع‎ ‎أو‎ ‎تناسوا، أننا‎ ‎أمام‎ ‎صفقة‎ ‎ضخمة‎ ‎واسعة‎ ‎‎متعددة الوجوه‎ ‎والزوايا،‎ ‎والمطالب‎ ‎والآراء‎ ‎والغايات، صفقة‎ ‎تجري‎ ‎لمرة‎ ‎ثانية‎ ‎في‎ ‎حياة‎ ‎الشعب الفلسطينيوكل‎ ‎‎جزئية‎ ‎فيها‎ ‎تنطوي‎ ‎على احتمالات‎ ‎وتكثر‎ ‎فيها‎ ‎الاجتهادات.
وغير معلوم‎ ‎إن‎ ‎كان‎ ‎هناك‎ ‎ملاحق‎ ‎سرية‎ ‎للصفقة أم‎ ‎لا‎ ‎‎ولم‎ ‎ ‎تنشر‎ ‎بعد‎ ‎تفاصيل‎ ‎الصفقة وخفاياها.‎ Ø§Ù„مهم‎ ‎أن‎ ‎للناس‎ ‎مذاهب‎ ‎شتى، ووجهات‎ ‎نظر‎ ‎كثيرة،‎ ‎ولله‎ ‎في‎ ‎خلقه‎ ‎‎شئون، ورضاء‎ ‎الناس‎ ‎غاية‎ ‎لا‎ ‎تدرك‎ ‎وإدراك‎ ‎جل‎ ‎الأمر خير‎ ‎من‎ ‎تركه.‎‏ وإذا‎ ‎جاز‎ ‎أن‎ ‎يشار‎ ‎إلى‎ ‎بعض‎ ‎الهَنات‎ ‎التي ‏اعتورت‎ ‎الصفقة،‎ ‎فقد‎ ‎تمثل‎ ‎أهمها‎ ‎كما ذكر‎ ‎في‎ ‎عدم‎ ‎شمولها‎ ‎قيادات‎ ‎فصائلية رفيعة،‎ ‎محكومة‎ ‎بمؤبدات‎ ‎عديدة‎ ‎‎ومناضلين آخرين‎ ‎بمؤبدات‎ ‎أو‎ ‎لمدد‎ ‎طويلة،‎ ‎وكذلك إبعاد‎ ‎كثير‎ ‎من‎ ‎المفرج‎ ‎عنهم‎ ‎إلى‎ ‎خارج الوطن‎ ‎الفلسطيني) ‎‎مصر‎ ‎وتركيا‎ ‎وسوريا(‎ØŒ أو‎ ‎داخله‎ ‎وتحديدا‎ ‎إلى‎ ‎قطاع‎ ‎غزة‎ ‎وهو‎ ‎أمر يقض‎ ‎مضجع‎ ‎الفلسطينيين‎ ‎بعد‎ ‎التجربة ‏التلحمية‎ ‎الأليمة.‎‏ يضاف‎ ‎إلى‎ ‎ذلك‎ ‎عدم وضوح‎ ‎وغموض الجزء  ‎الثاني من‎ ‎الصفقة‎ ‎الذي‎ ‎سيتم بعد‎ ‎‎شهرين‎ ‎من‎ ‎حيث‎ ‎الأسرى‎ ‎ومددهم الباقية‎ ‎ومناطقهم‎ ‎ومحكوميتهم،‎ ‎وبخاصة‎ ‎إذا ترك‎ ‎تقديره للصهاينة  ÙˆØ­Ø¯Ù‡Ù… ‎ ‎ووفقا لمعاييرهم،‎ ‎وأخيرا‎ ‎عدم‎ ‎شمول‎ ‎الصفقة لجميع‎ ‎الإناث‎ ‎الأسيرات.‎‏ وإذا‎ ‎ما‎ ‎ذكرت‎ ‎الهنات‎ ‎فيجب‎ ‎أن‎ ‎‎يشاد بالإيجابيات‎ ‎التي‎ ‎تضمنتها‎ ‎الصفقة.‎
