مؤسسة مهجة القدس ©
مذكرات الأسير سليم Øجة
مذكرات الأسير سليم Øجة
(الجزء الأول)
شقة شارع رقم 10 وما أدراك ما شقة شارع رقم 10ØŒ هي الجامعة والمبنى والمخبأ، وغرÙØ© العمليات وغرÙØ© الاجتماعات هنا كان القسام، هنا Ùكر وخطط ودبر، وهنا تدربوا الى ان أصبØوا قادة وشهداء وأسرى، من هنا انطلق العمل العسكري، وانطلقت الضÙØ© لتذيق العدو ويلات جرائمه من هنا انطلقت نابلس ورام الله وجنين وطولكرم وقلقيلية، الى هنا جاءت الخليل ومخيم جنين وبيت Ù„ØÙ…ØŒ وهنا تواصلت عزة، هنا وقع اسمه بالدماء المجاهد أيمن Øلاوة، ØµÙ„Ø§Ø Ø¯Ø±ÙˆØ²Ø©ØŒ هاشم النجار، ضياء الطويل وقيس عدوان، طاهر جرارعة، ومهند الطاهر وأØمد مرشود، من هنا سمعت أصوات الانÙجارات وصÙارات الإنذار ÙÙŠ القدس ÙˆÙÙŠ تل أبيب ونتانيا ÙˆØÙŠÙا، من هنا صدر البيان الأول للقسام، من هنا جاء الوعيد بالرد والانتقام، من هنا صور أول استشهادي هنا كانوا على لائØØ© الاغتيال، جزء ممن كانوا تم اغتيالهم.
والجزء الآخر بقي ليروي الØكاية، هنا كتبت الصÙØØ© الأولى من Øكاية القسام وعملياته الجهادية، هنا كان أيمن Øلاوة وسليم Øجة ÙˆØµÙ„Ø§Ø Ø¯Ø±ÙˆØ²Ø© هنا كان مثلث الرعب القسامي أيمن ÙˆØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ³Ù„ÙŠÙ…ØŒ من هنا بدأ العدو يعد قتلاه واØد.. اثنان.. ÙˆØتى الألÙ... من هنا عادت Øماس، من هنا ÙØªØ Ø§Ù„Ø¹Ø¯Ùˆ المآتم والمقابر، من هنا كبر الشعب، من هنا أصبØت نابلس كابوس الرعب، من هنا تغيرت المعادلة لم نعد نستقبل قتلانا أو نعد شهداءنا... قتيلا بقتيل، والأشلاء زيادة.
ÙÙŠ شقة شارع رقم 10ØŒ هنا جلس أيمن، هنا خطط سليم، هنا صور ضياء الطويل، هنا كان بلال البرغوثي، هنا تعلم عبد الله البرغوثي التصنيع، الباب، الØائط، الشباك والبلاط، كلها تشهد على القسام وأØÙاد القسام، من هنا بدأ أيمن Øلاوة وسليم Øجة، هنا غرÙØ© أسرار القسام وأرشيÙه، هنا لو تكلمت هذه الشقة Øتما ستقول كلمة واØدة Ùقط: القسام... القسام... القسام، هنا شقة الشهداء والأسرى، هنا كانت قصة الشهادة والشهداء والقادة والأسرى.
هنا شقة "أم العبد" Ùˆ"أم ÙŠØيى" Ùˆ "القسام 19"ØŒ هنا المصنع، من هنا أرسلت الطرود المÙخخة أو تعلم من أرسل العبوات الناسÙØ©ØŒ والاستشهاديين الى اسبارو والتلة الÙرنسية والدولÙرانيوم ونهارية ونتانيا.
من هنا نبدأ بالكلام على لسان من شارك ÙÙŠ صنع الØدث، وصنع المجد والانتصار، المجاهد الأسير القائد القسامي سليم Øجة يكش٠لأول مرة بعضا من أسرار هذا المكان.
