مؤسسة مهجة القدس ©
نار الأسر أرØÙ… من المعاناة التي يجرعها الاØتلال بممارساته للمØررين وأسرهم
"يريدون سرقة الÙرØØ©ØŒ وتØويل Øياتنا البسيطة إلى جØيم دائم، Ø£Øاول تذوق طعم Øربتي المستعادة، لكن كابوس الأسر الذي لم Ø£ÙÙ‚ منه بعد27 يوما من خروجنا ÙÙŠ صÙقة التبادل، عاد يطاردني، وأتØسسه، ÙÙŠ هذه الملاØقة الاØتلالية لنا دون سبب، إلا تكدير صÙÙˆ سكينتنا، وتنغيص أيامنا".
بهذه الكلمات المÙعمة بالشمم، وبالمرارة، عقبت الأسيرة المØررة صمود ياسر Øسن كراجة (23 عاما)ØŒ على اقتØام منزل أسرتها ÙÙŠ قرية صÙا - غرب رام الله - واستدعائها للمثول أمام ضباط الشباك، لإÙهامها أنها مراقبة، ولإسماعها مثل باقي المØررين وعيداً بØرمانها من التمتع بØياة عادية، وإعادتها للسجن أن أبدت نشاطا (سياسيا أو عسكريا) ضد الاØتلال.
وتعود صمود بذاكرتها - على رجع صدى الوعيد - إلى تاريخ 25/10/2009 عندما أصدرت Ù…Øكمة عوÙر العسكرية، وبعد رØلة تØقيق قاسية، Øكما قضى بسجنها الÙعلي 20 عاما، وثلاث سنوات أخرى مع وق٠تنÙيذ، بتهمة طعن جندي صهيوني على Øاجز قلنديا، قضت منها عامين طويلين ÙÙŠ سجني "الدامون"ØŒ Ùˆ"تلموند"ØŒ قبل أن تعر٠بخلا٠ما كانت تتوقعه أن اسمها ضمن قائمة الأسيرات المزمع الإÙراج عنهن ضمن صÙقة التبادل الأخيرة.
تجربة مرة وغنية، منت صمود النÙس بطيها، ÙˆÙØªØ ØµÙØØ© جديدة وهي تتنسم هواء الØرية خارج بوابات معتقل عوÙر، ذلك المكان الذي سمعت Ùيه، قبل عامين، النطق بالØكم الجائر بØقها، لكن كراجة ترى اليوم أن الاØتلال باجراته الانتقامية الممنهجة يصر على أن يبقي المرارة ماثلة.
لم ارتكب مخالÙØ© أو خرقا يبرر إرسال قوة جرارة لترويع Ø£Øبتي على Ù†ØÙˆ ما جرى ÙÙŠ دقائق Ùجر الأØد الأولى، Ùقط تسليمي تبليغا للمراجعة، شعرت Øينها أن السجن ارØÙ… مما يسعون Ù„Ùرضه على المØررين، على الأقل ÙÙŠ غياهب القهر أتجرع المرارة ÙˆØدي، واليوم يريدون أن يتجرعها معي الأهل والأقارب والجيران لذنب لم يقترÙÙ‡ Ø£Øد. وتتابع صمود: أمس روعوا الأهل والجيران، والليلة الماضية داهموا بيتين لعائلة "كراجة" واعتقلو خالي الأقرب إلى قلبي "رشاد كراجه" نقيب العاملين ÙÙŠ قطاع الخدمات والأعمال الØرة، أنا مصدومة Ùعلا، هذا كله ÙÙŠ إطار Øملة تخوي٠وترهيب بØÙ‚ المØررين وذويهم.
وأÙرج الكيان الصهيوني ضمن صÙقة تبادل الأسرى مع Øركة Øماس ÙÙŠ المرØلة الأولى والتي تمت ÙÙŠ 18 تشرين أول الماضي عن 450 أسيرا، Ùˆ27 أسيرة Ùلسطينية، مقابل الإÙراج عن الجندي جلعاد شاليط. ولكن الكيان الصهيوني Ùرضت قيودا على 55 أسيرا وأسيرة ممن عادوا إلى منازلهم ÙÙŠ الضÙØ© والقدس المØتلة.