فمثلا تخلي‎ ‎الكيان‎ ‎عما‎ ‎أسمته‎ ‎بالدم‎ ‎على‎ ‎اليدين كمعيار‎ ‎تحكمي‎ ‎‎واستبداله‎ ‎بمعيار‎ ‎الخطورة لجواز‎ ‎الإفراج‎ ‎في‎ ‎الصفقة‎ ‎أمر ‎يستحق الثناء.‎ ÙƒØ°Ù„Ùƒ‎ ‎شمول‎ ‎الصفقة‎ ‎ذوي‎ ‎‎الأحكام العالية‎ ‎أو‎ ‎كثيرا‎ ‎منهم‎ ‎سجل‎ ‎سابقة‎ ‎هامة في‎ ‎التفاوض،‎ ‎وما‎ ‎كان‎ ‎لهم‎ ‎أن‎ ‎يتحرروا‎ ‎لولا أمثال‎ ‎هذه‎ ‎الصفقات. ‎‎يضاف‎ ‎البعد‎ ‎الجغرافي للصفقة‎ ‎لأهميته،‎ ‎فقد‎ ‎شملت‎ ‎الجولان والقدس‎ ‎العربية‎ ‎وداخل‎ ‎الكيان‎ ‎والضفة الغربية‎ ‎‎وقطاع‎ ‎غزة. ‎وشملت‎ ‎جميع‎ ‎الفصائل بدون‎ ‎استثناء،‎ ‎ويبدو‎ ‎أنها‎ ‎أخذت‎ ‎في‎ ‎الاعتبار الأحكام‎ ‎الطويلة‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎‎موضوع‎ ‎القيادات وهذا‎ ‎شمل‎ ‎الجميع،‎ ‎أو‎ ‎أنها‎ ‎عجزت‎ ‎عن‎ ‎تحرير المزيد‎ ‎من‎ ‎القيادات‎ ‎أثناء‎ ‎رحلة‎ ‎المفاوضات ‏لسبب‎ ‎أو‎ ‎لأخر.‎ ‎وشملت‎ ‎الصفقة‎ ‎كثيرا‎ ‎من الأسيرات‎ ‎الفلسطينيات‎ ‎وإن‎ ‎بقي‎ ‎القليل.‎‏ وحتى‎ ‎يكون‎ ‎النقاش‎ ‎في‎ ‎‎موضوع‎ ‎الصفقة موضوعيا‎ ‎وعلميا‎ ‎وليس‎ ‎عاطفيا‎ ‎أو‎ ‎غيبيا‎ ‎أو عشائريا‎ ‎أو‎ ‎فصائليا‎ ‎ضيقا،‎ ‎فيجب‎ ‎إعمال النظرة‎ ‎‎الشمولية‎ ‎التكاملية‎ ‎لكل‎ ‎بنود‎ ‎الصفقة بما‎ ‎فيه‎ ‎العدد‎ ‎والتوازن‎ ‎والمدد.‎ ÙˆØ¨Ø§Ù„إضافة يجب‎ ‎فحص‎ ‎الظروف‎ ‎السياسية‎ ‎‎والمتغيرات الحاصلة‎ ‎للجانبين‎ ‎وعلى‎ ‎الساحة‎ ‎العربية والدولية‎ ‎التي‎ ‎أملت‎ ‎عقد‎ ‎الصفقة‎ ‎وبخاصة ما‎ ‎يجري‎ ‎على‎ ‎‎الساحة‎ ‎السورية‎ ‎والمصرية والعربية‎ ‎بشكل‎ ‎عام.‎ ÙˆÙŠØ¬Ø¨‎ ‎الأخذ ‎بعين الاعتبار‎ ‎البعد‎ ‎الأمني ‎ولمخابراتي‎ ‎‎في المنطقة‎ ‎وقوى‎ ‎الضغط‎ ‎فيها،‎ ‎والتخوفات‎ ‎من المجهول‎ ‎وغير‎ ‎المعلوم.‎‏ والأهم ‎من‎ ‎ذلك‎ ‎كله‎ ‎البعد‎ ‎الإنساني ‏لمعاناة‎ ‎الأسير‎ ‎وتوقه‎ ‎الشديد‎ ‎والجارف للحرية.