قائد سرايا القدس في قلقيلية يستقبل عامه الجديد في الأسر

في زنزانة انفرادية وسط عزلة تامة استقبل سامح سمير محمد الشوبكي) ‎‏30‏ عاما(‎‎ من مدينة قلقيلية عامه التاسع في الأسر وسط إصرار سلطات الاحتلال على عقابه بالعزل وحرمانه من كافة حقوقه وفي مقدمتها العلاج رغم المضاعفات الخطيرة التي طرأت على حالته الصحية مؤخرا، وأفاد شقيقه محمد أن فاتورة العقاب والحساب لسامح مستمرة منذ اللحظة الأولى لاعتقاله، فالاحتلال لم يكتف بما تعرض له من تعذيب وحكم وهدم منزلنا بل فرض عليه الحياة في ظروف مأساوية فالزنزانة لا تصلح لعيش البشر مساحتها متر ونصف وفيها دورة مياه، ووضعه صعب للغاية من حيث الطعام والمعاملة ويتعرض دوما للتفتيش المهينة التي لم ولن تنل من عزيمته وصموده.

العقاب الأقسى
تقول نادية الشوبكي والدة قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قلقيلية: "تغير شكل وجه وجسد سامح كثيرا، فرغم رباطة جأشه ومعنوياته العالية ورفضه الخنوع والاستسلام والندم على ما قدمه من تضحيات في سبيل قضية شعبه التي كرس حياتها لها، فان المخطط الذي استهدفه منذ لحظة اعتقاله انعكس على صحته ØŒ إنهم يعاقبونه لبطولته وتم رده ورفضه للاحتلال ولصموده ملاحقا وفي أقبية التحقيق وهم يتفننون في أشكال عقابه التي حولت حياته لجحيم حقيقي، فلم يغادر الزنازين ولا يرى ضوء الشمس، وكل عائلتنا ممنوعة من زيارته، والعقاب الأقسى من العزل حرمانه من العلاج، وبكل تحد من إدارة السجن ترفض علاجه أو إدخال لجنة طبية له. وتواصل أم محمد قرع أبواب المؤسسات الإنسانية والدولية ورفع الشكاوي لوقف عقاب ‏العزل لكن دون جدوى، وتقول: "إدارة السجون بتوجيهات مباشرة من المخابرات تحكم على ابني بالموت ‎‎البطيء وفي إحدى المرات وللتغطية على الإجراء التعسفي زعمت الإدارة أن العزل سببه إن وجود سامح في السجن بين المعتقلين يشكل خطرا على الأمن الصهيوني، وهي مزاعم باطلة هدفها إطالة أمد عزله المتواصل للعام الثامن.
وبسخط وغضب، قالت: "سامح محكوم بالسجن المؤبد إضافة لعشر سنوات، فهل سيعيش فترة حكمه معزولا، إننا نتساءل عن دور مؤسسات المجتمع الدولي التي تتباكى على حقوق الإنسان ‏بينما يمارس الإعدام بحق أسرانا في مقابر الأحياء ØŒ لم يبقى مؤسسة إلا وتوجهنا لها لكن دون جدوى فإلى متى سيبقى دعاة الديمقراطية عاجزين u‎‏1593‏ عن تحمل مسؤولياتهم لإنقاذ أبنائنا.

