الشاب حرارة.. ذهب ليُنقذ المُصابين فقضى شهيدًا

لم يكن يدري الشاب "أحمد حرارة" أنّ محاولته إنقاذ بعض المُصابين في القصف الصهيوني على تلة المنطار شرق غزة سيُرقده بجانبهم مُصابًا ويرقد بعدها بلحظات مع الشهداء. الشهيد حرارة الذي تقطن عائلته في حي الشجاعية على الحدود الشرقية للقطاع، كان دائمًا ما يحاول إنقاذ المصابين في المواجهات المستمرة مع المقاومة على الحدود حتى أصبح واحدًا من الذي يرتقون كل يوم في تلك المواجهات.
ويقول "منير حرارة" عّم الشهيد: أنّ الشهيد "أحمد" كان يتمنى الشهادة في سبيل الله حتى لقيها بهذا العمل الذي حاول من خلاله إنقاذ المصابين دائمًا. ويتابع في حديثه: إنّ الشهيد أحمد كان متفوقًا في دراسته وتشهد عليه مدرسته، لكنّه كان دائمًا يربط العلم بالجهاد والمقاومة، "فصفاته العالية والأدبية كانت تربطه بكل الأسباب التي تؤدي إلى تحرير الوطن والأرض".
ويُشير إلى أنّ استشهاد "محمد حرارة" عمّ الشهيد "أحمد" قبل ما يُقارب 9 شهور دفعه لحب الشهادة والتقدم في صفوف المقاومة، "فأطلق استشهاد عمه شرارة في نفس أحمد ليُحب الجهاد والمقاومة." ويضيف عّم الشهيد: "الدم الفلسطيني ينزف منذ عشرات السنين على أيدي الاحتلال الذي لا يُفّرق بين الأطفال والشبان والمسنين، ما جعل جميع العائلة مشاريع شهادة تريد أنم تنتقم لدماء الشهداء". وناشد جميع فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد السريع للجم الاحتلال الصهيوني، "فهو لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يفهم حوارات ومفاوضات، فقط المقاومة".
واستشهد مع الشهيد أحمد، قريبه "محمد أسامة حرارة"، حيث كانا متلازمين دائمًا كالتوأم يسيران مع بعضهما، وفق وصف عمّهما. ويوضح عم الشهيدين أنّ مواقف الشهيدين تشهد بالإخلاص والصدق، "فهما لا يقطعان أي صلاة وكان دائما الابتسامة والتردد على المساجد".

(المصدر: فلسطين الآن، 12/11/2012)