البداية:
شقة شارع رقم 10ØŒ تقع ÙÙŠ منطقة رأس العين، شارع طارق بن زياد، الطابق الأرضي لإØدى العمارات التي لم يخطر ببال صاØبها بأنها Ø³ØªØµØ¨Ø Ø£Ø´Ù‡Ø± بيت ÙÙŠ Ùلسطين ÙÙŠ وقت ما. موقع الشقة متميز من الناØية الأمنية لاØتوائها على مدخل مستقل بخلا٠المدخل الرئيسي للعمارة، هذا الشيء جعل أبناء القسام يختارونها ويÙضلونها على الشقق الأخرى، هذا المدخل جعل Øركة المجاهدين سهلة Ùهناك كنا نلتقي، ÙˆØديث المجاهد سليم Øجة مع القادة الشهداء، مع أيمن Øلاوة وآخرين، ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…ÙƒØ§Ù† بديلا عن أماكن الاجتماعات الأخرى التي كانت تتم سابقا ÙÙŠ الشارع أو المقاهي.
ÙÙŠ البداية كان الهد٠من وجود هذه الشقة إجراء تجارب التÙجير عن بعد، Øيث كانت تتم التجارب على مواد كيماوية بكميات Ù…Øدودة، إضاÙØ© الى اللقاءات والاجتماعات الجهادية، ثم لاØقا Ø£ØµØ¨Ø Ù…ÙƒØ§Ù† لتØضير العبوات الناسÙØ© التي أرسلت الى المدن الصهيونية موقعة باسم شقة شارع 10 وعليها بصمات أيمن Øلاوة والذي كان لقنابله طعما ÙˆØلاوة لم تعهده من قبل.
الغطاء:
استأجر المجاهد سليم Øجة الشقة تØت غطاء أنه طالب ÙÙŠ جامعة Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆÙ„Ø¹Ø¯Ù… قدرته على العودة الى بلدته "برقة" بسبب إغلاق الاØتلال الشوارع Ùاضطر الى المبيت ÙÙŠ نابلس واستأجر هذا المكان لينام Ùيه وهكذا كان.
مسيرة الشقة الجهادية:
ÙÙŠ الأيام الأولى كان ينام ÙÙŠ الشقة كل من الشهداء المجاهدين مهند الطاهر وطاهر جرارعة ثم لاØقا وقع اسمه على قائمة الشر٠وقائمة من دخل هذه الشقة الاستشهادي القسامي الشهيد ضياء الطويل الذي جاء من رام الله ÙˆÙيها صور وصيته ونام Ùيها ليلته الأخيرة.
وهنا صنعت العبوة التي Ùجرها المجاهد زيد الكيلاني وقتلت صهيوني وجرØت تسعة آخرين. وصنعت عبوات ناسÙØ© أخرى لم يسÙر استخدامها عن إصابات لأنها كانت ÙÙŠ طور التجريب. والى هنا Øضر المجاهد مازن ملصة الذي جاء من الخارج Øيث استقبله المجاهد ØµÙ„Ø§Ø Ø¯Ø±ÙˆØ²Ø© وسلمه الى المجاهد أيمن Øلاوة وكان المجاهد ملصة ÙŠØمل معه رسائل دوائر كهربائية ونشرات أمنية وقام مازن بتدريب أيمن Øلاوة على تصنيع مادة النيتروجليوكين أو "أم العبد" المذابة ÙÙŠ الكلوروÙورم من اجل زيادة قواتها ودربه على العبوات الجانبية المضادة للمركبات والعبوات التلÙزيونية وكيÙية صناعة الدائرة السابعة، المختصة بالتÙجير من خلال الجوال وأØضر معه أيضا نشرات الأمن الجنائي، المجاهد أيمن Øلاوة أجرى بجهوده تجارب على دوائر الالكترونية لأن التصاميم التي Ø£Øضرت من الخارج لا تتوÙر بكاملها عندنا لان الأسواق لا تØتوي على الكثير من القطع الالكترونية التي يمنع الاØتلال بيعها عندنا وقد Ù†Ø¬Ø Ùيها لتصنيع عبوات متطورة تنÙجر عن طريق الريموت كونترول.
