مؤسسة مهجة القدس ©
أقدم الأسرى ÙˆØكاية الزنزانة 139
ÙÙŠ ذكرى يوم الأسير الÙلسطيني الذي يصاد٠17 أبريل/نيسان، ينهمك الÙلسطيني Ù…Øمود بكر Øجازي ÙÙŠ استعادة ذكرياته وسردها لزوار كثر ÙÙŠ منزله بمدينة رام الله، وهو الذي بات رمزا وطنيا باعتباره أول أسرى Øركة التØرير الوطني الÙلسطيني (ÙتØ) بعد انطلاقة الثورة الÙلسطينية المعاصرة عام 1965.
ويÙذكر اسم Øجازي، المولود ÙÙŠ القدس عام 1936ØŒ مرتبطا بأولى العمليات الÙدائية ضد الاØتلال الصهيوني التي أعلن بعدها انطلاق المقاومة المنظمة تØت لواء Øركة ÙØªØ ÙˆÙ…Ù†Ø¸Ù…Ø© التØرير الÙلسطينية.
واعتقل Øجازي أثناء مشاركته مع مجموعة Ùدائية ÙÙŠ تÙجير جسر كان يستخدمه جيش الاØتلال الصهيوني ممراً إلى المدن الÙلسطينية بالضÙØ© الغربية قرب بلدة بيت جبرين جنوب الخليل بتاريخ 7 يناير/كانون الثاني 1965ØŒ وأدت العملية إلى مقتل 24 صهيونيا.
ويأبى Øجازي رواية Øكاية أسره إلا ابتداءً من Ø·Ùولته ÙÙŠ بيت مقدسي قريب من المسجد الأقصى، وانخراطه مبكرا ÙÙŠ العمل المقاوم، إذ أصيب برصاص الاØتلال عندما كان ÙÙŠ عمر 12 عاما خلال ثورة عبد القادر الØسيني، ثم انتقل بعد سنوات للانخراط ÙÙŠ الجيش الأردني برتبة "شاويش".
نقطة تØول
لكن نقطة التØول التي غيّرت Øياته كانت "مذبØØ© دير ياسين" عام 1948ØŒ وهو الذي استقبلت عائلته الهاربين من القرية وبينهم جرØÙ‰.
ÙˆÙÙŠ Ø£Øد الأيام علم Øجازي بنية شباب Ùلسطينيين شن عمليات ضد دولة الاØتلال ضمن مجموعات سرية، ÙˆØينذاك كان يعمل سائقا ÙÙŠ مدينة العقبة الأردنية، وقرر الانخراط بإØداها وبدأ التدرب Ùعلا على عملية هجوم كانت مقررة ÙÙŠ مدينة "إيلات" جنوب Ùلسطين المØتلة.
ويقول Øجازي "Øتى ذلك الوقت لم أعر٠من المجموعة سوى اسم واØد هو خضر عبد الÙØªØ§Ø Ø£Ø¨Ùˆ نجمة"ØŒ وهو الذي أعطاه تاريخ العملية، وطلب منه الØضور من العقبة إلى بيت جبرين ÙÙŠ منطقة الخليل، ÙÙعل.
ويذكر Øجازي لقاءه الأول بالمجموعة، Øيث Øظر عليهم السؤال عن الأسماء والبلدان أو أية معلومات شخصية، وقال "كان هذا تÙكير خليل الوزير (أبو جهاد).. العمل بصمت وبسرية تامة".
ÙˆÙÙŠ ليلة الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 1965ØŒ استعدت المجموعة وارتدى Øجازي ورÙاقه لباسهم وسلاØهم الخÙي٠الذي لم يتعدّ المسدسات البسيطة وبنادق الصيد، وتناوبوا على Øمل العبوة المقرر تÙجيرها بجسر بيت جبرين.
يقول Øجازي "كل ما Øملناه كان سلاØا بدائيا مقابل ما ÙŠØªØ³Ù„Ø Ø¨Ù‡ عدونا، لكن إيماننا بالقضية وبالتØرير كان أقوى...".
ويذكر أنه "ÙÙŠ Ø¥Øدى المرات التقيت أبو عمار دون أن أعرÙه، وكان يجهز ÙƒØÙ„ البارود Ùسألته إن كان هذا قادرا على تÙجير ثورة، Ùقال: لا، لكن العالم جبان ونØÙ† يجب أن نعلي صوتنا كي يسمعنا".
أسر وقرار بإعدام
وبالÙعل نسÙت المجموعة الجسر، وخلال العملية وقع Øجازي ÙÙŠ الأسر بعد إصابته برصاصات عدة ونقل ÙÙŠ Øالة Ùقدان وعي إلى سجن الرملة، وبعد Ù…Øاكمات عديدة طالبت النيابة العسكرية الصهيونية بإعدامه.
واتهمه الاØتلال بقتل الأطÙال والنساء والدخول "للأراضي المØتلة" من الأردن من دون رخصة، إلى جانب إطلاق النار على الجيش الصهيوني، ÙˆØينها وق٠Øجازي ÙÙŠ المØكمة وسألهم "هل أنتم ضباط وجنود أم أطÙال ونساء؟".
