الأسير محمد تركمان: فرحنا لأن كوكبة من مناضلينا وقادتنا تحرروا ونحن ما زلنا مرابطين على العهد

 "‏‎‎إرادتنا‎ ‎وعزيمتنا قوية‎ ‎ولن‎ ‎تلين‎ ‎ومهما‎ ‎اشتدت‎ ‎ساعات‎ ‎الظلمة وامتدت‎ ‎مساحات‎ ‎‎الغربة‎ ‎لن‎ ‎نتخلى‎ ‎عن‎ ‎رسالتنا ‏وأهدافنا‎ ‎وأحلامنا‎ ‎ولن‎ ‎نحيد‎ ‎عن‎ ‎المبادئ"... ‎ بهذه الكلمات،‎ ‎استهل‎ ‎الأسير‎ ‎محمد‎ ‎‎يوسف‎ ‎تركمان) ‎‏39‏ عاما‏(‎‎حديثه‎ ‎‎بمناسبة‎ ‎دخوله‎ ‎عامه العشرين‎ ‎خلف‎ ‎القضبان‎ ‎في‎ ‎رحلة‎ ‎اعتقال‎ ‎‎متواصلة رفضت‎ ‎خلالها‎ ‎‎حكومة الكيان‎ ‎الإفراج‎ ‎عنه‎ ‎وشطبته‎ ‎من كل‎ ‎الصفقات‎ ‎والافراجات،‎ ‎ورغم‎ ‎حزنه‎ ‎وتأثره‎ ‎لعدم ‏إدراجه‎ ‎في‎ ‎صفقة "‎الوفاء‎ ‎‎للأحرار". وقال: "فرحنا‎ ‎لان‎ ‎كوكبة‎ ‎من‎ ‎قادتنا‎ ‎ومناضلينا تحرروا‎ ‎من‎ ‎نير‎ ‎الاحتلال‎ ‎‎وسجونه‎ ‎الظالمة،‎ ‎ونحن ‏مازلنا‎ ‎مرابطين‎ ‎على‎ ‎العهد‎ ‎ولن‎ ‎نفقد‎ ‎الأمل‎ ‎ما‎ ‎دام شعبنا‎ ‎معنا،‎ ‎لأننا‎ ‎على‎ ‎ثقة‎ ‎بالله‎ ‎أولا‎ ‎‎وبقيادتنا‎ ‎انها لن‎ ‎تتخلى‎ ‎عنا‎ ‎‎رغم‎ ‎الظلم‎ ‎المتكرر‎ ‎والمتواصل‎ ‎بحقنا كقدامى‎ ‎الأسرى،‎ ‎وكلنا‎ ‎أمل‎ ‎أن‎ ‎يصر‎ ‎الرئيس‎ ‎‎محمود عباس‎ ‎على‎ ‎مواقفه‎ ‎‎واعتبار‎ ‎قضيتنا‎ ‎الثابت‎ ‎الأول وعدم‎ ‎الذهاب‎ ‎لأي‎ ‎مفاوضات‎ ‎أو‎ ‎توقيع‎ ‎أية‎ ‎تسوية قبل‎ ‎‎ضمان‎ ‎حريتنا‎ ‎وتبييض‎ ‎‎السجون".

