شاليط سيعود إلى أهله والمبعدون منفيون وسيزيد عددهم

 

هل سينتظر‎ ‎المبعدون‎ ‎‏34‏‎ ‎عاما‎ ‎كما‎ ‎انتظر الأسير‎ ‎نائل‎ ‎البرغوثي‎ ‎لكي‎ ‎يعودوا‎ ‎‎إلى أرض‎ ‎الوطن،‎ ‎في‎ ‎الوقت‎ ‎الذي‎ ‎يعود‎ ‎فيه الجندي‎ ‎شاليط‎ ‎إلى‎ ‎أرضنا‎ ‎المسلوبة‎ ‎المحتلة ØŸ‎ ‎سؤال‎ ‎طرحه‎ ‎‎بحزن‎ ‎المبعد‎ ‎من‎ ‎كنيسة المهد‎ ‎إلى‎ ‎غزة‎ ‎فهمي‎ ‎كنعان‎ ‎الذي‎ ‎يستعد لاستقبال‎ ‎دفعه‎ ‎جديدة‎ ‎من‎ ‎الأسرى‎ ‎ممن قررت‎ ‎‎حكومة العدو‎ ‎إبعادهم‎ ‎إلى‎ ‎قطاع‎ ‎غزة‎ ‎في وقت‎ ‎مازال‎ ‎يناضل‎ ‎مع‎ ‎رفاقه‎ ‎من‎ ‎مبعدي المهد‎ ‎للعودة‎ ‎لمنازلهم‎ ‎في‎ ‎بيت‎ ‎لحم‎ ‎‎والضفة الغربية.‎

بين‎ ‎الإنجاز‎ ‎والألم
كنعان‎ ‎الذي‎ ‎ينتظر‎ ‎في‎ ‎غزة‎ ‎منذ‎ ‎عشر سنوات‎ ‎عودته‎ ‎وزوجته‎ ‎وأطفاله‎ ‎‎لمسقط رأسه‎ ‎في‎ ‎بيت‎ ‎لحم،‎ ‎قال: "ككل‎ ‎شعبنا فإننا‎ ‎كمبعدين‎ ‎نثمن‎ ‎ونشكر‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎ساهم في‎ ‎إنجاز‎ ‎صفقة‎ ‎‎تبادل‎ ‎الأسرى،‎ ‎بدءا‎ ‎بكل فرد‎ ‎من‎ ‎شعبنا‎ ‎الفلسطيني‎ ‎الذي‎ ‎صمد وصبر‎ ‎منذ‎ ‎خمسة‎ ‎أعوام،‎ ‎على‎ ‎الانتهاكات ‏الصهيونية‎ ‎التي‎ ‎ارتكبها‎ ‎بحق‎ ‎أبناء‎ ‎شعبنا بحجة‎ ‎أسر‎ ‎الجندي‎ ‎شاليط،‎ ‎وخصوصا الحرب‎ ‎الهمجية‎ ‎التي‎ ‎شنها‎ ‎‎الاحتلال‎ ‎على قطاع‎ ‎غزة‎ ‎والتي‎ ‎خلفت‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎‏1500‏ شهيد،‎ ‎وكذلك‎ ‎الفصائل‎ ‎الآسرة‎ ‎للجندي شاليط،‎ ‎والى‎ ‎‎حركة‎ ‎حماس‎ ‎التي‎ ‎استطاعت أن‎ ‎تحول‎ ‎دون‎ ‎وصول‎ ‎الاحتلال‎ ‎إلى‎ ‎مكان احتجاز‎ ‎الجندي‎ ‎شاليط‎ ‎لمدة‎ ‎خمسة‎ ‎‎أعوام، ومن‎ ‎ثم‎ ‎استطاعت‎ ‎أن‎ ‎تُنجز‎ ‎هذه‎ ‎الصفقة قدر‎ ‎الإمكان‎ ‎والمتاح". واضاف: "ورغم‎ ‎أن‎ ‎تحقيق‎ ‎هذه‎ ‎الصفقة ‏يعد‎ ‎انجازاً‎ ‎وطنياً‎ ‎بامتياز‎ ‎لأنه‎ ‎كسر‎ ‎كثيرا من‎ ‎المحرمات‎ ‎الصهيونية على مدار عمليات‎ ‎التبادل‎ ‎‎السابقة،‎ ‎والتي‎ ‎لطالما أعلن‎ ‎عنها‎ ‎الاحتلال،‎ ‎ولكننا‎ ‎نتألم‎ ‎لأنها لم‎ ‎تتطرق‎ ‎لقضيتنا‎ ‎كمبعدين‎ ‎رغم‎ ‎كل ما‎ ‎بذلناه‎ ‎من‎ ‎‎جهد‎ ‎لإدراجها ‎على‎ ‎رأس الأولويات،‎ ‎فنحن‎ ‎في‎ ‎وضع أقسى‎ ‎من السجن".

