في الذكرى الثانية.. فلسطين تنتظر وفاء الأحرار 2

يعيش الشعب الفلسطيني في هذه الأيام الذكرى السنوية الثانية لصفقة تبادل الأسرى الأكبر كماً ونوعاً في تاريخ المقاومة الفلسطينية والتي أطلق عليها اسم "وفاء الأحرار" بين حركة حماس و"دولة العدو الصهيوني" بوساطة مصرية.
وأطلق بموجبها سراح أكثر من 1045 أسيراً وأسيرة، المئات منهم من ذوي المحكوميات العالية، وبعضهم معتقل من قبل اتفاق أوسلو المشئوم.

أسر الجندي
وكانت المقاومة الفلسطينية قد تمكنت من أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" من دبابته في موقع كرم أبو سالم العسكري شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة بتاريخ 25/6/2006، بعد أن قتلت وجرحت العديد من الجنود.
وشنت "دولة العدو" بعد ساعات على أسر الجندي حرباً مدمرة على قطاع غزة دمرت خلالها الجسور والمباني الحكومية والحيوية ومحطة توليد الطاقة الوحيدة في قطاع غزة، وأسفرت تلك الغارات التي استمرت لعدة أيام عن استشهاد 277 شخصاً وأصيب المئات.
لم تنجح "دولة العدو" في العثور على الجندي بل ولم تستطع الوصول إلى طرف معلومة تمكن أجهزتها المخابراتية من العثور عليه في قطاع غزة التي تتكون مساحته من 360 متر مربع ومحاصر من ثلاث جهات ويفتقد لأي تضاريس يمكنها أن تساعد المقاومة في تحركاتها.

تحركات استخبارية
ومع تواصل فشل "دولة العدو" في اتصالاتها الدبلوماسية التي بدأتها بعد أسر الجندي بعدة أيام، بالإضافة إلى فشل أجهزة الأمن الصهيونية في الوصول إلى الجندي، قامت وفي مجازفة كبيرة بمحاولة خطف القيادي البارز في كتائب القسام "أحمد الجعبري" في فجر أحد الأيام أثناء عودته إلى منزله، إلا أن عناية الله وقيام السائق الخاص بالجعبري تغير وجهته في آخر لحظة حال دون اختطافه.
شنت "دولة العدو" حرباً ضروس ثانية على قطاع غزة سميت فلسطينياً "حرب الفرقان" وكان من ضمن أهم أهدافها تخليص الجندي من الأسر ووقف اطلاق الصواريخ على المدن والمستوطنات الصهيونية، إلا أن الحرب انتهت ولم تحقق "دولة العدو" أي من أهدافها.

مفاوضات التبادل
وأقرت "دولة العدو" بعجزها في الوصول إلى الجندي وقررت بشكل نهائي اعتماد أسلوب المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس للإفراج عن الجندي مقابل تحقيق مطالب حركة حماس، التي وقفت صارمة وثابتة في مواقفها أثناء عملية التفاوض رغم الضغوط الكبيرة التي مورست على الوفد الفلسطيني المفاوض بقيادة "أحمد الجعبري".
بعد التوصل إلى اتفاق مشرف انتزعه المفاوض الفلسطيني خلال جلسات المفاوضات والتي كان بعضها يستمر لساعات طويلة، طالعتنا شاشات التلفزة بأخبار عاجلة كانت بمثابة الماء البارد على قلبٍ عطشا بأنه تم توقيع صفقة "وفاء الأحرار" بالأحرف الأولى.

الصفقة والفرحة
وخرج قادة حماس وفريق المفاوضات يزف البشريات للشعب الفلسطيني ويطلعهم على بعض تفاصيل تلك الفرحة لتبدأ البيوت الفلسطينية بالتزيين لاستقبال أبطالها الذين سيرون النور بعد أيام قليلة من توقيع الاتفاق وكان صباح يوم 18/11/2011 يوم النصر الأعظم الذي تعانقت فيه الأرواح والقلوب والأجساد التي حرمت من ذلك العناق لسنوات.
وعمت الأفراح كل بيت فلسطيني في الداخل الفلسطيني والخارج، واستمرت لأيام عديدة ابتهاجاً بنجاح صفقة تبادل الأسرى وخروج الأبطال مرفوعي الرأس من خلف القضبان.
ومع مرور الذكرى السنوية الثانية لصفقة وفاء الأحرار ينتظر الشعب الفلسطيني وبفارغ الصبر صفقة "وفاء الأحرار 2" والتي يتمنون أن تكون قريبة.

(المصدر: فلسطين الآن، 18/10/2013)