هنا تدرب وتخرج مهندسوا القسام وخبراء التصنيع الذين لقنوا العدو الصهيوني الدرس ومنهم المجاهد ناصر نزال من قلقيلية Øيث تدرب ÙÙŠ هذه الشقة على تصنيع "ام العبد" والعبوات التلÙزيونية والعبوات الجانبية والمجاهد عبدالله البرغوثي من قرية بيت ريما Øيث تدرب على يد المهندس الشهيد أيمن Øلاوة على تصنيع مادة واØدة وهي "ام العبد" المذابة ÙÙŠ مادة الكلوروÙورم وقد بقي المجاهد عبدالله البرغوثي Øتى Ù„Øظة اعتقاله يستخدم هذه المادة وقد نقل ما تعلمه من المجاهد أيمن Øلاوة الى العديد من المجاهدين والمهندسين القساميين. ÙÙŠ هذه الشقة أيضا Øضر المجاهد القائد بلال البرغوثي لقاءات واجتماعات مع المجاهد أيمن Øلاوة وبعد أن قام بلال البرغوثي بتجنيد عبد الله البرغوثي وبناء على طلب من أيمن Øلاوة تم Ø¥Øضار عبد الله البرغوثي الى هذه الشقة Øيث تعلم، استمرت هذه الشقة مع القسام قرابة مئتي يوم كانت كلها أيام سوداء على الاØتلال وأعوانه.
Øادثة الانÙجار:
قام المجاهد أيمن Øلاوة بتصنيع عبوة ناسÙØ© Ùأعطاها للمجاهد سليم Øجة "ابو عمر" ثم غادر بها وبعد أن سار أبو عمر مساÙØ© تقارب الثلاث مائة متر سمع صوت انÙجار ÙÙŠ البيت الذي غادره للتو هذا الانÙجار سمع أيضا ÙÙŠ سلطة رام الله ومركز الشاباك ÙÙŠ تل أبيب، كأن هذا الانÙجار أعلن للعالم الكش٠عن المجموعة التي هزت هذا الكيان المجموعة الأخطر التي زرعت الرعب ÙÙŠ كل شوارعها، المجموعة التي جعلت الصهاينة ÙŠÙتØون مقابرهم لاستقبال أشلاء قتلاهم، هنا ظهر للعالم الثنائي المرعب المجاهدين أيمن Øلاوة وسليم Øجة، بعد أن سمع المجاهد سليم صوت الانÙجار خشي على صديقه أيمن أن يكون قد تم اغتياله ÙˆØتى يتأكد، قام بالاتصال على أيمن ولكن Ø£Øد لم يرد، عندها ازداد يقينه أنه قد استشهد، وصار التوجه الى الشهيد Ø£Øمد مرشود، ذلك المجاهد الذي أوصل ÙˆÙØªØ Ø®Ø· بين سليم مع المجاهد ØµÙ„Ø§Ø Ø¯Ø±ÙˆØ²Ø© وقد طلب المجاهد Ø£Øمد مرشود من المجاهد سليم الاختÙاء عن الانظار Øتى ÙŠØ³ØªÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ø± خاصة أن الشقة مستأجرة باسم سليم Øجة، Øاول الأخ Ø£Øمد مرشود أن يسوي الأمر مع السلطة بØيث أن لا تعتقل إلا أن السلطة لم تستجب لذلك وبدأت تبØØ« عن سليم Øجة الذي Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ø·Ù„ÙˆØ¨ رقم واØد لها ولدولة الاØتلال، هذا وبدورها اجهزة أمن السلطة Øاصرت المنطقة والشقة Øيث عثرت Ùيها على Øقيبة متÙجرات واسلØØ© Ø£Ù 16 ومسدس ودوائر كهربائية، وبعد ان لملمت الموضوع مع السلطة، طلبني Ø£Øمد مرشود يقول سليم Øجة قال لي أن هناك لقاء يجب أن Ø£Øضره مع جمال منصور ÙˆØµÙ„Ø§Ø Ø¯Ø±ÙˆØ²Ø© ويجب علي كتابة تقرير عن ما جرى وعن العمل العسكري ككل.
ذهبت الى بيت المجاهد ØµÙ„Ø§Ø Ø¯Ø±ÙˆØ²Ø© الكائن ÙÙŠ وادي التÙØ§Ø ÙˆÙˆØ¬Ø¯Øª الاخ ØµÙ„Ø§Ø Ø¯Ø±ÙˆØ²Ø© "ابو النور" ولم أجد الشيخ جمال منصور الذي كان من الصعب أن ÙŠØضر اللقاء Øيث أخبرت أبو النور كي٠Øدث الانÙجار وأنه Øادث عمل وليس Ù…Øاولة اغتيال لنا وقدمت له تقرير عن سير العمل العسكري.