طالبنا‎ ‎ووعدونا
وكشف‎ ‎المبعد‎ ‎كنعان،‎ ‎أن‎ ‎المبعدين‎ ‎ومنذ اليوم‎ ‎الأول‎ ‎لأسر‎ ‎الجندي‎ ‎شاليط‎ ‎طالبوا آسريه‎ ‎بإدراج‎ ‎قضيتهم‎ ‎في‎ ‎صفقة‎ ‎‎التبادل، وقال: "وكانت‎ ‎فحوى‎ ‎مطالبتنا‎ ‎بالحرف الواحد‎ ‎أننا‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎نكون‎ ‎بديلاً‎ ‎عن إخواننا‎ ‎الأسرى‎ ‎‎وخصوصا‎ ‎أصحاب‎ ‎الأحكام العالية‎ ‎والمؤبدات،‎ ‎وإنما‎ ‎طالبنا‎ ‎بأن‎ ‎يتم إدراج‎ ‎قضيتنا‎ ‎كملف‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎يطرح‎ ‎في ‏حال‎ ‎طرا‎ ‎أي‎ ‎تغيير‎ ‎أو‎ ‎تعديل‎ ‎على‎ ‎شروط الصفقة"‎ØŒ‎ ‎وأضاف: "توالت الأيام بل الأعوام‎ ‎ونحن‎ ‎نذّكر‎ ‎‎ونطالب‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎مناسبة ÙŽ بقضيتنا،‎ ‎وكذلك‎ ‎ذكرنا‎ ‎بموضوعنا‎ ‎خلال تسليم‎ ‎شريط‎ ‎الفيديو‎ ‎لشاليط‎ ‎قبل عامين‎ ‎‎وتم‎ ‎بموجبه‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎الأسيرات من‎ ‎سجون ‎‎الاحتلال،‎ ‎كذلك‎ ‎بعثنا‎ ‎بعدة رسائل إلى خالد مشعل رئيس‎ ‎المكتب السياسي‎ ‎لحركة‎ ‎حماس،‎ ‎وقيادة‎ ‎حركة حماس‎ ‎وقيادة‎ ‎كتائب‎ ‎عزالدين‎ ‎القسام في‎ ‎غزة،‎ ‎‎تحمل‎ ‎نفس‎ ‎المطلب‎ ‎وهو‎ ‎أن‎ ‎يأخذ موضوعنا‎ ‎بالحسبان‎ ‎في‎ ‎المفاوضات‎ ‎في‎ ‎حال طرأ‎ ‎تغيير‎ ‎أو‎ ‎تعديل‎ ‎على‎ ‎شروط‎ ‎‎الصفقة، إضافة‎ ‎إلى‎ ‎ذلك‎ ‎جلسنا‎ ‎مع‎ ‎إسماعيل‎ ‎هنية رئيس‎ ‎الوزراء ‎المقال‎ ‎قبل‎ ‎عامين،‎ ‎ووعدنا بأن‎ ‎يتم‎ ‎طرح‎ ‎‎القضية‎ ‎إذا‎ ‎ما‎ ‎تم‎ ‎تغيير‎ ‎أو تعديل‎ ‎في‎ ‎شروط‎ ‎الصفقة".‎

