ثلاثية الألم تتابع الأسير عطا الله حشاش

لم تكن معاناة الأسير عطا الله حشاش من مخيم بلاطة بنابلس تنحصر في اعتقاله بتاريخ 19 تموز 2006 بل تواصلت خلال سنوات اعتقاله بعد فقدانه والده وشقيقه وفقدان والدته البصر.
وأدى ذلك إلى محطة اعتقال قاسية رغم أن هذا الاعتقال هو الخامس لكن مجريات السنوات الأخيرة كانت قاسية للغاية وعمقت الألم والمعاناة لكن وطأة السجن تقلصت بعد تخفيض حكمه من 25 عاماَ إلى 7 سنوات ويقول حشاش أن اعتقاله جاء بعد مطاردة 5 سنوات ونصف حيث جرى محاصرته في مبنى المحافظة بنابلس لمدة 3 أيام وقصف المبنى وجرى تقديم لائحة الاتهام وهو موقوف في معسكر حوارة بتهمة المساعدة في إجراء الاتصال في كتائب شهداء الأقصى ثم نقل إلى سجن بتاح تكفا وخضع للتحقيق لمدة 23 يوماً اعتماداً على مجموعة الشهود، وتنقل حشاش عقب صدور الحكم عليه في سجون عديدة منها شطة وايلون وجلبوع والنقب الصحراوي ومجدو وتعرض للعزل في سجن شطة على خلفية محاولة فرض الزي البرتقالي على الأسرى كما جرى عزله في سجن جلبوع بعد استشهاد أحد الأسرى في سجن النقب وقيام الأسرى بإعادة إحدى وجبات الطعام.
ولم تكن حكاية الأسير عطا الله حشاش مع الأسر جديدة فقد اعتقل لأول مرة وعمره 17 عاماً وقضى سنتين وشهرين من أصل حكم 4 سنوات ثم اعتقل 4 مرات أخرى بفترة إجمالية 5 سنوات كما أنه كان يعمل قبل اعتقاله في سلك الشرطة الفلسطينية، كما اعتقل أشقائه هاني وعبد وكانت أصعب محطات اعتقاله وفاة والده عام 2007 عندما كان أيضاً مع شقيقه بالسجن ولاحقا ذلك وفاة شقيقه ناصر بحادث سير بالقرب من المخيم.
أما المحطة القاسية الثانية فهي فقدان والدته التي كانت تزوره البصر مما أدى إلى عدم تمكنها من زيارته ومعاناتها السكر والضغط.
وينوه حشاش أن نحو 300 شاب من حمولة آل حشاش تعرضوا للاعتقال في سجون الاحتلال خلال الانتفاضتين الأولى والثانية ما يزال الآن منهم 25 أسيراً في السجون منوهاً إلى أن 7 أسرى جدد جرى اعتقالهم خلال هذا الأسبوع.
وبسبب مواقفه داخل السجون جرى حرمانه من زيارة الأهل لمدة (14) شهراً وبعدها جرى منح أسرته تصاريح مرة كل 6 أشهر، ورغم سنوات الأسر إلا أن عطا الله تغلب على صعوبة الاعتقال ويفخر أنه أضحى الآن طباخاً ماهراً يطبخ للعشرات من الأسرى كما أنه ماهراً في إعداد الحلوى المتنوعة التي يتسابق الأسرى على تناولها خاصة خلال شهر رمضان. ويقول مازحاً "من فوائد السجن أننا تعلمنا الطبخ وإعداد الحلوى بعدما كنا لا نستطيع قلي بيضة واحدة".
ويأمل حشاش أن يكتب له الإفراج في الأشهر القادمة ليبدأ مسيرة بناء حياة كريمة جديدة ومستقبل زاهر وأن يخفف على والدته فقدانها البصر والحرمان.

(المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 20/10/2012)