لا‏‎ ‎سلام‎ ‎دون‎ ‎حريتنا
في‎ ‎سجن"‎جلبوع"‎ØŒ‎ ‎يستقبل‎ ‎الأسير‎ ‎تركمان عامه‎ ‎الجديد،‎ ‎‎مستذكرا‎ ‎كل‎ ‎المحطات‎ ‎‎التي‎ ‎مرت في‎ ‎مسيرته‎ ‎النضالية‎ ‎التي‎ ‎بدأها‎ ‎في‎ ‎ريعان‎ ‎الشباب على‎ ‎مقاعد‎ ‎الدراسة،‎ ‎‎ليستمد‎ ‎كما‎ ‎قال‎ ‎منها" ‎العزم ‏والإيمان‎ ‎والأمل‎ ‎لان‎ ‎المسيرة‎ ‎ما‎ ‎زالت‎ ‎طويلة‎ ‎والمعركة مستمرة‎ ‎مع‎ ‎الاحتلال‎ ‎الذي‎ ‎‎يواصل‎ ‎حربه‎ ‎وظلمه لشعبنا‎ ‎‎الذي‎ ‎لن‎ ‎يتسلم‎ ‎ولن‎ ‎يرفع‎ ‎الراية‎ ‎البيضاء حتى‎ ‎تتحقق‎ ‎الأهداف‎ ‎التي‎ ‎ناضلنا‎ ‎وضحينا‎ ‎‎بحياتنا ومستقبلنا‎ ‎وشبابنا‎ ‎من‎ ‎‎اجلها‎ ‎ولن‎ ‎نتخلى‎ ‎عنها‎ ‎وعن مشروعنا‎ ‎الوطني‎ ‎ال‎ ‎ذي‎ ‎يقوده‎ ‎بحكمة‎ ‎وحنكة وشجاعة‎ ‎‎الرئيس‎ ‎محمود‎ ‎عباس". ‏وأضاف: "رغمما‎ ‎نتعرض‎ ‎له‎ ‎من‎ ‎هجمة‎ ‎في السجون‎ ‎بقيادة‎ ‎رئيس‎ ‎الوزراء‎ ‎‎الصهيوني‎ ‎بنيامين نتنياهو‎ ‎الذي‎ ‎‎يواصل‎ ‎التهويد‎ ‎والاستيطان‎ ‎وتحدي العالم،‎ ‎فكلنا‎ ‎خلف‎ ‎الرئيس‎ ‎أبو‎ ‎مازن‎ ‎في‎ ‎‎قراره الشجاع‎ ‎في‎ ‎التوجه‎ ‎لمجلس‎ ‎‎الأمن‎ ‎والأمم‎ ‎المتحدة لانتزاع‎ ‎شهادة‎ ‎ميلاد‎ ‎الدولة‎ ‎الفلسطينية‎ ‎ولتحقيق ما‎ ‎نادى‎ ‎‎به‎ ‎من‎ ‎تحرير‎ ‎أسرى‎ ‎الحرية،‎ ‎‎لنؤكد‎ ‎على ما‎ ‎ردده‎ ‎أنه‎ ‎لن‎ ‎يكون‎ ‎سلام‎ ‎دون‎ ‎حريتنا،‎ ‎ورغم تهديدات‎ ‎حكومة الاحتلال‎ ‎‎وضغوط‎ ‎أمريكا‎ ‎التي‎ ‎تتسلح بالفيتو‎ ‎‎فإن‎ ‎الدولة‎ ‎قادمة‎ ‎وهي‎ ‎قائمة،‎ ‎نحن نعيش‎ ‎ظلال‎ ‎دولتنا‎ ‎ولن‎ ‎تسلبنا‎ ‎‎أمريكا‎ ‎ودولة العدو هذا‎ ‎الحلم".

