الأسير أنس الدويك.. اعتقالين متتاليين لدى الاحتلال

عائلة فلسطينية عانت تكرار اعتقال أبنائها، وهي عائلة راتب أحمد الدويك، من مدينة الخليل والتي اعتقل مؤخراً ابنها أنس، 24 عاماً وبالتحديد في تاريخ 28/11/2012، بعد اقتحام منزله، واعتقال اثنين من رفاقه في ذات الليلة وهم: منجد الجنيدي ومحمد أبو شخيدم، واللذين لا يزالا رهن الاعتقال.
تقول الأم التي تعرض أبناؤها للاعتقال، عن مأساة لها تتكرر مع كل اعتقال.. تتمثل بالغياب والفراق والقلق على مصيرهم منذ اللحظة التي يصبحوا فيها في قبضة الجنود المحتلين، وهو الموقف الأكثر حرقة لكل أم ترى الاحتلال ينتزعون ابنها من فراشه ويخرجونه حافي القدمين ومغمض العينين ليضعوه في جيباتهم التي تفوح منها رائحة نتانتهم ووحشيتهم.
أم أحمد، والدة الأسير أنس الدويك 24 عاماً، قالت إن ابنها اعتقل من المنزل، عندما جاءت قوة من جنود الاحتلال واقتحمت المنزل وسألت عن أنس، وعندما عرفهم أنس عن نفسه بدؤوا بالصراخ في وجهه ثم وضعوه في غرفة منفردة وأجروا معه استجواباً، لنتفاجأ بعد قليل بقوة أخرى كبيرة من جنود الاحتلال تأتي لمنزلنا.. وبعنف وشراسة كبيرين حطمت محتوياته وعبثت بجميع ما فيه…
وبعد اعتقال أنس بأيام، علمت العائلة أنه في التحقيق في سجن عسقلان، حيث استمر فيه لمدة شهر كامل، ثم نقل فيما بعد إلى سجن عوفر، وهو المكان الذي قضى فيه أنس أشهراً خلال اعتقاله السابق، حيث أنه كان قد اعتقل عام 2010 وحكم عليه بالسجن لعامين، وعندما دخل أنس إلى عوفر، عادت إليه ملامح السجن ومواقف السجانين القاسية مع الأسرى…
ويشير فؤاد الخفش مدير مركز أحرار، إلى أن الاحتلال يتبع خطوات قاسية متسلسلة في اعتقال المواطنين، حيث يبدأ بهم في مركز التحقيق الذي يمكثون فيه فترات طويلة، ويمنعون من الزيارة ومن رؤية المحامي ومن إدخال الملابس لهم، ويقع ذلك كله ضمن أهداف الاحتلال بإيقاع الأسير فريسة الاعتراف لهم.
أما محمد الدويك، شقيق الأسير أنس، والذي عانى أيضاً الاعتقال على أيدي سلطات الاحتلال الصهيوني، وقال: "كنت داخل خارج على السجن"… وتحدث بلهجة حزينة ومضطربة، وقال: إن أنس اليوم يعيد إلي ذكرى السجن ومعاناتي فيه عندما كنت أسيراً، متمنياً له الحرية وأن يعود إلى عائلته سالماً.
حكم على أنس بالسجن 20 شهراً، قضى منها 9 أشهر، على انتظار أن ينهي بقية الحكم ويتحرر من الأسر.
والأسير أنس الدويك يقبع في سجن إيشل وخاض إضرابات كثيرة مع الأسرى، وكان آخر إضراب له مع مجموعة من الأسرى في سجن إيشل والذين أعلنوا إضرابهم المفتوح عن الطعام مساندة للأسير ضرار أبو سيسي والذي استمر الاحتلال بعزله لأكثر من عامين إلى أن خرج من عزله بتاريخ: 28/8/2013، وكانت سلطات الاحتلال قد وضعت هؤلاء الأسرى ومن بينهم أنس، في العزل الانفرادي عقاباً لهم.
ويعاني أنس من التهاب جلدي يعرف باسم (ثعلبة)، كانت قد أصابته في اعتقاله الأول ولم يتلقى أي علاج ولا زال يعاني منها حتى الآن..
عائلة أنس تشهد زيارات ابنها باستمرار، لكنها أكدت أن صعوبات بالغة تواجههم حتى يصلوا إلى السجن لرؤية ابنهم، موضحين بأن الاحتلال الصهيوني يضع الكثير من العقبات أمام الأهالي أثناء الزيارة، ويقوم بامتهانهم وإذلالهم، ويمنع بعضهم من الزيارة، كما أكدت العائلة إن الأهالي الذين ينطلقون للزيارة من مدينة الخليل، يعانون ضعف معاناة المدن الفلسطينية الأخرى، وذلك لبعد المسافة بين المدينة والسجون الصهيونية.

(المصدر: مركز أحرار، 16/9/2013)