كي٠Øدث الانÙجار:
بعد أن صنع الأخ المجاهد أيمن Øلاوة العبوة الناسÙØ©ØŒ تبقى جزء من المادة المذاب بالكلوروÙورم الذي صنعت منه العبوة ÙÙŠ "جاط" أو قعرة، ورغم قلة المادة إلا انها بعد أن نشÙت بمجرد تØريك المجاهد أيمن Øلاوة المادة بالمسطرة من أجل تجميعها Øدث انÙجار هائل أصاب المجاهد أيمن Øلاوة Ø¨Ø¬Ø±Ø§Ø Ø¨Ø§Ù„ØºØ© نتيجة طيرانه وارتطامه بالارض وأدى الى تدمير جدران الشقة وانهيار جزء منها اضاÙØ© الى الشبابيك والابواب هذا الانÙجار الذي سمع ÙÙŠ مختل٠أنØاء مدينة نابلس لم يقتصر Ùقط ÙÙŠ مدينة نابلس بل سمع ÙÙŠ تل أبيب ÙÙŠ مقر الشاباك وهناك Øدثت الصدمة والÙاجعة عندما بدأت أسماء المجاهدين تظهر امامهم سليم Øجة الذي يسكن ÙÙŠ برقة، ÙÙŠ منطقة تØت السيطرة الصهيونية ويمر يوميا من امام جنود الاØتلال، كي٠Øدث ذلك اين كان عملاؤهم ومخابراتهم وبدأوا يتساءلون عن طبيعة العقول التي تق٠ÙÙŠ مواجهتهم، عندها أدركوا أن المعركة هذه المرة مختلÙØ© لأمن نوعية هؤلاء الرجال، نوعية جديدة لم يعتادوا عليها.
نعود الى الشقة والى المجاهد أيمن Øلاوة الذي أرسل رسالة لكل مجاهد من أبناء القسام بأننا سنØمي هذه الدعوة والØركة بأرواØنا ودمائنا مهما كانت الظروÙØŒ ورغم إصابته البالغة، أخذ بعض الاوراق والديسكات الهامة والخاصة بالقسام وأعطاها مع بعض الأغراض الأخرى لأØد شباب الØركة، ÙˆÙور أن اطمأن عليها Ùقد الوعي ودخل Øالة الخطر Øيث نقل الى المستشÙÙ‰ وخلال تواجده ÙÙŠ المستشÙÙ‰ وهو ÙÙŠ Øالة الاغماء، شعر جميع الأطباء والممرضين طبيعة علاقة هذا الانسان الذي لا يعلمون عنه شيء مع الله، اذ أنه طيلة Ùترة غيابه عن الوعي كان لسانه رطب بذكر الله بشكل مستمر وغير منقطع مما أذهل كل من Øضر وتواجد ÙÙŠ هذا المكان، Øيث ظن البعض أن هذا الرجل جاء إلينا من عالم آخر ولا ينتمي لجنسنا. منذ اللØظة الأولى التي دوى Ùيها صوت الانÙجار الذي Øدث ÙÙŠ الشقة وبدأت روØا جديدة للعمل للقسام ÙÙŠ نابلس إذ أن أيمن Øلاوة وسليم Øجة أصبØا مطاردين للاØتلال وللسلطة التي نشرت أسماؤهم وصورهم ÙÙŠ الصØ٠العبرية موضØØ© ان هذين الاسمين هما وراء الدماء التي سالت ÙÙŠ المدن الصهيونية واصبØت هذه الاسماء عناوين للمقاومة، وقبل أن نقÙÙ„ باب هذه الشقة التي عم صداها Ùيما بعد وعما تخÙÙŠ Ùيما بين جدرانها ما لم ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù†Ø§ Ø§Ù„Ø¨ÙˆØ Ø§Ù„Ø§ أنه غادر مع من غادروا هذه الدنيا لابد لنا من أن ننوه ونذكر أن المجاهد الاستشهادي زياد الخليلي منÙØ° عملية الØمراء والشهيد ابراهيم أبو هواش صاØب المهمات الصعبة قد تربوا Ùيها Øيث تعلموا قراءة القرآن وأخذوا الاسر الØركية ÙˆØضروا الصلوات الجماعية ÙÙŠ رمضان وتقربوا الى ربهم ÙÙŠ القيام Ùيها، نهاية الØكاية لو علم الاØتلال سر هذه الشقة وما يجري بداخلها لكان هاجس الخو٠ÙÙŠ جيشه وأجهزة أمنه كلما ÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø¨ Ùيها واغلق وبعد ان علموا Ùعلوا ودمروا واغتالوا ولو علم ابناء Øماس عنها لكان واجب على كل من ينتمي الى الØركة ان تكون بيعته ÙÙŠ هذه الشقة.