محطات‏‎ ‎‎من‎ ‎الذاكرة
أما‎ ‎الوالدة‎ ‎الصابرة‎ ‎حمدة‎ ‎تركمان،‎ ‎فإنها‎ ‎ورغم ما‎ ‎نالها‎ ‎من‎ ‎‎مرض‎ ‎أقعدها‎ ‎عن‎ ‎زيارة‎ ‎نجلها‎ ‎الأحب ‏لقلبها،‎ ‎خاصة‎ ‎إصابتها‎ ‎بكسر‎ ‎في‎ ‎قدمها‎ ‎اثر‎ ‎مغادرتها لزيارة‎ ‎‎محمد،‎ ‎مازالت‎ ‎تصلي‎ ‎وتدعو‎ ‎وتتأمل‎ ‎أن ‏تعانقه‎ ‎رغم‎ ‎الصدمة‎ ‎القاسية‎ ‎التي‎ ‎تلقتها‎ ‎عقب انجاز‎ ‎الصفقة،‎ ‎وقالت: ‎‎"‎تحولت‎ ‎فرحة‎ ‎العيد‎ ‎التي كنا‎ ‎نتأمل‎ ‎أن‎ ‎‎نعيشها‎ ‎بتحرر‎ ‎محمد‎ ‎وعودته‎ ‎إلينا بعدما‎ ‎قضى‎ ‎‏19‏‎ ‎عاما‎ ‎صامدا‎ ‎صابرا‎ ‎‎في‎ ‎سجنه لحزن‎ ‎وألم،‎ ‎فقد‎ ‎تلقينا‎ ‎الوعود‎ ‎‎بالافراج‎ ‎عنه،‎ ‎ومنذ مفاوضات‎ ‎صفقة‎ ‎شاليط‎ ‎الجميع‎ ‎أكد‎ ‎لنا‎ ‎أن‎ ‎محمد ‏الذي‎ ‎يعتبر‎ ‎من‎ ‎عمداء‎ ‎الأسرى‎ ‎والقدامى‎ ‎‎مدرج اسمه‎ ‎في‎ ‎القائمة‎ ‎لذلك‎ ‎كانت‎ ‎صدمتنا‎ ‎وحزننا كبيرا‎ ‎عندما‎ ‎لم‎ ‎يعد‎ ‎‎إلينا‎ ‎واستقبل‎ ‎عاما‎ ‎جديدا مغيبا‎ ‎خلف‎ ‎‎القضبان".
تبكي‏‎ ‎الوالدة‎ ‎تركمان‎ ‎بحرقة‎ ‎وهي‎ ‎تحدق‎ ‎بصور نجلها‎ ‎الثامن‎ ‎في‎ ‎‎عائلتها‎ ‎المكونة‎ ‎من‎ ‎‏12‏‎ ‎نفرا،‎ ‎وقالت:‎‏ ‏‏"‎لا‎ ‎يوجد‎ ‎شيء‎ ‎في‎ ‎العالم‎ ‎يعوضني‎ ‎عن‎ ‎محمد،‎ ‎ورغم اجتماع‎ ‎أبنائي‎ ‎حولي‎ ‎‎ومعهم‎ ‎أحفادي‎ ‎لن‎ ‎يسد‎ ‎احد مكانه،‎ ‎‎منذ‎ ‎صغره‎ ‎امتلك‎ ‎مكانة‎ ‎مميزة‎ ‎في‎ ‎قلبي لطيبته‎ ‎وحسن‎ ‎أخلاقه،‎ ‎كان‎ ‎متميزا‎ ‎‎ورائعا‎ ‎في كل‎ ‎شيء‎ ‎مما‎ ‎جعل‎ ‎الجميع‎ ‎‎يحبه،‎ ‎صورته‎ ‎لا‎ ‎تفارق مخيلتي‎ ‎بكل‎ ‎تفاصيل‎ ‎حياته‎ ‎في‎ ‎حبه‎ ‎لإخوته ‏ومدرسته‎ ‎ووطنه."