لجنة الأسرى: مشاورات بالسجون لخوض إضراب إستراتيجي

كشفت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بغزة النقاب عن وجود مشاورات بين قادة الحركة الأسيرة من الفصائل كافة داخل سجون الاحتلال لخوض إضراب إستراتيجي؛ ردًا على تنصل إدارة السجون من بنود الاتفاقيات الثنائية السابقة.
وذكر عضو لجنة الأسرى مصطفى المسلماني، أمس الاثنين، خلال اعتصام أهالي الأسرى الأسبوعي، أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب مدينة غزة؛ أن الأسرى يعتزمون في المرحلة الحالية خوض إضرابهم المركزي بمشاركة من الجميع.
وشارك في الاعتصام الأسبوعي أهالي الأسرى، وممثلون عن الفصائل الوطنية، وأسرى محررون، وسط حشد جماهيري ملحوظ، مرددين الشعارات الوطنية التي تنادي بحرية الأسير، وتندد بسياسة الصمت الحقوقي والدولي.
وبين رئيس مجلس إدارة جمعية "واعد" للأسرى والمحررين توفيق أبو نعيم أن خطوات الأسرى المقبلة تأتي احتجاجًا على إهمال إدارة السجون حقوقهم، وتنصلها من الاتفاقيات المبرمة شفهيًّا وكتابيًّا مع قادة الحركة الأسيرة.
وقال أبو نعيم: "إن الأسرى يعتزمون حاليًّا خوض خطوات تصعيدية مختلفة؛ احتجاجًا على إهمال حقوقهم، وحقوق الأسرى الأردنيين، والتنصل من اتفاق الأسير المعزول م.ضرار أبو سيسي"، مبينًا أن هذه الخطوات قد ترتقي إلى إضراب إستراتيجي شامل، يشارك فيه جميع الأسرى.
الجدير ذكره أن الأسرى أبرموا اتفاقات عدة مع إدارة السجون، بعضها جاء عقب إضراب شامل كـ"إضراب الكرامة" في نيسان (أبريل) 2012م، الذي استمر 28 يومًا، وخاضت قيادة الحركة الأسيرة مشاورات مع إدارة السجون، وتوصلت خلالها إلى وعود شفهية بتلبية مطالب الأسرى كافة.
ويتهم الأسرى الفلسطينيون إدارة السجون بالتنصل من حقوقهم الأساسية، التي نصت عليها القوانين الدولية والإنسانية، غير أنها تضرب عرض الحائط بجميع الاتفاقيات، وتحرم الأسرى حقوقهم المعيشية والصحية.
وانتقد المسلماني المهتم بشئون الأسرى ضعف التفاعل الجماهيري والشعبي مع قضية الأسرى، وخاصة في ظل تفاقم أعداد الأسرى المرضى والأشبال والنساء داخل سجون الاحتلال.
وطالب السلطة بالوقوف على مسؤولياتها تجاه الأسرى، ووقف سياسة خصم الرواتب المتبعة حديثًا بحق الأسرى، أو الأسرى المحررين.

نصرة المضربين
بدوره وصف الناطق الإعلامي باسم جمعية "واعد" للأسرى والمحررين عبد الله قنديل أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال بالصعبة جدًّا؛ نتيجة تنصل إدارة السجون من مهامها وواجباتها الرئيسة بحقهم.
ونوه قنديل إلى تواصل إضراب الأسيرين عبد المجيد خضيرات، والأسير الأردني علاء حماد، دون الاستجابة لمطالبهما المشروعة.
ويعيش الأسير خضيرات المضرب عن الطعام منذ الأول من مايو الماضي احتجاجًا على إعادة أسره بعد تحرره في صفقة "وفاء الأحرار" في وضع صحي مقلق؛ نتيجة مواصلة إضرابه، وتجاهل إدارة السجون مطلبه (الحرية).
يشار إلى أن خضيرات من سكان طوباس، ويبلغ من العمر 45 عامًا، قضى 4 أعوام في سجون الاحتلال، وأعيد أسره في 15 أيار (مايو) الماضي.
ودعا المؤسسات الحقوقية للوقوف عند مسئولياتها القانونية؛ لإنقاذ أوضاع الأسرى، وخاصة المضربين، ولاسيما الأسير الأردني حماد، الذي يخوض إضرابه منذ 2 أيار (مايو) للمطالبة بالإفراج عنه بعد قضائه ثلثي محكوميته، وفق قانون المحكمة الصهيونية (شليش(.
وطالب قنديل جميع المؤسسات الأهلية بإعادة تفعيل قضية الأسرى في جميع احتفالاتهم، للوصول إلى هبة جماهيرية شاملة ودائمة داعمة لقضية الأسرى.
ويقبع قرابة 5 آلاف أسير في سجون الاحتلال، دون وجود أي رقابة دولية أو طبية على تلك السجون التي شهدت حالات وفاة لأسرى في ظروف مختلفة، منها التعذيب أو الإصابة بأمراض خطيرة.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 1/10/2013)