ورÙضت دولة الاØتلال طلب اعتباره أسير Øرب، وواÙقت على Ø¥Øضار Ù…Øام٠له من خارج الأراضي المØتلة، ولكن عند وصول المØامي الشهير جاك برجيس -Ù…Øامي الثوار وزوج المناضلة الجزائرية جميلة بوØريد- إلى الأراضي المØتلة بإيعاز من منظمة التØرير الÙلسطينية رÙضه الاØتلال ورØله.
وهنا يتذكر Øجازي كي٠كان يجري نقله من Ù…Øاكمة إلى أخرى بلباس الإعدام الأØمر، ÙˆÙÙŠ ذاكرته Ùقط "Øادثة إعدام الثوار الÙلسطينيين Ùؤاد Øجازي وعطا الزير ومØمد جمجموم" على يد الانتداب البريطاني ÙÙŠ سجن عكا عام 1930. يقال "كنت أنتظر أرجوØØ© الأبطال".
وعندما انقسمت الØكومة الصهيونية بقيادة غولدا مئير Øيال قرار إعدامه، Ø·Ùلب منه الاستئنا٠ضد قرار إعدامه لكنه رÙض، وقال "كان هذا سيجعلني مستعطÙا لعدوي"ØŒ ولكن المØكمة الصهيونية العليا قررت إسقاط قرار الإعدام ÙˆØكمت عليه بالسجن المؤبد.
ÙˆÙÙŠ كل مرة، كان Ù…Øمود Øجازي يعاد إلى الزنزانة الضيقة التي Øملت رقم "139"ØŒ وهي ذاتها التي أعدم بها الضابط الألماني أودول٠إيخمان، Ø£Øد كبار مساعدي هتلر، بعد اختطاÙÙ‡ على يد الموساد من الأرجنتين إلى دولة الاØتلال عام 1960.
ويذكر Øجازي أن الزنزانة كانت الملاذ الوØيد له بعيداً عن المØققين، ÙˆÙيها عاش ستة أعوام "مع صØÙ† وكوب بلاستيكي ÙˆØشرات لازمتها صيÙا وشتاءً" ومع جندي صهيوني مكث معه كظله خوÙا من أي Ù…Øاولة هرب أو تهريب.
Ù…Øمود Øجازي:
الزنزانة كانت ملاذي الوØيد بعيداً عن المØققين، ÙˆÙيها عشت ستة أعوام مع صØÙ† وكوب بلاستيكي ÙˆØشرات لازمتها صيÙا وشتاءً
أسير بأسير
ولا ينسى Øجازي كي٠Øاولت دولة الاØتلال اغتياله بالسم بعد عودته من Ù…Øاكمته وإسقاط Øكم الإعدام عنه، Øيث وضع السم ÙÙŠ طعامه وكاد ÙŠÙقد Øياته بسببه.
وبعد ستة أعوام، تناهت إلى سمع Øجازي أخبار عن Ù…Ùاوضات بين منظمة التØرير Ùˆ دولة الاØتلال بشأن تسليم جندي صهيوني يدعى شموئيل Ùايزر أسرته Øركة ÙØªØ Ø£ÙˆØ§Ø®Ø± عام 1969ØŒ وظن Øجازي أن التبادل سيشمل 54 أسيرا Ùلسطينيا من الأطباء والأكاديميين ممن التØقوا بصÙو٠الثورة بعد انطلاقها.
وبتاريخ 28 يناير/كانون الثاني 1971 جرت عملية تبادل "أسير مقابل أسير" بناء على اشتراط المنظمة (Ùايزر مقابل Øجازي Ùقط)ØŒ وجرت العملية ÙÙŠ رأس الناقورة برعاية الصليب الأØمر. وكتبت الصØاÙØ© الصهيونية ÙÙŠ ذلك اليوم أن دولة الاØتلال رضخت واعترÙت ضمنيا بمنظمة التØرير.
يقول Øجازي "كنت أشعر طيلة Ùترة اعتقالي أنني الشعب الÙلسطيني كله أق٠أمام المØاكم الصهيونية، وكنت منشغلا طيلة تلك السنوات بكيÙية الدÙاع عن قضيتي".
والتØÙ‚ Øجازي بعد الإÙراج عنه بصÙو٠منظمة التØرير ÙÙŠ لبنان Øتى شهد Øصار بيروت بعد Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„ØµÙ‡ÙŠÙˆÙ†ÙŠ عام 1982ØŒ ومنها انتقل للعيش ÙÙŠ اليمن لمدة 11 عاما، وعاد مع الرئيس الراØÙ„ ياسر عرÙات إلى غزة عام 1994 ومنها إلى رام الله Øيث يسكن Øاليا، وهو عضو ÙÙŠ المجلس الثوري Ù„Øركة ÙتØ.
(المصدر: Ùلسطين اليوم، 17/04/2013)