‎ ÙˆÙŠØ¬Ø¨‎ ‎أن‎ ‎يشار‎ ‎إلى‎ ‎المفارقة‎ ‎والاحتلال البين‏‎ ‎بين‎ ‎حركة‎ ‎مقاومة‎ ‎‎مصادرها‎ ‎محدودة ومخاصمة‎ ‎أو مقاطعة‎ ‎من‎ ‎كثير‎ ‎من‎ ‎الأنظمة، وبين‎ ‎دولة‎ ‎لها‎ ‎باع‎ ‎طويل‎ ‎في‎ ‎النشاط‎ ‎الأمني ‏مخترقة‎ ‎لكثير‎ ‎من‎ ‎أجهزة الدول ‎الغربية والعربية‎ ‎وذات‎ ‎ميزانية‎ ‎أمنية‎ ‎ضخمة.‎‏ ضروري‎ ‎أن‎ ‎يدرك‎ ‎القارئ‎ ‎أن‎ ‎‎خمس‎ ‎سنين ونيف‎ ‎قد‎ ‎خلت‎ ‎منذ‎ ‎أسر‎ ‎جلعاد‎ ‎شاليت الجندي‎ ‎الصهيوني‎ ‎في‎ ‎معركة‎ ‎عسكرية.
وأن مفاوضات‎ ‎‎شاقة‎ ‎وطويلة‎ ‎ومرهقة‎ ‎نشبت‎ ‎منذ ذلك‎ ‎الأسر‎ ‎تخللتها‎ ‎إخفاقات‎ ‎ونجاحات،‎ ‎وأن وسطاء‎ ‎من‎ ‎جنسيات‎ ‎مختلفة‎ ‎‎ومتعددة‎ ‎جاءوا وذهبوا‎ ‎وعادوا.‎ ÙˆØªØ®Ù„Ù„‎ ‎ذلك‎ ‎استخدام‎ ‎الجانب الصهيوني Ù„شتى‎ ‎الضغوط‎ ‎العسكرية والمدنية‎ ‎‎والاقتصادية‎ ‎والسياسية‎ ‎التي بحوزته‎ ‎حتى‎ ‎وصلت‎ ‎ذروتها‎ ‎في‎ ‎العملية العسكرية‎ ‎المدعوة‎ ‎الرصاص‎ ‎المصبوب‎ ‎‎عام ‏2008‏ . ‎ولم‎ ‎تتوقف‎ ‎دولة العدو‎ ‎عن‎ ‎الضغط على‎ ‎حماس‎ ‎وعلى‎ ‎كافة‎ ‎الصعد،‎ ‎ومن‎ ‎ضمن من‎ ‎شارك‎ ‎في‎ ‎ذلك‎ ‎‎الضغط،‎ ‎وجد‎ ‎رؤساء‎ ‎دول كساركوزي- ‎رئيس‎ ‎فرنسا‎ ‎باعتبار‎ ‎أن‎ ‎شاليط يحمل‎ ‎الجنسية‎ ‎الفرنسية‎ ‎والصهيونية.‎‏ ‏وانضم‎ ‎إلى‎ ‎الجوقة‎ ‎المستشارة‎ ‎الألمانية أنجيلا‎ ‎ميركل‎ ‎والرئيس‎ ‎الأمريكي‎ ‎باراك‎ ‎أوباما.‎‏ ليس‎ ‎خافيا‎ ‎أن‎ ‎والدي‎ ‎‎شاليط‎ ‎قادا‎ ‎حملة عالمية‎ ‎وصلت‎ ‎أبواب ‎البرلمان‎ ‎الأوروبي والكونجرس‎ ‎الأمريكي،‎ ‎وداخلية‎ ‎ناجحة‎ ‎‎عبر خيمتهما‎ ‎المنصوبة‎ ‎أمام ‎مكتب‎ ‎رئيس الوزراء‎ ‎الصهيوني‎ ‎حيث‎ ‎أشغلا‎ ‎الرأي‎ ‎العام الداخلي‎ ‎والخارجي‎ ‎‎بمصير‎ ‎ابنهما‎ ‎ردحا طويلا‎ ‎من‎ ‎الزمن.