هذه ذكريات القسام ÙÙŠ هذا المكان ها هنا متØ٠القسام متØ٠المقاومة والجهاد والاستشهاد تعودنا ان نتØدث عن Øياة العظماء والشهداء لكننا اليوم نتØدث عن شقة شارع 10 بداخلها صنعوا لنا القوة التي Ø§ØµØ¨Ø Ø¹Ø¯ÙˆÙ†Ø§ يخشاها منا، قدمنا عن مكان كان الأول ÙÙŠ كل شيء... أول عبوة...أول استشهادي يصور ÙÙŠ هذه الانتÙاضة... اول مكان يكون Ùيه الموت القادم للعدو... وقد يكون كل ما ذكرناه هو جزء مما جرى ÙÙŠ هذه الشقة المباركة والسلام عليكم ورØمة الله وبركاته.
************************************
(الجزء الثاني )
ذكريات الاعتقال... والتسليم... لدى الامن الوقائي
بعد Øملة الملاØقة لي من قوات الاØتلال وأجهزة السلطة,عدت من جنين إلى نابلس والتقيت بالمجاهد نسيم أبو الروس رØمه الله،وكان الهد٠من اللقاء هو التدرب على مادة النيتروجلسرين، وتØضير بيت يوجد به أدوات مخبريه لهذا الغرض،لأنني ÙÙŠ Ùترة وجودي ÙÙŠ جنين طور قسم الهندسة ÙÙŠ الكتائب وأتقنوا تصنيع هذا النوع من المتÙجرات، Ùˆ قد كنت اعرÙها نظريا ولكن لانشغالي ÙÙŠ تنظيم المجموعات وبنائها ونقل العمل إلى المدن لم أزاول تصنيعها،مع العلم أنني كنت ملم بتصنيع ما سبقها من مواد.
خرجت أنا والشهيد نسيم أبو الروس كل منا إلى مهمة خاصة به،، واتÙقنا أن يكون اللقاء ÙÙŠ ساعة Ù…Øددة وعندما Øان موعد اللقاء لم ÙŠØضر الشهيد نسيم،وعندما Ø£ØµØ¨Ø ÙˆØ¶Ø¹ÙŠ Øرجا ÙÙŠ ذلك الوقت ÙÙŠ الشارع والساعة متأخرة،والشوارع Ùارغة والبرد شديد،Ùاتصلت بأخي مصطÙÙ‰ وكنت أظن انه موجود ÙÙŠ نابلس كي اخرج من المأزق وبالÙعل اتصلت به ولكنه اخبرني انه خرج من نابلس إلى بلدتي برقه.قررت بعدها الاتصال بالأخ أمير ذوقان من مخيم بلاطة،وهو اØد أصدقائي ÙÙŠ سجن شطة سابقا...وهذا الأخ من كتائب الأقصى ويعمل ÙÙŠ جهاز الأمن الوقائي،وهو اعتقل لاØقا ÙˆØكم عليه 8مؤبدات وأÙرج عنه ÙÙŠ صÙقة ÙˆÙاء الأØرار. كنت أريد من أمير أن يشتري لي قطعة Ø³Ù„Ø§Ø Ù…Ù† نوع شتاير مناسبة للمطارد لان Øجمها صغير ويمكن إخÙاؤها بسهولة...اتصلت به وسألته عن مكانه وهل هو ÙÙŠ داخل المدينة أو المخيم وإذا بإمكانه الØضور لطرÙÙŠ خلال أربع دقائق،Ùقال لي نعم،Ùقلت له أنا موجود ÙÙŠ شارع Ùيصل عند المقبرة,Ùتأخر ÙÙŠ الØضور,Ùاتصلت به مرة أخرى Ùقال لي وصلت المقبرة الغربية.قلت له أنا قلت لك عند المقبرة الشرقية وأنا انتظرك وبقيت انتظره,وطالت مدة وجودي ÙÙŠ المكان أكثر من الزمن الآمن وكان هذا خطأ امنيا كبيرا أدى إلى اعتقالي.
