رغم بعده القصري عن منزله منذ 29 عاما- الطوس يملؤه الحب والأمل

إلى أقصى الغرب من مدينة مهد المسيح عليه السلام وأقصى الشمال من مدينة أبي الأنبياء تجلس قرية الجبعة متربعة بين التلال المكسوة بالأشجار، تقع هذه القرية بمتاخمة خط التماس مع مناطق الـ48، ومحاطة بتجمع مستوطنات "غوش عصيون" من كل حدب وصوب إضافة إلى جدار الفصل الذي كاد أن يخنقها ويعزلها عن محيطها، وقف بيت الأسير محمد أحمد الطوس والذي ما زالت سجون الاحتلال تغيبه منذ تسعة وعشرين عاماً، غير آبه بالسرطان الاستيطاني الذي يتمدد في المنطقة.
لجنة أهالي الأسرى في حركة فتح إقليم وسط الخليل، وضمن جولاتها الرمضانية على عائلات الأسرى حلت ضيفة ومضيفة على عائلة الأسير الطوس، لتشاركها إفطارها، وفرحتها بالشهر الفضيل، بحضور مدير مديرية وزارة شؤون الأسرى في محافظة الخليل إبراهيم نجاجرة.
يقول محمد العويوي، رئيس لجنة أهالي الأسرى في حركة فتح إقليم وسط الخليل: "على الرغم من حالة التشتت الذهني والاجتماعي التي تعيشها آلاف الأسر الفلسطينية جراء استمرار سلطات الاحتلال الصهيوني في اعتقال أرباب أسرها وأبنائها، وهذه الحالة لم تمنعهم من الاستمرار في الحياة على أمل أن يكون الغائبين بينهم ولو بعد حين".
أم شادي الطوس زوجة الأسير، تقول بأن زوجها غائب عن بيتها منذ 1985/ 10 /6 ، ولم يكتب الله له بعد أن يخرج من سجنه على الرغم من ورود اسمه في قائمة عدة صفقات تبادل للأسرى بين دولة الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، فاعتقالهٌ كان قبل توقيع اتفاقية أوسلو بين السلطة الوطنية والحكومة الصهيونية.
ما أن اقترب موعد آذان المغرب حتى امتدت الأيادي ودبت الحركة في البيت وأخذ الكل يشارك في تجهيز مائدة الإفطار التي دلت على مدى العلاقة الحميمة التي استطاع نسجها الأسير محمد الطوس رغم استمرار غيابه القصري عن هذا المكان الدافئ المليء بالحب والحنان والأمل بعودة الطوس إليه.
ويرى إبراهيم نجاجرة، مدير مديرية وزارة شؤون الأسرى في محافظة الخليل، بأن هذا الإفطار يعمل على تعميق أواصر العلاقات بين أهالي الأسرى والمجتمع المحلي وخاصة حركة فتح والفصائل الفلسطينية، ويعبر عن مدى اللحمة الوطنية التي ترتبط بها الأسر الفلسطينية.

(المصدر: وكالة معا الإخبارية، 04/08/2012)