وتقص صمود Øكاية ذلك اليوم بليلته ونهاره بتÙاصيله Ùتقول: كانت الساعة تجاوزت منتص٠الليل بثلاثين دقيقة عندما انهال زوار الليل طرقا على باب المنزل الذي لم ينزع زينته ولم يك٠بعد عن استقبال الزوار لتهنئتي والأهل بالتØرر، دل٠الجنود إلى الداخل Ùيما يشبه الاقتØام، طلبوا البطاقات الشخصية من الوالدة والوالد وباقي Ø£Ùراد الأسرة، أمروهم بالخروج جميعا Ùيما انهمكوا بتÙتيش وتقليب الأثاث، ومتى تØققوا من شخصي دس الضابط بطاقتي ÙÙŠ جيبيه وابلغني بضرورة المراجعة بمعسكر عوÙر الساعة التاسعة صباØا.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة من ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Øد 13 – 11ØŒ عندما وصلت صمود إلى المعسكر ساعة قبل موعد التبليغ، تركوها تنتظر 8 ساعات كاملة، قبل أن يدخلها الجنود إلى غرÙØ© عر٠من بداخلها على Ù†Ùسه بأنه الكابتن Ùؤاد، وانÙجر ÙÙŠ وجه صمود قائلا: لا ينبغي أن تعتقدي إننا يمكن أن ننساكم (الأسرى المØررين) وأرد٠"Ù†ØÙ† لسنا راضين عن الإÙراج عن أي منكم".
وتتابع صمود، ذكرني الضابط انه كان يجبا أن أقضي 20 سنة ÙÙŠ السجن. كمقدمة لوجبة دسمة للتهديد والوعيد لي ولأسرتي، وأتبع ذلك مخوÙا، أنت تØت المراقبة، وأي عمل سياسي أو عسكري أو Øركة ستÙضي بك إلى السجن وهذه المرة ستمكثين مدى الØياة وليس مجرد 20 عاما».
وتتÙÙ‚ Ø¥Ùادة صمود إزاء ما قالبها ÙÙŠ غرÙØ© "الشاباك" مع Ø¥Ùادات سائر المØررين الذي جرى اقتØام منازلهم واستدعائهم للتØقيق خلال اليومين الماضيين من مختل٠مØاÙظات الضÙØ©ØŒ بهد٠ترديد معزوÙØ© التهديد والوعيد غير المبرر على مسامعهم بهد٠تكدير صÙÙˆ Øياتهم اليومية، ÙˆØرمانهم من عيش Øياة طبيعية.
ÙˆÙ„ÙƒØ¨Ø Ø¬Ù…Ø§Ø ØªÙ‡Ø¯ÙŠØ¯Ø§Øª الضابط، ذكرته صمود بØقيقة أنها لم تكمل الشهر خارج القضبان بعد، وتابعت لم أر أهلي كما ينبغي، ولم انتهي من استقبال المهنئين، لم Ø£Ùعل ما يستدعي الاقتØام والاستدعاء.
وصعدت مخابرات الاØتلال من عمليات الدهم الليلي واستدعاء طالت Øتى الآن عشرات المØررين ÙÙŠ Ù…ØاÙظات القدس، ورام الله والبيرة، وجنين، والخليل، وقلقيلية، ضمن Øملة يصنÙها الÙلسطينيون ÙÙŠ خانة الانتهاكات الاستÙزازية والخطيرة.
ومثل ما توقعت وسائر المØررين أتى جواب المØقق قاطعا ومؤكدا أن لا Øاجة لسبب أو مبرر منطقي للاستدعاء عندما قال: "أنا أستدعيك متى أريد ÙÙŠ أي ساعة وربما سبعة أيام ÙÙŠ الأسبوع إذا شئت" قبل أن يتوعدها الكابتن بØرمانها من التمتع بØياة هانئة، بقوله "لن تعودي بنت عادية وتتمتعي بØياة طبيعية".
