مهند عمار الزبن....جاء على هذه الدنيا ليجمع شمل عائلته بعد أن فرقها قيد السجن

التقت دموع الفرح ودموع الحزن على البعد سويا، عندما ضم الأسير عمار الزبن 35 عاما، ابنه إلى صدره في سجن هداريم، رآه لأول مرة وضمه واشتم رائحته، فبعد سنين طويلة من الحرمان للأبناء وللأهل، استطاع مهند أن يجمع العائلة من جديد، ولكن في السجن ووراء القضبان الحديدية.
كان اللقاء حارا جدا ومفاجئا لعمار، كما وصفته زوجته أم بشائر، عندما سمحت قوات الاحتلال الصهيونية بإدخال مهند عمار الزبن حتى يراه والده.

رحلة اللقاء الشيق
أم بشائر تروي رحلة زيارة عمار بعد سنوات من منعها للزيارة وبعد أن أنجبت مهند، فتقول: "لأول مرة يسمح لنا بالزيارة أنا وبناتي مجتمعين، فقد أعطيت تصريحا لزيارة مرة واحدة فقط.
وتكمل أم بشائر "في ليلة ذلك اليوم المحدد لزيارة عمار، أعددنا أنا وبناتي بشائر وبيسان أنفسنا كما جهزنا مهند أيضا، والذي سيرى والده لأول مرة، وكنا جميعا في فرحة عارمة لا توصف، لأننا سنجتمع في مكان واحد مع عمار منذ سنين طويلة، ولو كان في السجن، وبعد أن أكملنا تجهيز أمورنا، انطلقنا في باص الزيارة وكلنا شوق لرؤية عمار".
وتكمل أم بشائر: "عندما وصلنا للسجن، وكعادة المحتل الصهيوني الذي يطيل وقفة الأهالي القادمين لزيارة أبنائهم، لاستكمال إجراءاتهم كما يدعون، فجلسنا ننتظر لمدة نصف ساعة حتى دخلنا".

أجمل لحظة في حياة مهند وأبو مهند
وتتحدث أم بشائر: عندما رأى عمار مهند، صدم وفوجئ، حتى إنه بقي صامتا، لم يتحدث بكلمة واحدة، حتى سقطت دموعه فكانت أول الكلام، وقمنا بطلب إدخال مهند لأبيه، الأمر الذي قوبل بالرفض بداية الأمر، ولكن فيما بعد وافقت الإدارة لكن لمدة ستة دقائق فقط، فأدخلت مهند ووضعته بالقرب من عمار إلا أنهم منعوني من مصافحته، فقالوا لي ضعيه وعودي، فأخذه عمار وبدا يبكي يبكي، وألتم جميع الأسرى من حوله فرحا بمهند، وهكذا انتهى مشهد لقاء الأحبة داخل سجن المحتل الصهيوني".
عمار... الأب الذي حرمه الاحتلال من العيش بسلام مع عائلته، الآن يرى ابنه الجديد مهند والذي نطلق عليه لقب "سفير الحرية"، ويضمه إلى صدره، صحيح أنها دقائق، إلا أنها كانت أجمل اللحظات في حياة عمار برؤية ابنه مهند وتقبيله، وكانت هذه اللحظات أقوى مظاهر لتحدي المحتل الصهيوني بأن الرجل الفلسطيني لديه عزيمة أقوى مما يظنون.
وبعد انتهاء الزيارة عادت عائلة عمار للبيت فرحة بلم شملها، تشتم رائحة عمار على ثياب مهند فهنا وضع عمار يده على جبين مهند، وهنا قبله، وهنا حملته يده الطاهرة، لتعيش العائلة على شوق وأمل جديدين برؤية عمار إن شاء الله.
فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان قال أن مهند أعاد الأمل لقلب عمار الغائب عن أسرته منذ 18 عاما وأدخل السرور الى هذه العائلة التي تعد الساعات على أمل عودة عمار المحكوم بالمؤبد 25 مرة.
وذكر الخفش أن هناك عشرات الأسرى المتزوجين الذين يريدون تقليد عمار في محاولة لتحدي السجان والإنجاب رغم أن الاحتلال.

(المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 12/01/2013)