فهد أبو صبيح.. حكاية مجاهد تجسّد واقع الصبر والصمود

عزائم أسرانا لم ولن  تنهار، ولن يؤثر  القهر في عضد الأحرار، ولن تتزحزح القضية بدون عقولهم وضمائرهم التي لا تموت، وعلى طريقهم تتسارع خُطى الأجيال في العطاء، غير مبالين بالاعتقال والاستشهاد.
ما من أسير فلسطيني إلا وله حكاية, وما بين الشهيد والجريح والأسير، إلّا وفي ثناياها حكاية أسير مجاهد ومحِبّة صابرة على فراق الحبيب تحتسب أجرها عند الله.
لم يكن الاعتقال حاجزا لإرادة التحدي لدى الأسير البطل المجاهد فهد ماجد أبو اصبيح مواليد 11-6-1987 من مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، بل كان طريقاً ليحلّق في سماء الحق والعلم والمعرفة.
فهد، وأي فهد عندما نذكر الصبر والشجاعة والعنادة التي يفتقرها الكثيرون، دعابة روحه وخفة ظلّه تركت له بصمة في كل سجن بل في كل قسم وغرفة لدى أحبته من الأسرى، وتعالى على جراح وعذابات السجن ليصل لروح وقلب أخوانه.

البطل فهد
اسم على مسمّى، تلك الشخصيّة الكارزميّة صاحب العقل النبيه، الأسير البطل المجاهد ” فهد ماجد إبراهيم أبو صبيح ” من مدينة الخليل، مواليد عام 1987ØŒ لم تتركه قوات الاحتلال بإنهاء مرحلة الثانويّة خارج السجن، فأنهاها بصموده وإرادته الصلبة في سجون الاحتلال.
بعد خروجه من إحدى سجناته، انتقل  ليواصل تعليمه الجامعّي في جامعة القدس المفتوحة في الخليل ففيها  درس مادة الخدمة الاجتماعيّة لمدة عام ونصف. فقد كان من المتفوّقين، إلا أن الاحتلال لم يتركه بإكمال تعليمه ليقوم باعتقاله مرات ومرّات.

مشوار المعاناة
اعتقل الأسير المجاهد فهد  بتاريخ 1262006 بعد اقتحام منزله من قبل قوات الاحتلال، واقتياده لمركز توقيف عتصيون شمال الخليل، وأمضى خلالها أكثر من عام ونصف، وخرج بعدها ليكمل مشوار الحريّة.
أسابيع معدودة، عاشها فهد بحريّة منغّصة لتقوم قوات الاحتلال باعتقاله من جديد بتاريخ 842008 وتحكم عليه إداريا لمدة ست شهور، ليخرج بعدها إلى حضن عائلته الصابرة المجاهدة.
ولم تترك قوات الاحتلال فهد وعائلته ليعيشوا حياتهم الطبيعية التي تليق بالأحرار، بل قامت باعتقاله بتاريخ 1510
2010 وتحكم عليه بالسجن إداريا ست شهور، وقامت بتمديده خمس مرات، ليفرج عنه بعد عام وعشر شهور من الاعتقال، قضاها متنقلا بين سجون الاحتلال.

حلم لم يتحقق
تروي العائلة واقع الألم المرير الذي ألم بها وحال دون تحقيق الحلم الذي كانت تبنيه، إذ كان من المقرر أن يكون يوم 572013 هو يوم زفافه، فأعدت العائلة العدة، وجهزت كافة متطلبات الزواج، لكن الحلم والفرحة لم تدوم طويلا، حيث أقدمت قوات الاحتلال على اعتقاله قبيل زفافه بشهور قليلة“.
ومع اعتقاله ؛ تظهر معاناة عائلة صابرة ومجاهدة، قام الاحتلال بالتفريق بين المحبين وتركهم على لوعة الفراق وأمل اللقاء بعد وقت غير معلوم، لتضاف معاناتهم إلى كثير من القصص الأليمة التي يُحدّثها الاحتلال بعنجهيّته وإجرامه.

أنين العائلة
عبر مركز”أحرار“عائلة المجاهد الأسير فهد، تدعو الجميع للاهتمام بقضية أسرانا، وتطالب بحريتهم وتقديم الدعم النفسي قبل الدعم المالي لهم ومساندتهم، والوقوف معهم بملمّاتهم. وكذلك يدعو مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان الى ضرورة  الوقوف مع كافة عوائل الأسرى، وعلى المؤسسات الحقوقية العمل على الإفراج عن الأسرى بشتّى الوسائل الممكنة.

(المصدر: مركز أحرار، 03/04/2013)