Øضر الأخ أمير ومشينا خطوات Ùإذا بعدد من الأمن الوقائي باللباس المدني يصرخون ويرÙعون Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ†Ø§ وكنت عندها خل٠الأشجار واØمل مسدس،ÙرÙعت المسدس وتمركزت خل٠شجرة وهممت أن أطلق النار عليهم،لأنني اعتقدت أنهم قوات خاصة صهيونية، ÙˆÙÙŠ تلك اللØظة دار بينهم وبين أمير Ø£Øاديث،ÙعرÙت أنهم من الأمن الوقائي عندها ترددت ÙÙŠ إطلاق النار،Ùاقتربوا مني أكثر ÙˆØدث عراك بيننا أنا ارÙع Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø¹Ù„Ù‰ صدر اØدهم وهم يرÙعون Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø¨Ø§ØªØ¬Ø§Ù‡ÙŠØŒ ÙˆØدث عراك ومشادة قصيرة، وبعدها أدركت إما أن اقتلهم واهرب وكان بإمكاني ذالك ولكن لم أرد بعد كل دم الصهاينة اللذين ÙÙŠ رقبتي أن اقتل ابن جلدتي, والخيار الثاني أن اسلم Ù†Ùسي,وكنت على مساÙØ© 100مترمن مركز شرطة Ù…ØاÙظة نابلس ولا Ùائدة من هذه المعركة, Ùقررت الذهاب معهم,خاصة انه لا يوجد قرار بالمواجهة معهم وإطلاق النار Øتى لو أدى إلى قتل.
بالÙعل اعتقلوني وأخذوني إلى مقر الأمن الوقائي ÙÙŠ مبنى المقاطعة ÙÙŠ نابلس,وهناك جلس معي عدد من كبار الضباط,ومنهم قائد الأمن الوقائي وقائد الأمن الوطني Øتى ساعات الÙجر وكان الØديث له طابع سياسي Ùقط.
ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø²Ø§Ø±Ù†ÙŠ أهلي، وبعد العصر جاء عدد من الجنود وقالوا لي Øضر أغراضك، Ùاعتقدت أني منقول إلى سجن نابلس الذي يبعد Øوالي 300متر, وكنت بالسيارة ÙÙوجئت أن السيارة تجاوزت سجن نابلس واتجهت Ù†ØÙˆ مدخل نابلس الشرقي, Ùقالوا لي أنني منقول إلى المقر العام ÙÙŠ بيتونيا-رام الله بتنسيق أوروبي، Ùوصلنا إلى الØاجز الصهيوني ÙˆØضر ضابط صهيوني إلى سيارة الأمن الوقائي التي استقلها وتØدث معهم وذكر اسمي واتصل بجهاز جوال، وبعد دقيقتين جاءت آليتين عسكريتين صهيونيتين وراÙقننا إلى رام الله، وهناك أدخلوني إلى زنزانة ÙÙŠ قسم التØقيق ÙÙŠ مقر الوقائي,وهذه الزنزانة على قدر الÙرشة ÙˆÙ…Ø³Ù…ÙˆØ Ø§Ù„Ø®Ø±ÙˆØ¬ إلى الØمام ÙÙŠ اليوم 3مرات Ùقط.
وهذه الØادثة مرت علي كالØلم،ولم أكن استوعب ما ÙŠØصل معي بأن انقل إلى رام الله بدوريات الأمن الوقائي والصهاينة معا. وبعد أن كنت مطلوب رقم 1 ÙÙŠ هذه الÙترة ومختÙÙŠ عن الأنظار، ينظر الي الضابط الصهيوني وعيني ÙÙŠ عينه مباشره من مساÙØ© متر.