‎‏ وقالت: "كرس‎ ‎ابني‎ ‎‎حياته‎ ‎لفلسطين‎ ‎وبقي يحمل‎ ‎راية‎ ‎الانتفاضة‎ ‎حتى‎ ‎وقع‎ ‎في‎ ‎الكمين‎ ‎في ‏عام‎ ‎الانتفاضة‎ ‎الخامس،‎ ‎فاعتقل‎ ‎في‎ ‎تاريخ‎ ‎‎لن أنساه‎ ‎أبدا‎ ‎في‎ ‎‏28‏ - ‎‏10‏ - ‎‏1992‏‎ ‎ØŒ‎ ‎وقاد‎ ‎عملية‎ ‎اعتقاله رئيس‎ ‎‎أركان‎ ‎الجيش‎ ‎الصهيوني،‎ ‎وبعدها‎ ‎عاش‎ ‎فترة ‏طويلة‎ ‎في‎ ‎التحقيق،‎ ‎ولكن‎ ‎الاحتلال‎ ‎عاقبنا‎ ‎بعد أسبوع‎ ‎من‎ ‎اعتقاله‎ ‎‎بإغلاق‎ ‎منزلنا‎ ‎ثم‎ ‎حكم‎ ‎بالسجن مدى‎ ‎الحياة"‎ØŒ‎ ‎‎الحكم‎ ‎وعقوبات‎ ‎الاحتلال‎ ‎لم‎ ‎تنل‎ ‎من عزيمة‎ ‎ومعنويات‎ ‎محمد‎ ‎الذي‎ ‎‎مازال‎ ‎يتحدث‎ ‎بفخر واعتزاز‎ ‎عن‎ ‎تجربته‎ ‎‎النضالية‎ ‎وهو‎ ‎في‎ ‎سجنه،‎ ‎وقال:‎‏ ‏"‎رغم‎ ‎مرور‎ ‎‏20‏‎ ‎عاما‎ ‎على‎ ‎اعتقالي‎ ‎‎فانا‎ ‎افخر‎ ‎بكل‎ ‎ما قدمته‎ ‎من‎ ‎نضال‎ ‎لأجل‎ ‎‎حرية‎ ‎شعبي‎ ‎وكرامته،‎ ‎وما مارسه‎ ‎الاحتلال‎ ‎بحقنا‎ ‎من‎ ‎عقوبات‎ ‎سواء‎ ‎في‎ ‎‎الحكم أو‎ ‎إغلاق‎ ‎المنزل‎ ‎وكل‎ ‎صور‎ ‎‎العذاب‎ ‎طوال‎ ‎اعتقالي لن‎ ‎يزيدنا‎ ‎إلا‎ ‎انتماء‎ ‎لشعبنا‎ ‎وقضيتنا،‎ ‎نعم‎ ‎نشعر بحزن‎ ‎‎والعمر‎ ‎يمضي‎ ‎ومازال‎ ‎السجن‎ ‎‎يطوي‎ ‎صفحات عمرنا‎ ‎ولكن‎ ‎تحرر‎ ‎رفاقنا‎ ‎وإخوتنا‎ ‎هو‎ ‎بشرى‎ ‎كبيرة لنا‎ ‎بان‎ ‎فجر‎ ‎‎الحرية‎ ‎قادم،‎ ‎وقد‎ ‎شطبنا‎ ‎من‎ ‎‎قاموس حياتنا‎ ‎كلمات‎ ‎يأس‎ ‎أو‎ ‎استسلام‎ ‎وفي‎ ‎كل‎ ‎لحظة نرى‎ ‎شمس‎ ‎الحرية‎ ‎تنتظر‎ ‎‎عودتنا‎ ‎لنحتفي‎ ‎بعرس الانتصار‎ ‎‎الكبير".

آهات‏‎ ‎وأحزان
الوالدة‎ ‎الصابرة‎ ‎التي‎ ‎تجاوزت‎ ‎العقد‎ ‎السابع وقضت‎ ‎‎عمرها‎ ‎على‎ ‎بوابات‎ ‎السجون،‎ ‎‎تعيش اليوم‎ ‎أقسى‎ ‎اللحظات‎ ‎لأنها‎ ‎أصبحت‎ ‎أسيرة الفراش‎ ‎بسبب‎ ‎‎المرض،‎ ‎وقالت: "لم‎ ‎أتأخر‎ ‎يوما عن‎ ‎‎زيارته‎ ‎لأنها‎ ‎عنوان‎ ‎الأمل‎ ‎لحياتنا‎ ‎التي‎ ‎حولها الاحتلال‎‎‏‏‎ ‎لأحزان‎ ‎‎وألم،‎ ‎يكفينا‎ ‎أن‎ ‎أرى‎ ‎عينيه لأنسى‎ ‎كل‎ ‎‎العالم‎ ‎وأحطم‎ ‎الجدران‎ ‎التي‎ ‎تعزلني عنه‎ ‎وتحرمني‎ ‎منه،‎ ‎ولكن‎ ‎ألمي‎ ‎اليوم‎ ‎‎كبير‎ ‎فقد كنت‎ ‎انتظره‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎صفقة‎ ‎‎ولكن‎ ‎لم‎ ‎نكن‎ ‎نحصد سوى‎ ‎الدموع‎ ‎لعمر‎ ‎ابني‎ ‎الذي‎ ‎يستحق‎ ‎حياة ‏الحرية‎ ‎بينما‎ ‎السجن‎ ‎يحرمني‎ ‎عناقه‎ ‎‎وضمه، فالمرض‎ ‎اشد‎ ‎قساوة‎ ‎من‎ ‎السجن،‎ ‎لست‎ ‎حزينة بسبب‎ ‎مرضي‎ ‎‎وعجزي‎ ‎ولكني‎ ‎أتألم‎ ‎كل‎ ‎ثانية لأنني‎ ‎‎حرمت‎ ‎من‎ ‎رؤيته‎ ‎وزيارته"  ‎وأضافت:‎‏ ‏"‎كل‎ ‎إخوانه‎ ‎وأقرانه‎ ‎ورفاقه‎ ‎‎في‎ ‎المدرسة‎ ‎تزوجوا وأصبح‎ ‎لديهم‎ ‎‎أبناء،‎ ‎بينما‎ ‎أمضى‎ ‎محمد‎ ‎نصف عمره‎ ‎في‎ ‎السجن،‎ ‎ولا‎ ‎أجد‎ ‎ما‎ ‎يخفف‎ ‎ألمي‎ ‎‎سوى الحديث‎ ‎لصورته‎ ‎والصلاة‎ ‎‎والدعاء‎ ‎لله‎ ‎ليفرحني بحريته‎ ‎قبل‎ ‎فوات‎ ‎الأوان".
وخلف‏‎ ‎القضبان،‎ ‎لم‎ ‎ينته‎ ‎‎مسلسل‎ ‎العقوبات بحق‎ ‎محمد،‎ ‎وقال‎ ‎‎شقيقه‎ ‎المحرر‎ ‎همام‎ ‎الأكثر‎ ‎تأثرا وغضبا‎ ‎لأنه‎ ‎لم‎ ‎يفرج‎ ‎عنه‎ ‎في‎ ‎الصفقة: "منذ ‏اليوم‎ ‎الأول‎ ‎لاعتقاله‎ ‎استهدفه‎ ‎‎الاحتلال‎ ‎بكل أشكال‎ ‎القمع‎ ‎والتنكيل‎ ‎وصنوف‎ ‎العذاب‎ ‎والعزل،‎ ‎مازلت‎ ‎محروما‎ ‎من‎ ‎‎زيارته‎ ‎منذ‎ ‎‏12‏‎ ‎عاما‎ ‎وحتى عندما‎ ‎اعتقلت‎ ‎منعونا‎ ‎من‎ ‎اللقاء‎ ‎ورفضوا‎ ‎جمعنا معا،‎ ‎ولفترة‎ ‎‏7‏‎ ‎سنوات‎ ‎خلال‎ ‎احتجازه‎ ‎في‎ ‎عسقلان منعت‎ ‎كل‎ ‎‎‎عائلتي‎ ‎من‎ ‎زيارته،‎ ‎وفي‎ ‎هداريم‎ ‎عانى‎ ‎من وضع‎ ‎صحي‎ ‎مترد‎ ‎فهو‎ ‎كان‎ ‎يعاني‎ ‎من‎ ‎الباصور‎ ‎وعدة مشاكل‎ ‎صحية‎ ‎‎‎ورفضوا‎ ‎علاجه". وأضاف: "وبعد‎ ‎مرض‎ ‎والدتي‎ ‎التي‎ ‎تعاني‎ ‎من السكري‎ ‎والضغط‎ ‎وكسر‎ ‎في‎ ‎المفصل‎ ‎نتألم‎ ‎‎‎كثيرا لفشل‎ ‎كافة‎ ‎الجهود‎ ‎التي‎ ‎بذلنها‎ ‎في‎ ‎إلغاء‎ ‎قرار المنع‎ ‎الأمني،‎ ‎وقدمنا‎ ‎طلبات‎ ‎عدة‎ ‎للحصول‎ ‎على تصريح‎ ‎‎‎لزيارة‎ ‎خاصة‎ ‎بسيارة‎ ‎الإسعاف‎ ‎ولكن‎ ‎دون جدوى‎ ‎فحتى‎ ‎أمي‎ ‎تشكل‎ ‎أيضا‎ ‎خطرا‎ ‎على‎ ‎الأمن الصهيوني‎ ‎وممنوعة‎ ‎‎‎من‎ ‎زيارته".