تساؤلات
وكأهالي‎ ‎الأسرى‎ ‎انتظر‎ ‎المبعدون‎ ‎حتى أعلنت الصفقة ليواجهوا ‎الصدمة، أنهم‎ ‎سيبقون‎ ‎مبعدين‎ ‎ولن‎ ‎يفتح‎ ‎ملف قضيتهم،‎ ‎وقال‎ ‎كنعان:"‎ Ø§Ù„يوم‎ ‎‎وبعد‎ ‎أن تكشفت‎ ‎تفاصيل‎ ‎الصفقة‎ ‎وبدا‎ ‎واضحا انه‎ ‎قد‎ ‎طرأ‎ ‎تغيير‎ ‎وتعديل‎ ‎في‎ ‎شروط الصفقة؛‎ ‎كان‎ ‎أبرزها‎ ‎‎استثناء‎ ‎أبرز‎ ‎قيادات الشعب‎ ‎الفلسطيني‎ ‎وكان‎ ‎من‎ ‎بينهم‎ ‎عبد الله‎ ‎البرغوثي‎ ‎وإبراهيم‎ ‎حامد‎ ‎وغيرهم من‎ ‎قادة‎ ‎‎القسام،‎ ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎العضوين في‎ ‎المجلس‎ ‎التشريعي‎ ‎النائب ‎مروان البرغوثي،‎ ‎والنائب‎ ‎أحمد‎ ‎سعدات‎ ‎‎الأمين العام‎ ‎للجبهة‎ ‎الشعبية‎ ‎لتحرير‎ ‎فلسطين، فحُق‎ ‎لنا‎ ‎هنا‎ ‎أن‎ ‎نتساءل‎ ‎لماذا‎ ‎لم‎ ‎يتم‎ ‎طرح قضية‎ ‎عودة‎ ‎مبعدي‎ ‎‎كنيسة‎ ‎المهد‎ ‎كبديل عندما‎ ‎تراجع‎ ‎الاحتلال‎‎ ‎ورفض الإفراج‎ ‎عن‎ ‎هذه‎ ‎القيادات‎ ‎البارزة؟".‎‏ وأضاف: "ربما‎ ‎يقول‎ ‎قائل‎ ‎أن‎ ‎صفقة إبعاد‎ ‎كنيسة‎ ‎المهد‎ ‎جاءت‎ ‎باتفاق‎ ‎أًبرم بين‎ ‎السلطة‎ ‎الفلسطينية‎ ‎والاحتلال Ø¨Ø¥Ø´Ø±Ø§Ù‎ ‎دولي،‎ ‎وعلى‎ ‎السلطة الفلسطينية‎ ‎أن‎ ‎تتحمل‎ ‎مسؤولية‎ ‎ذلك، وبالفعل‎ ‎أقول‎ ‎أن‎ ‎السلطة‎ ‎تتحمل‎ ‎‎جزءا من‎ ‎المسؤولية‎ ‎عن‎ ‎الصفقة،‎ ‎ولكن‎ ‎أقول‎ ‎لمن يتذرع‎ ‎بذلك‎ ‎أن‎ ‎الاحتلال‎ ‎عندما‎ ‎حاصر كنيسة‎ ‎المهد‎ ‎لمدة‎ ‎‏39‏‎ ‎‎يوما،‎ ‎صمد‎ ‎خلالها المبعدون‎ ‎صمودا‎ ‎اسطوريا‎ ‎لم‎ ‎يحدث‎ ‎في تاريخ‎ ‎القضية‎ ‎الفلسطينية‎ ‎حتى‎ ‎اليوم، ومن‎ ‎ثم‎ ‎كان‎ ‎‎الإبعاد‎ ‎حيث‎ ‎أبعد‎ ‎‏26‏‎ ‎إلى قطاع‎ ‎غزة‎ ‎Ùˆ‏13‏‎ ‎إلى‎ ‎الدول‎ ‎الأوروبية".

