الأسرى يواصلون محاولاتهم الإنجاب من خلف قضبان الاحتلال

يحاول العديد من الأسرى الإنجاب من خلف قضبان الاحتلال، وذلك عبر إخراج نطفهم عن طريق الزيارة من خلال عبوات بلاستيكية، وبعد الانتهاء من الزيارة يتوجه الأهل فورا إلى مراكز طبية مختصة بالتخصيب ليقوموا بزراعتها عبر "أطفال الأنابيب"، حيث نجحت بعض المحاولات وفشلت العديد منها في الآونة الأخيرة.
وفي محاولتين في شمال الضفة الغربية نجحت الأولى وفشلت الأخرى وكان الدافع وراء هذه الخطوة عدم الاستسلام لقرارات المحاكم العسكرية التي تصدر الأحكام وتصل إلى آلاف السنين، فالمؤبد الواحد الذي يُحكم به الأسير يصل إلى مائة عام.
الزوجة "م. ع" من شمال الضفة الغربية، قالت وهي حامل في الشهر الخامس: "زوجي يتعرض للاعتقال بشكل دائم، وخوفا من الاعتقال فقد وضع حيوانات منوية تابعة له في مركز طبي، حيث كانت هناك مشاكل في عملية الإنجاب نتيجة معوقات طبية، وبعد اعتقاله توجهت للمركز الطبي المختص وتمت عملية التخصيب، ونجحت العملية واستمر الحمل لغاية الآن، وبفضل الله تم تجاوز كافة المعوقات التي كانت قبل الاعتقال".
وتضيف: "الاحتلال داهم منزلنا كثيرا، وهذا منع الإنجاب، ورُزقنا بولد واحد طوال حياتنا الزوجية التي استمرت ثماني سنوات".
وفي محطة أخرى والتي فشلت فيها عملية التلقيح، تقول الزوجة "أ.ح": "الاحتلال حكم على زوجي ما يزيد عن 2300عام، وقبلها كان مطاردا، واعتقل عام2003 م، وهذا الوضع دفع زوجي لأخذ قرار تهريب الحيوانات المنوية من داخل السجن في إحدى الزيارات هذا العام".
وتضيف: "نجحت المهمة وتوجهت بعد وصول العينة ليلا إلى مركز طبي في شمال الضفة الغربية، ونجحت العملية في البداية، واستمر الحمل مدة تزيد عن الشهر ونصف وبعد ذلك سقط الجنين، وسقط معه أمل الإنجاب، إلا أننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون".
وتابعت الزوجة: "في البداية كانت الفرحة العارمة في جميع المحيط العائلي، وقمنا بالتكتم أولا خوفا من انتقام الاحتلال، وبعد سقوط الجنين أشيع الأمر"، مستدركة: "من حق الأسرى الإنجاب، ولا توجد أحكام عالية في العالم كما هو موجود في سجون الاحتلال، فلا يوجد في العالم حكم يصل إلى خمسة آلاف عام، وستة آلاف عام كما هو للأسير عبد الله البرغوثي، والأسير عباس السيد، والأسير إبراهيم حامد، والأسير رائد حوتري".

وطالبت الزوجة الحزينة على فقدان جنينها الذي سقط، اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الإنسانية والحقوقية بضرورة العمل على تمكين الأسرى من الإنجاب بعد صدور أحكام خيالية بالسجن الفعلي، مؤكدة أن هذا الأمر واجب إنساني ومطلب حقيقي يجب أن ينصاع له الاحتلال الصهيوني.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 24/12/2012)