ألم وأمل
في‎ ‎ذكرى‎ ‎اعتقاله،‎ ‎لم‎ ‎يجد‎ ‎محمد‎ ‎وسيلة ليخاطب‎ ‎والدته‎ ‎ويصبرها‎ ‎سوى‎ ‎رسالة‎ ‎‎‎كتب فيها: "لا‎ ‎تحزني‎ ‎ولا‎ ‎تبكي‎ ‎بل‎ ‎ابقي‎ ‎شامخة‎ ‎وأنت خنساء‎ ‎فلسطينية‎ ‎ارضعتينا‎ ‎الشموخ‎ ‎والكرامة والحرية،‎ ‎‎‎اصبري‎ ‎واصمدي‎ ‎فلن‎ ‎يطول‎ ‎الفراق، يؤلمني‎ ‎أن‎ ‎حلمنا‎ ‎في‎ ‎قضاء‎ ‎عيد‎ ‎الأضحى‎ ‎معا‎ ‎لن يتحقق‎ ‎وتأجل‎ ‎مرة‎ ‎أخرى،‎ ‎ولكن‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎لحظة روحي‎ ‎تعانقك‎ ‎وتقبل‎ ‎قدميك‎ ‎وراسك‎ ‎لاستمد الصبر‎ ‎والأمل‎ ‎حتى‎ ‎يتحقق‎ ‎الوعد،‎ ‎‎‎والوعد‎ ‎قادم قريبا‎ ‎كما‎ ‎بشرنا‎ ‎الرئيس‎ ‎محمود‎ ‎عباس‎ ‎وشعبنا فلن‎ ‎نعيش‎ ‎في‎ ‎القبر‎ ‎للأبد". أما‎ ‎الحاجة‎ ‎حمدة‎ ‎فضمت‎ ‎‎‎صورته‎ ‎لصدرها وقالت‎ ‎وعيناها‎ ‎تتجهان‎ ‎نحو‎ ‎السماء: "اللهم‎ ‎أفرحني بمحمد،‎ ‎فرحتي‎ ‎وحياتي‎ ‎عناقه‎ ‎واني‎ ‎صابرة‎ ‎‎‎وانتظر وعد‎ ‎الله‎ ‎لعباده‎ ‎الصابرين"‎ØŒ‎ ‎وأردفت: "أما‎ ‎الرئيس محمود‎ ‎عباس‎ ‎فرسالتي‎ ‎له "‎هؤلاء‎ ‎هم‎ ‎ابناؤك وأبطال‎ ‎‎‎فلسطين،‎ ‎عمداء‎ ‎الدولة‎ ‎الفلسطينية أفرحنا‎ ‎بحريتهم،‎ ‎لم‎ ‎يعد‎ ‎قلبي‎ ‎قادرا‎ ‎على‎ ‎فراقه أموت‎ ‎كل‎ ‎يوم‎ ‎ألف‎ ‎مرة‎ ‎وأنا‎ ‎‎‎أحصي‎ ‎الثواني‎ ‎والدقائق، لم‎ ‎يعد‎ ‎لي‎ ‎أمل‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎الحياة‎ ‎سوى‎ ‎رؤية‎ ‎ابني وضمه‎ ‎لصدري‎ ‎والفرح‎ ‎بزفافه".

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 28/10/2011)