الخليل تودع بطلها.. محمود الطيطي

شيعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا ظهر الأربعاء الشهيد محمود الطيطي إلى مثواه الأخير بمقبرة مخيم الفوّار جنوب الخليل جنوب الضفة المحتلة. ووصل جثمان الشهيد إلى منزل ذويه بالمخيم، قبل نقله خللا مسيرة حاشدة إلى مقبرة المخيم، وسط هتافات وشعارات غاضبة، مطالبة بالانتقام لدماء الشهداء.
وأغلقت قوات الاحتلال مداخل المخيم وانتشرت بكثافة في مناطق مختلفة حوله، تحسبا لاندلاع مواجهات مع الجماهير الغاضبة. واحتسبت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عند الله تعالى، الشهيد المقدام "محمود عادل الطيطي" (25 عاماً) من مخيم الفوار قضاء الخليل جنوب الضفة، والذي ارتقى إلى العلا الليلة الماضية خلال مواجهاتٍ اندلعت بالمخيم.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان صحفي الأربعاء، على إن دماء الشهيد لن تذهب هدراً، وهي وقودٌ لاستمرار الهبة الشعبية، وحالة الاشتباك المتواصلة مع الاحتلال.
وأضاف البيان: "لقد رسم الشهيد محمود بعطائه طريق تحدٍ وإباء لن يحيد عنه رفاق دربه، وعليه فإننا نهيب مجدداً بجماهير شعبنا في الضفة الأبيّة أن يواصلوا هبتهم، ويشعلوا فتيل انتفاضة (نصرة المسرى والأسرى)".
ودعت حركة الجهاد أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لوقف حملتها ضد المجاهدين في الضفة، والكف عن ملاحقتهم واستدعائهم واعتقالهم. مشيرةً في هذا الصدد إلى أن الشهيد البطل أفرج عنه قبل أيام قليلة من استشهاده بعد اعتقاله على يد قوة من جهاز الوقائي. وشدد على أن المواجهة هي خيار شعبنا الوحيد لانتزاع حقوقه وتخليص مقدساته من دنس الاحتلال. محذرةً من التعاطي مع إملاءات العدو الرامية لإحباط هبة الجماهير، ومنع إنتاج الانتفاضة مجدداً.
وتابع البيان: "لقد عُرّف الشهيد الطيطي مجاهداً فذاً، ومدافعاً صلباً عن شعبه وقضيته، وعاش هموم الأسرى ومعاناتهم؛ حيث قضى في سجون الاحتلال ما يربو عن ثلاثة أعوام، وبرز مؤخراً نشاط الشهيد في فعاليات إسناد أبطال معركة الإرادة في سجون الاحتلال، التي نُظمت في محافظة الخليل وفي أنحاء الضفة؛ حيث كان له دورٌ كبير في الإشراف عليها، وتعبئة الجماهير للمشاركة فيها".
وأبرقت حركة الجهاد الإسلامي التحية لأهلنا الشامخين في الضفة المحتلة، وخصت بالذكر شبان الخليل ورجالها الذين يجابهون بعزةٍ وإباء آلة الحرب الصهيونية بصدورهم العارية وحجارتهم الطاهرة. 

وأهابت بجماهير شعبنا للمشاركة الحاشدة في تشييع الشهيد، تأكيداً على خيار الدم والشهادة، والتفافاً حول المجاهدين، وحيّت ذوي الفارس المقدام محمود الطيطي، الذين زرعوا فيه حب الإسلام، والتضحية لأجل الوطن.

(المصدر: سرايا القدس، 13/3/2013)