‎‏ وليس‎ ‎سرا‎ ‎أن Ø­ÙƒÙˆÙ…Ø© الكيان‎ ‎حاولت‎ ‎وبذلت قصارى‎ ‎جهدها‎ ‎استرجاع‎ ‎شاليط‎ ‎‎من‎ ‎الأسر بالطرق‎ ‎العسكرية،‎ ‎ويبدو‎ ‎أنها‎ ‎فشلت‎ ‎فشلا ذريعا‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎محاولاتها‎ ‎ومن‎ ‎هنا‎ ‎كانت الحقبة‎ ‎الزمنية‎ ‎‎التفاوضية‎ ‎طويلة‎ ‎التي‎ ‎كانت لكسب‎ ‎الوقت. ‎وخشيت‎ ‎دولة العدو‎ ‎أن‎ ‎تكون محاولاتها‎ ‎كارثية،‎ ‎كما‎ ‎حصل‎ ‎مع‎ ‎نحشون ‏فاكسمان‎ ‎حيث‎ ‎قتل،‎ ‎حينما‎ ‎هاجمت‎ ‎القوات الصهيونية‎ ‎مكان‎ ‎أسره‎ ‎في‎ ‎بير‎ ‎نبالا‎ ‎بالضفة الغربية‎ ‎عام‎ ‎‏1995‏‎‎‎)‎بعض‎ ‎من‎ ‎شارك‎ ‎في‎ ‎تلك العملية‎ ‎سيخلى‎ ‎سبيلهم‎ ‎في‎ ‎الصفقة‎ ‎كما أعلن)ØŒ‎  Ø¨Ù„‎ ‎إن‎ ‎دولة الاحتلال‎ ‎وقيادتها‎ ‎وجهازها ‏الأمني‎ ‎خشيت‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎مصير‎ ‎جلعاد‎ ‎شاليت مشابها‎ ‎للطيار‎ ‎‎رون‎ ‎أراد‎ ‎وكابوسه الذي‎ ‎فقدت‎ ‎أثاره‎ ‎قبل‎ ‎‎ربع‎ ‎قرن‎ ‎ونبهت‎ ‎إلى عدم‎ ‎تجاهل‎ ‎ذلك‎ ‎المصير‎ ‎الأسود‎ ‎في‎ ‎حالة إطالة‎ ‎أمد‎ ‎المفاوضات.‎‏ وإذا‎ ‎كانت‎ ‎دولة العدو‎ ‎قد‎ ‎‎حشدت‎ ‎قدرات وخبرات‎ ‎وطواقم‎ ‎هائلة‎ ‎للمفاوضات،‎ ‎فيبدو أن‎ ‎حماس‎ ‎لم‎ ‎تكن‎ ‎ذات‎ ‎خبرة‎ ‎تفاوضية‎ ‎عالية في‎ ‎‎موضوع‎ ‎الأسرى،‎ ‎وهذا‎ ‎أمر‎ ‎طبيعي. ‎ولم يقدم‎ ‎دعم‎ ‎لوجستي‎ ‎ولا‎ ‎معنوي‎ ‎لها. ‎وليس معلوما‎ ‎إن‎ ‎كانت‎ ‎قد‎ ‎استفادت‎ ‎‎حماس‎ ‎من تجربة‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎التفاوضية‎ ‎مع‎ ‎الكيان.‎ Ù‡Ø°Ø§ فضلا‎ ‎عن‎ ‎الضغوط‎ ‎الهائلة‎ ‎التي‎ ‎تعرضت‎ ‎لها عربيا‎ ‎‎ودوليا.