سجل البطولة
في أزقة وجبال مدينته تكثر صور الذكريات لسجل حافل بالبطولة والتضحية سطرها سامح عبر مسيرة نضاله التي لم تتوقف حتى خلف القضبان، وقد ولد سامح بتاريخ ‏22‏ / ‎‏11‏ / ‎‏1980‏ ليكون الثاني في أسرة من عشرة أنفار، ودرس في مدارس مدينة قلقيلية، وعندما كان في سن عاما ‏16‏ برز كشعلة نشاط قبل الانتفاضة وكان يعمل بشكل سري ومثلما أحب مدرسته حمل العشق والوفاء والانتماء لوطنه وقضيته،  ÙÙ„Ù… يعد يشغل تفكيره سوى مقاومة الاحتلال، ومنذ صغره كان يتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة وحس وطني مرهف وبعد نجاحه في الثانوية العامة التحق بجامعة القدس المفتوحة واختار تخصص الخدمة الاجتماعية لكنه لم يكمل دراسته الجامعية فمع اندلاع "‎انتفاضة الأقصى"‎ لبى النداء حتى قاد الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، ويقول شقيقه محمد: "‎‎في اشد الساعات كان يتسلل بسرية ليقاوم الاحتلال عسكريا دون أن نعلم بنشاطه حتى أدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين ولكنه لم يأبه بتهديدات الاحتلال الذي سرعان ما وضعه في قائمة المطلوبين للاغتيال ØŒ ومع اشتداد المواجهات والضربات الموجعة للاحتلال ازدادت حملات الاستهداف له، وأصبح جنود الاحتلال ينصبون له الكمائن ولم يعد منزلنا يخلو من الجنود يوميا ليلا نهار، وسط حملات الدهم والتفتيش وتدمير محتويات المنزل، ولكن سامح رفض أن يسلم نفسه ØŒ وقاوم ببسالة أغضبت الاحتلال الذي توعده وعائلته بأقسى العقوبات وفي مقدمتها التصفية. تعانق أم محمد صورة سامح، وتقول: "تم اعتقاله في ‏26‏ - ‎‏10‏ - ‎‏2003‏ في عملية للوحدات الخاصة التي حاصرت المخبأ ال ذي تحصن فيه ونجا من الموت بأعجوبة ونقل الى مركز تحقيق بيتح تكفا العسكري وأمضى ‏94‏ يوم ا تحت العذاب وتعرض لشتى أنواع الاعتداء والضرب فأصبح يعاني من قرحة وضعف في النظر وألم في خواصره وأصبعه وحاليا يوجد كسر يسبب له مشاكل في السير وعجز في قدمه وفي يده، ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك بل هدمت منزل العائلة بعد مرور عام على اعتقاله في ‏2004‏ØŒ ثم حوكم بتهمة مسؤوليته عن عملية نفذتها سرايا القدس خلال عملية السور الواقي ونقل الى قسم العزل في سجن هداريم ولم يتوقف عن ممارسة دوره في السجن في تعليم القران الكريم وعقد الجلسات الدينية والمحاضرات، إضافة لتميزه في الخطابة وتحديدا خطبة الجمعة وأصبح إماما للأسرى.

اعتقال الأسرة
وتقول الوالدة: "اعتز بأبنائي ونضالهم وكان نصيبهم الاعتقال واحدا تلو الآخر، ورفضت سلطات الاحتلال جمعهم في سجن واحد وكنت أعاني بشدة لأني الوحيدة التي يسمح لها بزيارتهم، وأحيانا كانت تأتي الزيارة في يوم واحد، فأعاني لأني سأزور احدهم ويحرم الثاني من الزيارة لقد اعتقلت قوات الاحتلال أشقاء ‏سامح الأربعة مؤيد في سن ‏16‏ عاما بتاريخ ‏2004/4/4‏ وامضي ‏3‏ سنوات، وشرحبيل اعتقل في ‏1‏/ ‎‏5‏/ ‎‎‏2008‏ وأمضى ‏3‏ سنوات ومحمد اعتقل مرتين في ‏18‏ / ‎‏12‏ / ‎‏2003‏ Ùˆ ‏24‏ / ‎‏5‏/ ‎‏2006‏ وأمضى في الاعتقالين ‏5‏ سنوات وكان مطاردا لنصف عام، ورغم ذلك لم نستسلم أو نستكين لان السجون لم ولن ترهبنا.

رسالة صمود
من عزله، خط الأسير سامح رسالة شوق ومحبه لأسرته حثها فيها على الصبر في مواجهة المحن حتى يتحقق حلم ووعد الحرية، وقال: "اقبل قدميك أمي ويديك لتزرعي بحبك أملا كبيرا في أعماقي بان يوم حريتك التي تبدأ بعودتي من غياهب السجون قريب، هذه المحطات امتحان وثواب من الله الذي زرع في قلوبنا الإيمان والقوة والإرادة والأمل بقرب الخلاص وفي ذكرى اعتقالي أقول لكم إن العزل لن يدوم ومهما مورس بحقنا سنبقى شامخين تفخرون والوطن بنا ولن نتراجع أو نندم فمن حلكة الليل ننسج خيوط حرية نراها قريبه ولن نساوم عليها ولن نستجديها ما دمنا نملك إرادة وقوة وقلبا يعشق الوطن والجهاد والحرية.‎

 (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 13/11/2011)