قبر الإستشهادية ريم الرياشي يحتضن الجزء الثاني من جثمانها

ظل جثمان الإستشهادية ريم الرياشي موزعًا بين "مقابر الأرقام"، وقبرها في مدينة غزة، والذي شيدته لها عائلتها حين دفنت أشلاءها التي استلمتها دون أن تعرف إن كان هناك بقايا لجسدها، وذلك عقب استشهادها مباشرة بعد تنفيذها لعملية استشهادية في معبر بيت حانون شمال قطاع غزة قبل ثماني سنوات.
وكانت الرياشي قد نفذت في الرابع عشر من كانون ثاني /يناير2004 ، عملية استشهادية نوعية في معبر بيت حانون، وذلك تجمع لضباط الاحتلال داخل المعبر، مما أسفر عن مقتل أربعة ضباط صهاينة وإصابة عدد آخر منهم بجراح، في عملية مشتركة لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس"، "وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة "فتح".
وأفرجت قوات الاحتلال عن رفات91  Ù„شهداء فلسطينيين قضوا خلال تنفيذهم عمليات فدائية خلال السنوات الماضية، وكانت تحتجز جثامينهم في ما عرف باسم "مقابر الأرقام"ØŒ من بينهم جثمان الرياشي التي فوجئت عائلتها بأنها سوف تتسلم جثمانها نظرًا لأنها تسلمت ما تبقى من أشلائها عقب تنفيذها العملية في المعبر دون أن تعرف أن هناك بقايا لجسدها دفنتها قوات الاحتلال في مقابر الأرقام خلال ثمانية أعوام، بحسب شقيقها رامي.

دفن جزء من الجثمان
وقال رامي الرياشي: "بعد تنفيذ العملية مباشرة تسلمنا من الجانب الصهيوني عبر لجنة الارتباط أشلاءً من جسد ريم، بما فيها قدماها وحذاءها وفروة رأسها، لكن هذه الأشلاء لم تزد عن12  ÙƒÙŠÙ„Ùˆ جرام".
وأضاف: "اعتقدنا أن هذا كل ما بقي من جسد ريم نظرًا لأن الانفجار كان كبيرًا وأن بقية جسدها ذاب أو تطاير من شدة الانفجار، دون أن نعرف أن الاحتلال احتجزه في مقابر الأرقام في قبر كان يحمل رقم (5176)، طول هذه الفترة ليفرج عنه اليوم".
وأشار إلى أنهم فور استلام أشلاء شقيقته ريم قبل ثماني سنوات قاموا بعمل قبر لها ووضعوا هذه الأشلاء في داخله على اعتبار أن هذه هي جثتها، حيث كنا دائمًا نذهب لزيارة قبرها في "مقبرة الشمالخة" في حي الشيخ عجلين القريب من بيتها.

التلاعب بالمشاعر
وتابع الرياشي: "إننا حينما استلمنا الأشلاء وقمنا بدفنها، استسلمنا للقدر ولم نكن نعلم أن هناك بقايا من جثمان الشهيدة ريم لأننا على قناعة إن روحها قد صعدت إلى بارئها، ولكن أن يكون الاحتلال قد احتفظ بجزء من جسدها في مقابر الأرقام والجزء الآخر في قبرها في غزة، فهذا أمر غير مقبول وتلاعب بمشاعرنا".
وأشار إلى أنهم فور تسلم بقايا جسدها سيقومون بدفنها في قبرها في مقبرة الشيخ عجلين من أجل أن يلتحم الجسد وتكتمل الصورة.
وتُعد عملية الرياشي من العمليات النوعية التي جاءت في وقت قد حصن الاحتلال كافة مواقعه العسكرية في قطاع غزة ومستوطناته، وأصبح من الصعب الوصول إليها حيث جاءت هذه العملية كضربة قوية لقوات الاحتلال ورجال مخابراته الذين قضوا فيها.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 1/6/2012)