الصحفي الأسير أبو عرفة.. قلم يكبّله القيد

حكاية الزمن المتوقف.. وأوجاع القهر التي تلفّ معصمي الأسرى.. لا تستثني أحدًا من غيظها.. لتأتي على فرسان الكلمة الحرّة.. الذين يغيبون قسرا عن عائلاتهم وميدان عملهم وعهدهم للوطن والقضية.
الصحفي عامر أبو عرفة مراسل وكالة "شهاب" المحلية الفلسطينية كان ضحيّة للاعتقال والاستهداف الاحتلالي، وفريسة للاعتقال الإداري الذي لم ينته حتى اللحظة، ليقضي ما يزيد عن عامين داخل سجون الاحتلال بلا تهمة.
عائلة أبو عرفة التي كانت تقطن في منزل مستأجر على مقربة من الحرم الإبراهيمي، انتقلت مؤخرًا لمنزل آخر تملكه، إلا أن فرحة السكن الجديد كانت منقوصة لاستمرار غياب عامر النجل الأكبر للعائلة قسرا داخل سجون الاحتلال.

معاناة متجددة
"أم عامر" والدة الصحفي أبو عرفة تقول: "معاناتنا مستمرة منذ اليوم الأول لاقتياد عامر من منزله إلى الاعتقال"، مضيفة أن "اعتقال عامر ألقى بظلال صعبة وحياة قاسية تجرعتها العائلة مجددا، فبعد شهور من تحرره من سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية يعاد اعتقاله في سجون الاحتلال".

الصحفي عامر أبو عرفة
وتلفت إلى أن اعتقال نجلها أضفى مزيدًا من التعقيدات على مسيرة حياته خاصة التعليمية منها، مشيرة إلى أن الاعتقالات المتوالية لنجلها أعاقت تخرجه من الجامعة.
وتبين أن نجلها اعتقل في المرة الأولى ما يزيد عن أربعة أعوام متواصلة وأفرج عنه ليعاد اعتقاله مجددًا، معربة عن أملها في أن تنتهي حقب المعاناة المستمرة لولدها وعودته إلى أحضان عائلته لتتمكن من الاحتفال بتحرره وبزواجه، الذي تعرقله قضبان سجون الاحتلال.

ذاكرة لا تنسى
ولا تفارق عملية اعتقال عامر ذاكرة شقيقه محمد 14 عامًا الذي يقول لـ: إنه وبينما كان يجلس لمشاهدة التلفاز تفاجأ بجنديين يدخلان البيت فجأة، مشيرًا إلى حالة الخوف والهلع التي اعترته عقب دخول الجنود فجأة إلى المنزل أثناء جلوسه وحيدًا.
ويتابع "بدأ جنود الاحتلال بالسؤال عن أبي وشقيقي عامر، وبعد مناداة أطلقتها حضر والدي وأخي عامر، الذي قام جنود الاحتلال باقتياده إلى الاعتقال".
ويشير إلى أن شقيقه عامر كان يساعده في الدراسة وكان يحب تواجده الدائم بالمنزل، فيما بترك غيابه عن المنزل فراغا كبيرا للعائلة.

إهمال حقوقي
أما شقيقه الآخر عمار فيوضح: أنه من المستغرب قلّة الاهتمام من جانب المؤسسات الإعلامية والمراكز المهتمة بحقوق الإنسان بقضية شقيقه عامر، لافتا إلى أن شقيقه أسير رأي لدى الاحتلال، وواجب الإفراج عنه ملقى على عاتق مؤسسات حقوق الإنسان العالمية التي تدّعى اهتمامها بالحقوق والمظلومين.

عائلة الصحفي الأسير عامر أبو عرفة
ويطالب عمار كافة مؤسسات حقوق الإنسان والهيئات المهتمة بحقوق الصحفيين بالتحرك لتخليص شقيقه من الاعتقال الإداري، قائلا "كفى عامان كاملان من الاعتقال دون تهمة لشقيقي ليعود المنزل وليعانق الحرية.
ويبين أن الاحتلال لا يريد أن يرى أحدا يغطي اعتداءاته المتكررة على المواطنين ويريد إخراس صوت الحق والتغطية على جرائمه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.
ويوضح أن شقيقه كان يعمل في وكالة "شهاب" للأنباء ولم يشكل أي خطر على أمن حكومة الاحتلال التي اعتقلته وتواصل أعمال التنكيل والاستهداف بحقّه.
ويعرب عن أمله في أن تنتهي معاناة شقيقه وأن يعانق الحرية قريبا، وأن تتوقف سياسة الاحتلال الهادفة لتكميم الأفواه ولمنع تغطية اعتداءاته بالأرض المحتلة.

(المصدر: وكالة صفا الإخبارية، 05/12/2012)