الشهيد البطل أحمد صالح: ذكراه خالدة في قلوب محبيه

لله عاشوا وفي الله ماتوا، ومن أجل دين الله حملوا لواء الفخر وانطلقوا مرددين إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بدمائنا فيا سيوف خذي من دمائنا ما شئتي، إنهم الشهداء، على درب حمزة والعباس وجعفر أبوا إلا أن تكون أسمائهم في سجلات الشرف، سجلات الخالدين والصادقين، مداها نور وتراتيلها قرآن يتلى إلى يوم القيامة.
بثقة إسماعيل عليه السلام بنصر الله، توجه الاستشهادي إلى أمه الحنون كي تجهزه للشهادة، وبطاعة إبراهيم الخليل لأمر الله لبّت والدته رغبته،  ÙØ¬Ù‡Ø²Øª ملابسه وأعدت له سلاحه، ودعته وقالت له: "أنا في انتظارك إما شهيدا أو حيا".
الحاجة أم مصطفى صالح: Ù‚الت إن روح ابنها الشهيد ما زالت حاضرة وأن كل حركة أو سكنة في البيت تذكرها بـ"أحمد" وكل شيء جميل يكون فيه أحمد.
وأضافت الحاجة: "كثير من الأحيان أشتم رائحة عطر الياسمين في البيت فأدرك أن أحمد قد مر بخاطري أو أن سيرة أحمد قد ذكرت، وبعد غيابه عن أعيننا لـ11 عام إلا أنني أشعر به يكبر معي عام بعد عام ولا يمكن لنا أن ننساه أبدا فالعاقل لا ينسى ضناه".
وتابعت "الحاجة أم مصطفى" وهي تنظر إلى صورة ابنها الاستشهادي أحمد وتقول: انظروا إلى هذه النظرة التي لا يوجد فيها إلا الشجاعة والإقدام والتحدي، لقد ودعته وهو ذاهب للعملية وأنا كنت على يقين أن أحمد قد خط طريقا صحيحا ولا يمكن أن يتراجع عنه أبدا، لقد كنا فخورين ÙÙŠÙ‡ وباختياره ونحن الآن على استعداد أن نمضي جميعا وأن نضحي بأنفسنا كما فعل أحمد وأكثر، لم نمنعه من الجهاد ومنذ بداية مشواره نذرناه في سبيل الله".
وعن صفات أحمد فقد قالت والدته: "لقد كان رجلا شجاعا وكان كتوما في عمله الجهادي، ولقد كان وحدويا فلا يفرق بين حزب وآخر، وكنا سعيدين أنه اختار الانتماء للجهاد الإسلامي وكان تحت أعيننا دائما".
وتابعت الأم الصابرة المحتسبة حديثها قائلة: "لقد كان أحمد رجل دعوة فقد خرج للدعوة في سبيل الله قبل أن يخرج للجهاد في سبيل الله راجيا منه سبحانه أن يكون عند حسن الظن به".
واستذكرت الحاجة أم مصطفى لحظات الفرحة والسعادة التي كان الشهيد أحمد معهم فيها، داعية الله عز وجل أن يرحم ولدها وأن يرزقه الجنة وأن يجمعها به في جنان النعيم.
أما الحاج الستيني "أبو مصطفى" والد الاستشهادي أحمد صالح فقد اختصر الحديث جدا قائلا بكلمات بسيطة: "أنا أخجل من الحديث عن أحمد ورفاقه الشهداء لأني أشعر بالتقصير مما قدمناه لله وللوطن، فأحمد وألف أحمد لا يوفي حق الله ودينه ولا يوفي حق فلسطين، والتضحية واجبة علينا وكلنا مستعدين لها".
وتابع الوالد المحتسب أبو مصطفى حديثه المتقطع موجها رسالة للمقاومة بضرورة الوحدة والإعداد الجيد للقادم قائلا: "يجب على أذرع المقاومة أن يكون لديها إستراتيجية واضحة وخطط محكمة للتحرير وليس للعمل بسياسة رد الفعل لأننا الآن أكثر ثقة بقدرات رجال المقاومة ونطمع في مزيد من الانجازات والانتصارات".
وأضاف الحاج أبو مصطفى في رسالته "الوحدة هي أهم أسباب الانتصار فيجب أن نكون صفا واحدا متراصا في مواجهة الاحتلال ولا يمكن أن نتصور أن يخوض أحد الفصائل المعركة لوحدة لأن يد الله مع الجماعة".
وأشاد ببطولات مجاهدي سرايا القدس الذين لقنوا العدو دروساً لن ينساها، وأقضوا مضاجعه ورسخوا معادلات جديدة في الصراع لاسيما في المعركة الأخيرة "السماء الزرقاء".
كم تكون جميلة الحياة برفقة الأحبة، وكم تكون صعبة بعد فقده، هذا لسان حال الكثيرين، عزاؤهم الوحيد أن هناك جنات تجري من تحتها الأنهار قد أعدها الله خصيصا لهم، فيا كل الشهداء لقد أشعرتمونا بضعفنا وعجزنا وقلة حيلتنا، ولكن وعدا نقطعه على أنفسنا أن يبقى لواء الحق مرفوع، وأن تبقى راية الجهاد مشرعة، وأن نحيا ونموت وصرختنا الأبدية "هيهات منا الذلة".
يشار إلى أن الشهيد المجاهد أحمد صالح ارتقى للعلا في اشتباك مسلح خاضته سرايا القدس في تاريخ 10/5/2002Ù… شمال قطاع غزة، وخلال العملية تم استهداف أحد المواقع العسكرية الصهيونية بقذائف RBG""ØŒ وأصيب أحمد أثناء الاشتباك واستشهد متأثرا بجراحه ليرحل شهيداً كما تمنى ويلحق بركب الأطهار.

(المصدر: سرايا القدس، 12/5/2013)