وقضيت Ùترة التØقيق ÙÙŠ هذه الزنزانة وهي30يوما ولم أتÙوه بكلمة وكانت علاقتي بالعمل مقتصرة على الشهداء. وبعد ذالك وبعد مطالبة المعتقلين ÙÙŠ السجن بإخراجي من الزنازين وبعد عدة مشاكل مع الإدارة أخرجوني إلى السجن Ùˆ والتقيت هناك بصديقي بلال البرغوثي واØمد أبو طه وعماد الشري٠وإسماعيل شقشق وإبراهيم الشوعاني واØمد البايض وآخرين,وكان كل السجناء الموجودين معنا ÙÙŠ السجن معتقلون على خلÙية المشاركة ÙÙŠ المقاومة,وهم من الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ÙˆØماس ولكن اخطر المطلوبين كنت أنا وبلال البرغوثي واØمد أبو طه, والعدد الكلي23معتقل.
عند دخولي للسجن اخبرني المعتقلين انه Øصل سلسلة من المشاكل الكبيرة التي Øصلت بينهم وبين ضباط الأمن الوقائي وكان هناك ضرب واشتباكات وجرØÙ‰ من الطرÙين، وتدخل ممثلوا Øماس ÙÙŠ رام الله Ù„ØÙ„ الإشكالات. وبعد يومين من وجودي بين المعتقلين بدأنا العمل من اجل تÙعيل قضيتنا والمطالبة بالإÙراج عنا، وأجرينا اتصالات مع القوى والÙصائل الوطنية والإسلامية ومع قادة الØركة ومع قيادة الأمن الوقائي وأخذنا وعودات بالإÙراج عنا بالتدريج، وعملنا سلسلة اØتجاجات كبيره داخل السجن ووصلت الأمور إلى الاشتباكات بالأيدي مع السجانين مره أخرى، واعتصمنا ÙÙŠ ساØØ© المقر ورÙضنا الدخول Øتى Øضر جبريل الرجوب وجلس معنا ÙÙŠ مكتبه الساعة الثانية Ùجرا، ÙˆØصلنا على وعودات منه بالإÙراج، ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù†Ø§ ÙÙŠ البداية بالخروج أجازات،وتم الإÙراج على أكثر من دÙعة وبقينا ÙÙŠ السجن مع سبعة إخوة آخرين.
كانت ظرو٠الاعتقال ÙÙŠ البداية صعبة جدا، ولكن بعد سلسلة من المشاكل والاØتجاجات والتدخلات الخارجية والØوارات تم تØسينها بالتدريج، والغريب انه لم يبقى ÙÙŠ سجون السلطة ÙÙŠ غزة والضÙØ© إلا Ù†Øن، وكنا نشعر بضع٠موق٠قيادة الأمن الوقائي وارتباكهم وارتباك عناصرهم أمام عدالة قضيتنا وصلابة موقÙنا وقوة Øجتنا.
من المÙاجئات الغريبة أن الأمن الوقائي كان يستخدم أساليب العدو الصهيوني ÙÙŠ معرÙØ© ما يجري داخل غرÙتنا داخل السجن Ùقد قام بتجنيد Ø£Øد عملاء الصهاينة ليعمل معه جاسوسا علينا داخل غرÙتنا يقوم بنقل أخبارنا وماهية Øياتنا بل وألقابنا التي ننادي بها على بعضنا البعض(أبو Ø£Øمد-أبوعمر-أبوقيس) Øيث تم اعتقال هذا الشخص لدى الأمن الوقائي بØجة انه له علاقة بالمقاومة، ومع الأيام لاØظنا عليه الارتباك الشديد ودار Øوار معه أدى إلى مصارØته لنا ÙˆÙوجئنا انه متهم بالعمالة لدولة الاØتلال أيضا، وأهله متبرين منه ولا يقبلوا Øتى الØديث معه,. واعتر٠انه تم تجنيده Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ù† الوقائي من اجل التجسس علينا ÙÙŠ السجن،واختراق صÙÙˆÙنا والعمل معنا Øيث كان ÙŠÙ„Ù…Ø Ù„Ù†Ø§ عن رغبته بالعمل ÙÙŠ المقاومة مع الØركة الإسلامية، وبعد مصارØته لنا خرج عدد من الإخوة إلى اØد قادة الجهاز، وقالوا له بصراØØ© أن عميلكم الذي زرعتموه بيننا قد اعتر٠انه تم تجنيده من قبلكم للتجسس علينا مقابل مبلغ من المال، كان موق٠هذا الضابط Ù…Øرجا ولم يستطع الإجابة.