وكمن يريد نسيان Ùصل ما تلوذ كراجة من وقع ما سمعته ÙÙŠ مكتب الشباك من وعيد وتهديدات الكابتن بلØظات الÙØ±Ø ÙˆØªØ¬Ø¯Ø¯ الأمل التي راÙقت الØديث عن صÙقة تبادل تتضمن الإÙراج عن الأسيرات، وعن تلك اللØظات تقول: ÙÙŠ معمعان الØديث المتجدد عن الصÙقة كنت ضمن الأسرى الذين خاضوا الإضراب المÙØªÙˆØ Ø¹Ù† الطعام، ومتى علمنا بأمر الصÙقة والاتÙاق على تØرير سائر الأسيرات انتÙض الأمل بداخلي قبل أن يعود وصدمني رقم 27 أسيرة الذي بدأ تداوله بدل سائر الأسيرات ال 36ØŒ وأيقنت أنني سأكون على الأغلب بين الأسيرات التسعة اللواتي نسيهن الاتÙاق، هذه الأÙكار كانت تتردد ÙÙŠ داخلي، Ùيما أنا أغذيها خشية من خيبة الأمل وعواقب الإÙراط بالتÙاؤل.
وعن ساعات الÙØ±Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„Ù‰ وانتعاش الأمل تقول صمود: أبلغتني الزميلات ÙÙŠ الغرÙØ© الأخرى أن اسمي مشمول بالقائمة، لم اصدق ÙˆØتى متى جمعونا ÙÙŠ معتقل عوÙر تمهيدا لتنÙيذ الصÙقة قلت ÙÙŠ Ù†Ùسي ربما يأتون لإعادتي بذريعة ورود اسمي بطريق الخطأ Ùأنا بالكاد أمضيت سنتين من 20 سنة.
ÙˆØصل هذا أخيرا، ومتى تنسمت هواء الØرية خارج البوابة لم أصدق Ù†Ùسي، ومضت أسابيع بين Ø£Øضان الأسرة وأنا لا زلت أرى Ù†Ùسي ÙÙŠ الأسر وأØلم بالØرية، Øتى أني طلبت من أمي غير مرة أن تصدقني القول إذا ما كانت الØرية التي ألمسها Øقيقة أم مجرد Øلم، ÙÙÙŠ كل ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ø³ØªÙŠÙ‚Ø¸ من نومي لأقرع صديقتي وزميلتي الأسيرة دعاء المØكومة 3 مؤبدات، لأنها لم توقظني باكر على عادتها ÙÙŠ كل صباØØŒ ÙاÙØªØ Ø¹ÙŠÙ†Ø§ÙŠ ولا أجدها وبلغ بي الأمر أن هاتÙتها لأتأكد أن كان وجودي ÙÙŠ بيتي مجرد "Øلم" أو"علم" Ùتصرخ بي دعاء من خل٠القضبان Øبيبتي أنت هناك Øرة.
وتناشد صمود مثل سائر الأسرى المØررين الوسيط المصري ÙÙŠ صÙقة التبادل الأخيرة، والسلطة الوطنية، والمؤسسات الØقوقية والإنسانية، الدولية والإقليمية والوطنية التدخل الÙوري والÙاعل للجم الانتهاكات الصهيونية بØقهم، وإلزام سلطات الاØتلال باØترام مبادئ التبادل والمعايير والاتÙاقيات الدولية.
وتبدي صمود الطالبة الجامعية، اليوم، رغم التهديد رغبة وإصرارا على العودة إلى جامعة القدس المÙتوØØ© للØصول على الدرجة الجامعية ÙÙŠ علم الاجتماع Øيث كانت ÙÙŠ السنة الثالثة عند اعتقالها، ومتابعة الدراسة العليا للØصول على الماجستير، وتأمل ÙÙŠ ذات الوقت ÙÙŠ الØصول على عمل مناسب، ومثل كل Ùتاة رومانسية. تتطلع صمود إلى تكوين أسرة Ù…Øبة وتكون ÙÙŠ صلبها أما مثالية. Øلم بسيط وطبيعي يتربص به الاØتلال. وتتشبث به - ضمن Øرب الإرادات - صمود الإنسانة المرهÙØ© مهما بالغ "الكابتن" ÙÙŠ تعويقه، وتلوينه بطعم الألم.
(المصدر: صØÙŠÙØ© الØياة الجديدة، 16/11/2011)