‎‏ ببساطة‎ ‎شديدة،‎ ‎كانت‎ ‎الموازين‎ ‎للطرفين المتفاوضين‎ ‎مختلة‎ ‎ومتغيرة،‎ ‎ولم‎ ‎يكن‎ ‎في وسع‎ ‎أي‎ ‎طرف‎ ‎أن‎ ‎‎يحقق‎ ‎جميع‎ ‎مطالبه‎ ‎بل أهمها‎ ‎وإن‎ ‎شئت‎ ‎معظمها. ولا‎ ‎بد‎ ‎أن‎ ‎حيرة شديدة‎ ‎سادت‎ ‎لدى‎ ‎الجانبين‎ ‎وهذا‎ ‎يفسر الطول‎ ‎‎الزمني‎ ‎للتوصل‎ ‎للصفقة. ‎فمن‎ ‎المعلوم أن‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎‏90‏ % ‎من‎ ‎الصفقة‎ ‎كان‎ ‎متفقا‎ ‎عليه من‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎عامين. ‎وفي‎ ‎‎النهاية‎ ‎كان‎ ‎لا‎ ‎بد من‎ ‎قرار‎ ‎جريء‎ ‎شجاع‎ ‎ومصيري،‎ ‎وبخاصة‎ ‎أن الصفقة‎ ‎بها‎ ‎مثالب‎ ‎ولكنها‎ ‎تحتوي‎ ‎على‎ ‎مزايا.‎‏ ‏وكان‎ ‎لا‎ ‎بد‎ ‎من‎ ‎تغليب‎ ‎رأي‎ ‎على‎ ‎رأي‎ ‎وموقف على‎ ‎موقف‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎التوصل‎ ‎للصفقة،‎ ‎وهذا أمر‎ ‎إنساني‎ ‎يستحق‎ ‎‎التقدير‎ ‎حينا‎ ‎واللوم‎ ‎حينا أخر،‎ ‎وليس‎ ‎سقطة‎ ‎أو‎ ‎إجحافا‎ ‎بحق‎ ‎الآخرين.‎‏ إذا‎ ‎كان‎ ‎الأمل‎ ‎ينبع‎ ‎على‎ ‎نحو‎ ‎سرمدي‎ ‎في ‏الصدر‎ ‎البشري‎ ‎للأسير‎ ‎الفلسطيني،‎ ‎وإذا‎ ‎كانت الحرية‎ ‎الإنسانية‎ ‎الفلسطينية‎ ‎تواقة‎ ‎لكسر قيود‎ ‎الأسر‎ ‎الصهيوني،‎ ‎‎فإن‎ ‎هذه‎ ‎الصفقة الكبيرة‎ ‎ينطبق‎ ‎عليها‎ ‎القول‎ ‎ليس‎ ‎في‎ ‎الإمكان أبدع‎ ‎مما‎ ‎كان.‎ ÙƒÙ…ا‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎تشكل‎ ‎هذه‎ ‎الصفقة دعوة‎ ‎‎لجميع‎ ‎الفصائل‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎وضع‎ ‎وتطبيق استراتيجية‎ ‎جديدة‎ ‎للأسرى‎ ‎الفلسطينيين والتخلي‎ ‎عن‎ ‎الإرث‎ ‎القديم.‎‎ ÙˆÙŠØµØ­‎ ‎فيها‎ ‎القول إن‎ ‎كان‎ ‎الأمر‎ ‎لا‎ ‎يدرك‎ ‎كله‎ ‎فلا‎ ‎يترك‎ ‎جله.‎

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 19/10/2011)