ضاعت‎ ‎الفرصة
 ÙˆÙ‚ال‎ ‎كنعان: "لماذا Ù„Ù…‎ ‎‎يتذكر‎ ‎أحد أن‎ ‎الاحتلال‎ ‎تذرع‎ ‎آن‎ ‎ذاك‎ ‎بأن المبعدين إرهابيون‎ ‎ومخربون،‎ ‎وأنهم‎ ‎ينتمون‎ ‎إلى فصائل‎ ‎إرهابية ‎ ‎‎)‎المقاومة( Ø­Ø³Ø¨‎ ‎الادعاء الصهيوني،‎ ‎وصرح‎ ‎الاحتلال‎ ‎آنذاك أنهم‎ ‎ينتمون‎ ‎إلى‎ ‎كتائب‎ ‎شهداء‎ ‎‎الأقصى وكتائب‎ ‎القسام‎ ‎وكتائب‎ ‎أبوعلي‎ ‎مصطفي والجهاد‎ ‎الإسلامي،‎ ‎وبالتالي‎ ‎فإن‎ ‎المبعدين محسوبون‎ ‎على‎ ‎‎فصائل‎ ‎المقاومة‎ ‎حسب العقيدة‎ ‎والفكر‎ ‎الفلسطيني‎ ‎لا‎ ‎حسب التعبير‎ ‎الصهيوني‎ ‎العنصري‎ ‎الإرهابي، ‏إضافة‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎عودة‎ ‎المبعدين‎ ‎من‎ ‎كنيسة المهد‎ ‎حسب‎ ‎هذا‎ ‎المنظور‎ ‎كان‎ ‎سيعد‎ ‎انتصارا وانجازا‎ ‎آخر‎ ‎سيسجل‎ ‎‎للمقاومة‎ ‎ولحماس تحديدا‎ ‎لو‎ ‎تم‎ ‎انجاز‎ ‎ذلك،‎ ‎وقد‎ ‎أوضحنا ذلك‎ ‎في‎ ‎رسائلنا‎ ‎لكن‎ ‎للأسف‎ ‎فقد‎ ‎ضاعت هذه‎ ‎الفرصة‎ ‎‎الكبيرة".‎‏ ومع‎ ‎إغلاق‎ ‎البوابة‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎يتوقع كنعان‎ ‎مرور‎ ‎المبعدين‎ ‎منها‎ ‎للوطن،‎ ‎عبر عن‎ ‎صدمته‎ ‎لإرتفاع عدد‎ ‎المبعدين، وقال: "‎المفاجأة‎ ‎الأكبر‎ ‎أنه‎ ‎سينضم‎ ‎إلى المبعدين‎ ‎من‎ ‎كنيسة‎ ‎المهد‎ ‎مبعدون‎ ‎جدد، وهنا‎ ‎‎نتساءل‎ ‎بأي‎ ‎حق‎ ‎سيعود‎ ‎الجندي شاليط‎ ‎إلى‎ ‎أرض‎ ‎مسلوبة‎ ‎ليست‎ ‎بأرضه وكذلك‎ ‎يعود‎ ‎إلى‎ ‎أحضان‎ ‎والدته‎ ‎‎ووالده، في‎ ‎الوقت‎ ‎الذي‎ ‎سيبعد‎ ‎الأسرى‎ ‎أصحاب الأرض‎ ‎الحقيقيون،‎ ‎الذين‎ ‎ناضلوا‎ ‎من‎ ‎أجل تحرير‎ ‎هذه‎ ‎الأرض‎ ‎‎من‎ ‎الاحتلال،‎ ‎فدفعوا ضريبة‎ ‎كبيرة‎ ‎في‎ ‎سجون‎ ‎الاحتلال‎ ‎من أعمارهم،‎ ‎وسيدفعون‎ ‎ضريبة‎ ‎أكبر‎ ‎ف
ÙŠ الإبعاد‎ ‎عن‏ ‏الأوطان،‎ ‎ولا‎ ‎يشعر‎ ‎بالإبعاد‎ ‎إلا من‎ ‎اكتوى‎ ‎بناره،‎ ‎فرسولنا‎ ‎الكريم‎ ‎محمد صلى‎ ‎الله‎ ‎علية‎ ‎وسلم‎ ‎كره‎ ‎الإبعاد‎ ‎عن‎ ‎‎مكة بعد‎ ‎أن‎ ‎أخرجه‎ ‎أهلها‎ ‎منها،‎ ‎وذلك‎ ‎تعبيراً عن‎ ‎شدة‎ ‎ألم‎ ‎الفراق‎ ‎لمسقط‎ ‎الرأس‎ ‎وكذلك المعاناة‎ ‎العظيمة‎ ‎التي‎ ‎‎سيواجهها‎ ‎وهو‎ ‎بعيد عن‎ ‎الأوطان".‎‏وأضاف: "إضافة‎ ‎إلى ذلك‎ ‎فانه‎ ‎من المؤكد‎ ‎أن‎ ‎تلتحق‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎‏200‏‎ ‎عائلة بالأسرى‎ ‎المبعدين‎ ‎سواء‎ ‎إلى‎ ‎غزة‎ ‎أو‎ ‎الخارج، مما‎ ‎يحقق‎ ‎مخططات هذا‎ ‎الاحتلال المتمثلة‎ ‎بإفراغ ‎الأرض‎ ‎من‎ ‎أصحابها الأصليين،‎ ‎وسيبدأ‎ ‎مسلسل‎ ‎جديد‎ ‎من المعاناة‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎الأوطان". 

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 17/10/2011)