الأسير أشرف عصفور … رقم صعب رغم قسوة السجّان

عندما يلوح الأمل بلون الجهاد والتضحيّة  ندرك أن هذه الصورة من فلسطين .. وعندما يهل الصبح نعرف أن النور من فلسطين… وعندما نسمع أهازيج النصر تكتنفنا ثقة جامحة بأنها فلسطين… وطن الجهاد ومنبع الأحرار.
فلسطين شعلة الغضب الملتهبة في وجه المحتل الغدار.. فلسطين مرتع الساعين لجنات الفردوس .. من فلسطين كان لأشرف عصفور  مشهد… ولأجل فلسطين ما انفك أشرف يغوص في بحور التضحية والعطاء.
لذا يعيش الأسرى في ظروف اعتقال لا إنسانية تتناقض مع الحدود الدنيا للقوانين والمواثيق الدولية  ØŒ ما أدى إلى تدهور أوضاعهم الصحية وإصابة الكثيرين منهم بعاهات مستديمة.
ورغمّاً عن تلك المعاناة التي يعانيها الأسرى في سجون الاحتلال ØŒ إلا أنهم خلقوا واقعا جديدا بصمودهم وإرادتهم التي لا تلين بالتحدي والصمود ØŒ ووقفوا في وجه الاحتلال وممارساته القمعية ØŒ  ليرسموا بصبرهم  ØŒ أسمى قصص البطولة والفداء . ليخرج أشرف ويسطر قصّة بطولة صَعُب على المحتل فهمها.

البزوغ والميلاد
ولد الأسير  البطل المجاهد أشرف عصفور، في قرية حدب الفوار جنوب الخليل، ومع ميلاده ازدانت أرجاء منزل آل عصفور، وفرح الأهل والأحباب بميلاد هذا الطفل الجميل، الذي تبدو على قسمات وجهه أن له شأنا عظيما.
تربى البطل  عصفور  في أحضان أسرة مجاهدة ملتزمة، تربّى  فيها على أخلاق الإسلام القويم وتعاليم الدين الحنيف، وأمّه أرضعته لبن حب الأرض والبلاد، وعلمته أن يدافع عن أرضه ووطنه بماله ونفسه وكل ما يملك.
تلقى المجاهد البطل أشرف  تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس مخيم الفوار ØŒ حيث أنه كان طالبا مجتهدا نشيطا، مشهودا له بين إخوانه الطلاب بحسن الأخلاق ونبل الصفات، وكذلك كان مولعا بخدمة الآخرين ومساعدتهم، حتى أنه كان يقدم مساعدته لهم دون أن يطلب أحد منه ذلك، وكذلك عرف أشرف بكرمه الشديد وعطاءه الكبير.
والتحق بجامعة بولتكنك فلسطين ليكمل مشوار التعليم ، ويلتحق بصفوف الكتلة الإسلامية ليصبح رقما صعبا في قواميس التضحيّة والخدمة والبذل للطلاب دون تميّز وتفريق.

صاحب روح مرحة وإرادة صلبة
المجاهد “ع .ع” أحد رفقاء الأسير أشرف، يقول: ”أشرف  بسلوكه المميز بين إخوانه الأسرى وأحبابه، حيث أنه صاحب روح مرحة وصاحب نفس هادئة صافية وقلب أبيض طاهر، مشهور بابتسامته التي لا تفارق وجهه والتي يفتح بها مغاليق القلوب، وكذلك كان يشارك الجميع في كل مناسباتهم من أفراح وأتراح في كافة الأقسام وغرف السجن ØŒ الأمر الذي جعله مناط الحب والاحترام من جميع الأسرى دون استثناء.
ويضيف: “أشرف الصنديد، أشرف العنيد، أشرف .. وأي أشرف عندما استذكر أيام التحقيق وعنجهية المحتل في سلوكه مع أشرف، أشرف بطل، صاحب إرادة صلبة وعزيمة لا يملكها أحد.

عملية الاعتقال
تعرض المجاهد أشرف لأكثر من عملية اعتقال، حيث أمضى  في سجون الاحتلال والسلطة الفلسطينية أكثر من خمس سنوات، تعرض خلالها للتعذيب الوحشي، حيث تعرض للضرب والشبح الوحشي والتعذيب النفسي.
والآن، يقبع أشرف الأسير البطل، في سجن عوفر بالقرب من رام الله، بعد أن قامت قوة صهيونية خاصة بنصب كمين له بعد أن تمت محاصرة منزله بالكامل، وتم اعتقال اشرف من بين عائلته وأحبابه وانتزاعه من عش الزوجيّة الذي لم يكن قد تجاوز الشهرين من زواجه.

معاناة العائلة
يعاني أهل الأسير أشرف، من مضايقات الاحتلال بشكل متكرر، ومن عدم سماح قوات الاحتلال الصهيوني لهم بزيارة ابنهم في السجن بشكل متفاوت. وتمتد تلك المعاناة لزوجة الأسير المجاهد عصفور، فهي لم تهنأ برفقته براحة البال لأكثر من أسبوعين منذ زواجها منه، حيث كانت قوات الاحتلال والسلطة الفلسطينية تعتقله وتستدعيه بشكل متكرر إلى أن اعتقلته وأخضعته للحكم الإداري إلى الآن.

أمل اللقاء
ويعيش أهل عصفور وزوجته، على أمل احتضانه مرة أخرى، و يعدون الليالي والأيام ويحصون الدقائق والساعات، وهم يرقبون الأمل بأن يأتي الفرج القريب من الله، وقد اخبرهم المحامي أن النيابة العامة قد أعطت اشرف حكما جوهريا يقضي بالإفراج عنه حال انتهاء تمديده الأخير.
أحرار بكافة طواقمه، يدعو كافة المؤسسات والهيئات الدولية، والفصائل العمل الوطني في فلسطين وخارجها من أجل المسارعة في خطّ سبل تحرير الأسرى وإنهاء معاناتهم ومعاناة أهلهم وإكرامهم بحياة تليق بكرامتهم.

(المصدر: مركز أحرار، 05/04/2013)