مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد أبو دقة عشق ريال مدريد واستشهد بقميصه
"عاد من المدرسة، تناول طعامه، وأخذ استراØته، ثم نهض بعد صلاة العصر متشوقًا لممارسة هوايته المÙضلة وهي لعبة كرة القدم أمام منزله مع زملائه، ولبس قميص لاعبه المÙضل "مسعود أوزيل" لاعب ريال مدريد الإسباني"ØŒ كلمات بدأ بنقلها والد الشهيد الطÙÙ„ Ø£Øمد أبو دقة ليص٠ما Øدث مع ابنه قبل استشهاده.
قبل خروج ابنه من البيت، يقول الخمسيني يونس أبو دقة: "جلست٠معه كأي يوم عادي، وسألته عن مدرسته، وأجابني بأن "كل أموري يا والدي تمام، وقمت بإعداد واجبي، وأريد الإذن منك للخروج للعب كرم القدم مع أبناء الجيران"ØŒ ÙسمØت له بذلك، ثم خرجت للتسليم والمباركة لأØد الجيران القادمين من الØج، وكانت هذه اللØظات آخر لقاء يجمعني بطÙلي Ø£Øمد".
ÙˆÙÙŠ قرية عبسان الكبيرة، التي تتميز بالهدوء والجمال بØكم بعدها عن ضوضاء المدينة، كان يمارس الشهيد الطÙÙ„ "Ø£Øمد أبو دقة" لعبة كرة القدم ÙÙŠ مكان قريب من بيته، دون أن تزعجه السيارات أو توق٠ممارسته لموهبته زØمتها.
"Ø£Øمد" ÙˆÙÙŠ كل يوم يمارس Ùيه لعبة كرة القدم، يتسبب دخول الليل والظلام ÙÙŠ إنهاء ممارسته لهوايته التي ÙŠØبها منذ صغره، ويجبره الظلام على العودة إلى منزله، وإنهاء يومه ÙÙŠ اللعب.
Ø£Øد الأطÙال المراÙقين للشهيد "Ø£Øمد" والمعتادين على ممارسة هوايتهم معه كل يوم، يص٠لنا ما دار قبل يومين مع زميلهم وهو متخو٠ومتلعثم يتلÙت Øوله قبل أن ينطق بأي كلمة يقولها.
يقول الطÙÙ„ Ù…Øمد "13عامًا": "ذهبت إلى بيت Ø£Øمد وناديت عليه: يا Ø£Øمد.. Ø£Øمد يلا بدنا نلعب قبل ما الدنيا تليل، خرج Ø£Øمد مسرعًا، ومسكت بيده، Øتى وصلنا إلى مكان اللعب، ووزعنا أنÙسنا على Ùريقين، وانطلقت صاÙرة اللعب".
أضاÙ: "سمعنا طائرات تØلق ÙÙŠ الأجواء، لم نلق٠لها بالا، واستمررنا ÙÙŠ اللعب، Ùصوت الطائرات ورؤيتهم شيء طبيعي لنا ÙˆØتى لو قصÙت ÙÙ†ØÙ† متعودون على هذه الأجواء؛ لأن بيوتنا قريبة من السياج الØدودي ودائمًا تدور اشتباكات"ØŒ كما يتØدث "Ù…Øمد".
ويتابع Ù…Øمد سرده لتÙاصيل الجريمة التي Øدثت بØÙ‚ صديقه، ويكمل: "بدأت Ø¥Øدى الطائرات بإطلاق النار بشكل عشوائي، ليسيطر الخو٠علينا، وقررنا مغادرة اللعب؛ لأن أهلنا سيقلقون علينا، ÙˆØينها أصيب Ø£Øمد وركض بشكل مسرع Ù†ØÙˆ بيته".
Ù„Øظة الاستشهاد!!
يقول شقيقه Ù…Øمد: "نزلت مسرعا من المنزل عند سماعي لأصوات صراخ تنادي الØقوا Ø£Øمد.. نزلت مسرعًا Ù†ØÙˆ الدرج لأجد "Ø£Øمد" شقيقي مستلقيًا على أولى درجات المنزل، توجهت Ù†Øوه وسألته ولم تكن أي دماء واضØØ© عليه، شو اللي صار معك شو مالك يا أخي، وظننت للوهلة الأولى أن Øادث دراجة نارية أصابته".
أطلق Ù…Øمد تنهيدة وأكمل: "جاء زملاء Ø£Øمد وقالوا إن Ø£Øمد أصيب من الطائرة، Øينها كشÙت عن جسده ورÙعت قميص ريال مدريد الذي ÙŠØبه، لأجد الدماء تغرقه، ÙˆØينها صرخت، وطلبت من الناس Ø¥Øضار الإسعا٠أو سيارة".
يرن هات٠والد "Ø£Øمد" الخلوي أثناء زيارته للØجاج، وإذا بالمتصل زوجته تخبره بأن ابنهم أصيب وتم نقله إلى المستشÙى، وتخبره بضرورة الإسراع إليه والاطمئنان على صØته. يقول الوالد: "وصلت إلى المستشÙÙ‰ قبل وصول ابني إليها، وبعد وصوله مكث ÙÙŠ غرÙØ© العناية المشددة 15 دقيقة Ùقط، Øتى Ø£Ùعلن عن استشهاده، وقلت Øينها: لله ما أعطى ولله ما أخذ".
ÙÙŠ نهاية زيارتنا لقرية عبسان الهادئة، ذهبنا إلى مكان استشهاد "Ø£Øمد"ØŒ لنجد آثار أقدام "Ø£Øمد" وزملائه لا تزال باقية، Øتى قدوم لاعبين جدد ÙŠØطون أقدامهم الجديدة ÙÙŠ مكانها!!.
(المصدر: صØÙŠÙØ© Ùلسطين، 12/11/2012)