قصة إعدام الاحتلال للشهيدين نصار وبلبيسي بدم بارد

لم يتمكن متطوعو جمعية الهلال الأحمر في بلدة عنبتا من تمييز هوية الشاب الملقى على الإسفلت البارد على بعد عشرات الأمتار من حاجز "عناب" شرق طولكرم، فقد كان الوقت متأخراً، وجنود الاحتلال يطلقون الرصاص بشكل هستيري.
وبعد نحو ساعتين من المحاولات للوصول إليه، كان الشاب عامر إبراهيم نصار الطالب في الصف الأول الثانوي، قد فارق الحياة جراء إصابته بعيار ناري في صدره، حيث تركه الاحتلال ينزف على الأرض حتى ارتقى شهيداً.
سيارات إسعاف الهلال الأحمر بقيت في المنطقة بعد ذلك خشية عودة المواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال، ليفاجئوا نحو الساعة الرابعة فجراً بوجود جثة أخرى تعود للشاب ناجي عبد السلام بلبيسي، الذي شاهدوه آخر مرة برفقة الشهيد نصار.
بلبيسي الذي يناهز الثامنة عشرة من عمره تركه جنود الاحتلال ينزف بعد أن أعدموه خلال وجوده خلف مصنع للجلود لا يبعد أكثر من مائة متر عن حاجز "عنّاب" وتم العثور عليه جثة هامدة.
شهود عيان والسكان القاطنين بالقرب من المكان أكدوا أن الجيش الصهيوني استخدم القوة غير المبررة تجاه مجموعة من الشباب الفلسطيني لا يزيد عددها عن عشرين فرداً وصلت الحاجز للاحتجاج على اغتيال الشهيد ميسرة أبو حمدية في سجون الاحتلال.
أحد الشبان المصابين الذي نجا من الموت بيّن أنهم اعتادوا على مقارعة جنود الاحتلال الذين كانوا يردون بإطلاق قنابل الغاز المسيل اتجاههم، إلا أنهم تفاجئوا بالرصاص الحي ينهمر عليهم من كل حدب وصوب.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال أطلقت تجاههم النار من أعلى البرج العسكري ليسقطوا الواحد تلو الأخر، رغم عدم وجود مواجهات، ورغم فرارهم من المكان، إلا أن الرصاصات كانت أسرع منهم جميعاً، حيث أصابت إحداها يده، وأربعة من أصدقائه ليسمع صديقه الشهيد نصار يتأوه من الألم قبل أن يسقط على الأرض مضرجاً بدمائه، مؤكداً أن كل شيء حدث بسرعة ولم يتوقع أن يكون هناك شهيد ثان.
أما قصة إعدام الشهيد بلبيسي، فقد تضاربت الروايات بشأنها، حيث يقول الأهالي: "إنه فر من المكان تجاه بيت أحد الأصدقاء، ليتبين لاحقاً أنه أصيب برصاصة اخترقت الظهر ونزف حتى الموت حتى ساعات الفجر".
ولم تصدق عائلة الشهيد ما حل بها، وهو فقد أكبر أبنائها وهو واحد من خمسة أولاد, وكان الشهيد معيلاً للأسرة بعد أن ترك المدرسة للعمل كون والده مريضاً بالأعصاب ولا يعمل نهائياً.

دعوات للتحقيق
من جهته، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، إلى فتح تحقيق في ظروف استشهاد الشابين عامر نصار وناجي بلبيسي من بلدة عنبتا شرق طولكرم، اللذين سقطا برصاص قوات الاحتلال مساء الأربعاء الماضي 3/4/2013.
وأعرب المتحدث، في بيان صحفي، الجمعة، عن اهتمامه حول الحادثة، وقال: "إنها مأساة أن تُنهى حياة فتيين بسهولة، ونحث جميع الأطراف على اتخاذ خطوات باتجاه وقف التصعيد وممارسة ضبط النفس، ونتوقع تحقيقا كاملا بالحادثة".

(المصدر: فلسطين الآن، 7/4/2013)