سعدات: إضراب الأسرى نجح في إعادة السجون إلى وضعها الثوري

أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين النائب الأسير أحمد سعدات، أن إضراب الأسرى نجح في تحقيق بعدين مهمين، أولهما تحقيق مطالبهم العادلة وتحسين أوضاعهم الإعتقالية، وثانيا إعادة السجون إلى الوضع الثوري.
ونقلت عبلة سعدات عن زوجها في أول زيارة جمعتهما بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب العزل الانفرادي، أن الأسرى استطاعوا من خلال إضرابهم المفتوح عن الطعام إعادة الوضع الثوري للسجون، معتبرا إياه الوضع الحقيقي والذي كان غائبا منذ فترة.
وأوضح الأمين العام للجبهة الشعبية أن ما تم داخل السجون الصهيونية هو الشرارة الحقيقية للوحدة الوطنية، متمنيًا أن تنقل هذه الشرارة إلى خارج السجون من أجل أن تتحقق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام الداخلي.
وشدد على تمسك الأسرى بنضالهم الوطني ضد السجان الصهيوني، مشيرًا إلى أن الحركة الأسيرة مستمرة في نضالها وأن لجنة جديدة تشكلت في السجون لمتابعة القضايا التفصيلية والحياتية ومدى تطبيق الاحتلال لما ورد في اتفاق "الكرامة".
وأخرجت إدارة السجون الصهيونية، مؤخرًا، سعدات من العزل الانفرادي إلى جانب باقي الأسرى المعزولين باستثناء الأسير ضرار أبو سيسي، وذلك تطبيقًا لبنود اتفاق "الكرامة" الموقع مع اللجنة القيادية العليا لإضراب الأسرى مقابل تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام بعد 28 يومًا.
ونص الاتفاق الموقع على إنهاء سياسة العزل الانفرادي والاعتقال الإداري وتحسين الأوضاع المعيشية للأسرى داخل السجون الصهيونية وإخراج كافة المعزولين من زنازين العزل وزيادة مخصصات الكنتينا وغيرها من البنود، لكن الاحتلال لم لتزم حتى اللحظة بكافة بنود الاتفاق.

الهبة الجماهيرية
ولفتت عبلة سعدات النظر إلى إعجاب زوجها الأسير بالهبة الجماهيرية التي رافقت الإضراب وتأكيده على أنها جاءت بمردود نفسي إيجابي على الأسرى، إضافة إلى إيمانه بأنها شكلت ضغطا شعبيا من خارج السجون ساهم في وصول الأسرى إلى مرادهم.
وشددت سعدات على أهمية استمرار النضال من أجل الأسرى، حيث لا تزال معاناتهم مستمرة وتتجدد يوميا بأشكال مختلقة كالاعتقال الإداري واعتقال النساء، مؤكدة على أهمية تدويل قضية الأسرى والانتقال بها إلى المحافل الدولية.
وتوقعت أن يتعرض زوجها لمعاملة قاسية في الفترة المقبلة ردا على مشاركته في الإضراب كقائد من قيادات السجون، مشيرةً إلى محاولات إدارة السجن إقناعه بفك الإضراب، لكنه جابه ذلك برفض قاطع لوجود لجنة ممثلة عن الأسرى هي الجهة المعنية باتخاذ القرار.
وعن تفاصيل الزيارة؛ ذكرت عبلة سعدات أنها تمكنت من زيارة زوجها الأسير بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب عزله انفراديًا. وأوضحت أن الزيارة تمت من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القدس المحتلة، بعد تقدمها بطلب للزيارة وحصولها على الموافقة كونها تحمل الهوية المقدسية.
وأشارت إلى أن الزيارة دامت خمسًا وأربعين دقيقة، وتمت بوجود حاجز زجاجي يفصل بينها وبين الأسير سعدات كباقي الزيارات بين الأسرى وذويهم، ولفتت النظر إلى أن التواصل بينهما كان عبر الهاتف الذي يصعب التحدث من خلاله بسبب رداءة الصوت المنقول عن طريقه.

صعوبة التواصل
وأضافت: "فور الإعلان عن فك الإضراب، تقدمنا بطلب الحصول على تصاريح للأبناء من أجل زيارة والدهم، لكنهم لم يحصلوا عليه حتى الآن"، وأشارت إلى عدم استقرار الزيارات قبل سنوات العزل الثلاث، وإنما كانت متقطعة، إضافة إلى كثرة منعها أمنيًا نظرا لأنها أسيرة محررة.
ونوهت إلى أن شعورًا بالقهر سيطر عليها خلال الزيارة، "لأن الزيارة لم تأخذ حقها الكافي من التواصل"، إذ لم تتمكن من نقل كل الأخبار "لسعدات"، ولم يتمكن من الاستماع إلى ما تقوله كونه اعتاد على الهدوء في سنوات العزل بينما الزيارة كان يرافقها ضجيج كبير.
وأكدت أن زوجها قد تغيّر شكله عمّا كان عليه قبل عزله وانقطاع الزيارات، قائلة: "في زيارتي الأخيرة له قبل العزل في سجن هداريم كان يتمتع بصحة جيدة ويبدو ذلك من خلال نضارة وجهه، أما الآن فجسمه يبدو نحيلا وعيناه غائرتين، إضافة إلى تبعات الإضراب عن الطعام مثل الآلام في الأمعاء، لكن صحته بشكل عام جيدة ووضعه مستقر".
واستدركت سعدات: "وضعه النفسي ومعنوياته المرتفعة تطغيان على أي مشاكل صحية يعانيها، فهو سعيد جدا بالانتصار الذي حققه الأسرى".
وأوضحت أن نقله إلى مستشفى سجن الرملة لم يكن بسبب تدهور حالته الصحية وفق ما أكده لها، حيث كان بصحة جيدة ومتماسكا حتى اليوم الأخير من الإضراب، ولكنه كان بهدف إبعاده عن الأسرى حتى المعزولين منهم وكذلك تم عزله عن الأسرى المرضى.

وأشارت إلى أن زوجها كان يعاني من وضع سيئ خلال الإضراب الذي سبق "معركة الكرامة" لكن إدارة السجن رفضت نقله إلى المستشفى.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 4/6/2012)