ذوو الأسرى يفتقدون أحباءهم خلال تحضيرات عيد الأضحى

تزداد جراح وآلام البعد والفراق لدى الأسرى وأطفالهم وأهاليهم؛ مع بدء التحضيرات لعيد الأضحى المبارك، فأعياد فلسطين غير أعياد العالم، خاصة عند ذوي الأسرى الذين يفتقدون أحبتهم خلف القضبان، فمعاناة الأسرى في السجون ينال ذووهم جزءا منها بتجرع عذابات الاشتياق وذكريات معايشة لحظات العيد.
تحضيرات أهالي الضفة لعيد الأضحى تبقى محزنة لأبناء الأسرى وأطفالهم والبالغ عددهم قرابة 5000 أسير وأسيرة من بينهم مئات الأطفال يقضون فرحة العيد خلف سياج وقضبان.
وتعبر زوجة الأسير النائب محمود الرمحي عن مشاعرها، بأن الفرحة تبقى منقوصة مع اقتراب العيد؛ بسبب غياب زوجها وآلاف الأسرى خلف القضبان، وبسبب ما يعانيه ويكابده الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة من الاحتلال، فغزة تحاصر وتخنق وللأسف من ذوي القربى، والضفة تقتل وتخنق فيها المقاومة.
بالنسبة للطفلة تالا ابنة الأسير القائد القسامي عبد الله البرغوثي، فإنها مشاعر الفرح تختلط بالحزن مع تحضيرات العيد، فهي من جهة تفرح بقدوم العيد وتحضيراته، ومن جهة أخرى تحزن لغياب والدها خلف القضبان.
تقول تالا: "أرى أبناء وطفلات مع آبائهم يتسوقون في أسواق رام الله، وأدمع لعدم وجود أبي بقربي كي أفرح معه، ويشتري لي ألبسة جديدة للعيد، ويأخذني معه للتسوق ويبارك لي بالعيد، ويقبلني، ويعطيني العيدية".
وتتابع: "هل هناك من تستطيع أن تفرح ووالدها أسير؟ وهل نفرح وسط جنود الاحتلال ونظراتهم الحاقدة والغاصبة لكل حق فلسطيني على هذه الأرض المباركة؟ فكيف أفرح وأبي مغلغل بالقيود وحديد السجن يأكل من لحمه وشبابه؟".

لحظات مهمة
من ناحيتها، تتحدث الطفلة ولاء ابنة الأسير وليد خالد مدير صحيفة فلسطين في الضفة الغربية؛ بأنها ستكون مرتاحة وتعبر ومشاهدة والدها خلال زيارة العيد حتى عبر عن سعادتها لأنها ستتمكن من معايدة الزجاج، لتقول له كل عام وأنت بخير.
وقالت: "من المهم لي ولأشقائي أن نمضي اللحظات المسموح لنا بزيارة السجن بمشاهدة أبي وملامسة أنفاسه حتى لو كان من خلف جدار زجاجي"، وهو ما يعوضنا ولو قليلا من ألم البعد والفراق.
وتضيف: "إلى متى سيبقى الاحتلال ينغص علينا حتى على أعيادنا ويتحكم بحياتنا؟ وأي مصيبة أكبر من أن نحضر ونستقبل العيد تلو الآخر ونحن على بوابات السجون، يذلنا جنود الاحتلال، ويفتشونا أحيانا تفتيش عاري ومهين؟".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 12/10/2013)