الشهيد المجاهد عمر سلمان أبو مصطفي: تحرير فلسطين كانت أمنيته

الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا المجاهد "عمر سلمان سلامة أبو مصطفى" "أبا بلال" في بمدينة خان يونس الباسلة بتاريخ 28/12/1986م. تربى في أسرة كريمة تعرف واجبها نحو وطنها ودينها، تلك الأسرة المكونة من والديه وخمسة من الأبناء، قدر الله أن يكون ترتيبه السادس في الأبناء. درس شهيدنا "عمر" في مدارس خانيونس، فحصل على المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ومن ثم التحق في كلية تدريب غزة المهنية ليتخرج منها سنة 2003م.
عمل الشهيد "عمر" حتى لحظة استشهاده في مهنة التبريد والتكييف لمساعدة أسرته التي تعيش في وضع اقتصادي صعب كمعظم العائلات الفلسطينية.
ينتمي شهيدنا المجاهد "عمر أبو مصطفى" إلى عائلة مجاهدة في سبيل الله والوطن، حيث أستشهد وأُسر وجرح من العائلة العديد في الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى أثناء مقاومتهم للمحتل الغاصب، ولا زالت هذه العائلة المرابطة تقدم فلذات أكبادها دفاعاً عن الإسلام وفلسطين. وكباقي العائلات الفلسطينية هُجِّرت عائلته الصابرة من قضاء "بئر السبع" في العام 1948م.

صفاته وعلاقته بالآخرين
كان شهيدنا الفارس "عمر"، إنساناً خلوقاً، ومحبوباً من قِبل الجميع، شيوخاً وشباباً وأشبالاً قلبه لا يعرف الكره والحقد، فكان يعفو عن كثير من الذين أساءوا إليه، فكان مثالاُ للمجاهد المخلص الملتزم. امتاز شهيدنا "عمر" بالحنان والصدق والإخلاص، فكان مطيعاً لإخوانه، باراً بوالديه، وكان ذو هيبة ووقار، تربطه علاقة الأخوة والمحبة مع أصدقائه، عطوفاً على الصغار ومحترماً للكبار.
عُرف الشهيد المجاهد "عمر" بحرصه على أداء الصلوات الخمس وقراءة القران في مسجد "الرحمة" في حي الأمل "المشروع"، وكان يحث جميع إخوانه وأصدقائه على الالتزام في المسجد. عُرف بحبه للجهاد والمقاومة كحبه لوالديه، وكان لا يميز بمحبته لأي تنظيم عن الآخر.

المشوار الجهادي
بدأت مرحلة ما بعد اتفاقيات التسوية (أوسلو) في بناء التفكير والثقافة التي ترتكز على الواقع دون المرجعية التاريخية والدينية والفكرية، ولكن جيل الشهيد "سعيد" استشعر عظم المسئولية وحجم الكارثة التي تحل بقضيتنا، وهم يسمعون بشوق عظيم إلى الأمجاد التي حققها ثوار انتفاضة الحجر دون الساسة، فكانت القدوة والمحاكاة تدفعهم للتجربة النقية البريئة، وما أن تحركت انتفاضة النفق 1996م، وبعدها هبة الأسرى، وتعاظمت أحداث انتفاضة الأقصى، واستشهاد الطفل "محمد الدرة"، والانتقام الأول الذي نفذه الشهيد المجاهد "نبيل العرعير" ابن حركة الجهاد الإسلامي على حاجز كوسوفيم حتى تشكَّلت وتبلورت شخصية الشهيد "عمر" الإنسان المثابر والمتصدر للصف الأول في مجالات العمل.
عشق الشهيد "عمر" فلسطين.. وعشق الجهاد حتى باتت فلسطين وتحريرها كل أمانيه وكل مطلبه في الحياة.
كان شهينا الفارس "عمر أبو مصطفى" منذ نعومة أظفاره يقذف الحجارة في وجه عدوه المحتل لأرضة، ÙŠØªÙ…نى أن يكون جندياً يدافع عن أرض فلسطين، أرض الإسراء والمعراج، وينال الشهادة على أرضها المباركة.
تعرف على الخيار الأمل، على الإسلام المقاوم، فوجد ضالته التي يبحث عنها فانتمى لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في العام 2002م مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة التي نهض فيها الشعب مجتمعاً ليدافع عن طهارة المسجد الأقصى، وليطالب بحقوقه التي عجزت عن استرداده أنظمة الخزي والعار، فكانت وقفه عز وفخار تحكى سيرتها الأجيال في كل مكان.
شارك الشهيد في العديد من المناسبات والفعاليات التي تحيّها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ثم التحق بصفوف سرايا القدس في عام 2003Ù…ØŒ ليعمل في وحدة الرصد والاستطلاع لخدمة المجاهدين. واصل جهاده في الخروج  ÙˆØ§Ù„تصدي للعديد من الاجتياحات الصهيونية لمدننا وقرانا الفلسطينية.

استشهاده
ليس من السهل أن يختارك الله شهيداً لجواره وليس من السهل أن تفتتك القذائف أو أن يمزق الصاروخ جسدك أو ينتخبك الرصاص، ولكنها الشهادة تحتاج إلى جهد وعمل تحتاج إلى إخلاص نية مع الله عز وجل، فكان الاصطفاء الرباني لشقيقين مجاهدين صدقوا الله.. فصدقهم الله في مساء يوم الأحد 24/10/2004م، فكان شهيدنا المجاهد "عمر أبو مصطفى" وأخيه الشهيد المجاهد "زياد" برفقة مجموعة من المجاهدين في مهمة الرباط على ثغر من ثغور مدينة خان يونس الباسلة تحسباً لإقدام العدو المجرم لعملية توغل في حي الأمل بمدينة خان يونس، فكانوا المجاهدين الأبطال يوقظون ليلهم ويحتضنون سلاحهم ويتربصون لعدوهم بكل إيمان وإرادة، وفي تمام الساعة الواحدة وخمسون دقيقة من صباح الأحد قامت طائرات استطلاع صهيونية بإطلاق صواريخها الجبانة باتجاه مجموعة من المجاهدين أثناء تأديتهم واجبهم الشرعي والوطني، مما أدى إلى ارتقاء الشهيدين المجاهدّين الأخوين "عمر و زياد سلمان أبو مصطفى" وخرجت جماهير شعبنا في مسيرة حاشدة لتشيع الشهيدين الأخوين إلى مجدهم وخلودهم.. ليلتحقوا بمن سبقوهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. فهنيئاً لكما الشهادة... وهنيئاً لكما هذا الارتقاء وهذا الاصطفاء.

(المصدر: سرايا القدس، 24/10/2004)