وبعد ساعات بدأ هذا الشخص (عميل الأمن الوقائي) بالطرق على الأبواب إلى أن Øضر السجانين وأخذوه، وهذا يدلل على مدى خطورة هذا الجهاز، بان يجند شخص متهم بالعمالة لدولة الاØتلال لاختراق صÙÙˆÙنا.
قبل Øصار المقر وتسليمنا لقوات الاØتلال بأيام Øدث Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø¢Ø®Ø± واستشهد ÙÙŠ هذا Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø 13 مواطنا Ùلسطينيا ÙÙŠ رام الله، وابلغني مدير السجن انه يوجد قرار بالإÙراج عنا بعد الاجتياØØŒ وانتهى Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø ÙˆÙ„Ù… يتم الإÙراج عنا رغم مطالبتنا بذالك.
وبعد أيام Øدثت عملية البارك (نتانيا) وقتل بها 30 صهيونيا وأيضا Øدثت عملية أخرى لكتائب القسام، وهي عملية اقتØام مستوطنة الون موريه وقتل Ùيها عدد أخر، عندها شعرنا بخطورة الموق٠وأننا على أبواب خطوه كبيرة ورد كبير من قوات الاØتلال، وبدأنا نسمع بالإعلان عن Øشد الدبابات قرب رام الله وبدأنا بالمطالبة بالإÙراج عنا وإØضار ضباط كبار للØديث معهم، وكان رد السجانين انه لا يوجد اØد، وبدأت الدبابات بدخول رام الله والبيره، وهدم مقر الرئاسة واخذوا بالتجول ÙÙŠ شوارع بلدة بيتونيا المتواجد به السجن الذي Ù†Øتجز به... وبقينا طوال الليل نطالب بØضور اØد الضباط للتÙاهم معهم ولكن دون جدوى، بدأت الدبابات بالتقدم Ù†ØÙˆ المقر وعند الساعة التاسعة والنص٠من ØµØ¨Ø§Ø ÙŠÙˆÙ… Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Øضر إلى السجن نائب قائد جهاز الأمن الوقائي الأول واسمه الجبريني ونائب قائد الجهاز الثاني زكريا Ù…ØµÙ„Ø ÙˆØ¬Ù„Ø³Ø§ معنا وقالا لنا بصراØØ© لم يعد هناك شيء يربطنا بالصهاينة، ووضعكم بهذا السجن وبقائكم Ùيه خطر وانتم الآن Ø£Øرار، ولكن قبل أن تقرروا الخروج يجب أن تنزلوا معنا إلى المقر Øتى ترو ماذا نعمل ونزلنا إلى قسم التØقيق ÙÙŠ المقر الرئيسي وهناك جلسنا مع بعضنا Ù†ØÙ† الأسرى سليم Øجة،بلال البرغوثي، اØمد أبو طه، إبراهيم الشوعاني وإسماعيل شقشق واØمد الهندي ومØمد البايض، أما بخصوص الأخ إبراهيم أبو الرب Ùبقي Ù…Øنجر مع زوجته وطÙلته التي عمرها 3 شهور ÙÙŠ غرÙØ© دون أن يبلغوه بشيء Øيث كان ÙÙŠ زيارة لعائلته وقت الاجتياØ.
تناقشنا ماذا نعمل هل نخرج ونغامر معا آم نخرج Ùرادا آم أن بقائنا بالمقر Ø£Ùضل وأكثر أمنا خاصة أن مقرات الأمن الوقائي لم تهاجم من قبل الاØتلال، خاصة Ùتره اØتجازنا لم يتم قص٠المقر الوقائي مع أن بقية مقرات السلطة بما Ùيها مقر الرئيس تم قصÙÙ‡ ولم نشعر أن قادة الأمن الوقائي كانوا ÙŠØسبون Øسابا لقص٠المقر أو قصÙنا Ù†ØÙ† ÙÙŠ السجن أو اقتØام المقر. ومره واØدة تم إخلائنا إلى ساØØ© السجن بسبب على غارات على رام الله من قبل طائرات الاØتلال ومره أخرى تم إخلاء المقر الرئيسي دون إخلائنا. وهذا يدل على عدم مسؤولية قادة الأمن الوقائي تجاه أمننا ÙˆØياتنا.
بعد نقاش دارى بيننا Ù†ØÙ† ال