أهالي الأسرى.. مشاعر ممزوجة قبل ساعات من دفعة الأسرى الثانية

ليلة واحدة تفصل ذوي الأسرى القدامى عن نهار حرية فلذات أكبادهم، الذين قضوا سنيَّ عمرهم في غياهب سجون الاحتلال الصهيوني، في المقابل ستمضي تلك الليلة على ذوي أسرى آخرين كغيرها من الليالي الحالكات بظلمتها.
عائلة الأسير حازم شبير القاطنة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، واحدة من عائلات 26 أسيرًا فلسطينيًا ستفرج قوات الاحتلال عنهم اليوم ضمن دفعات الأسرى القدامى.
وتترقب العائلة التي حرمت من رؤية نجلها قرابة 19 عامًا، اللقاء الأول بعدما بلغ أسيرها عقده الثالث في العمر "على أحر من الجمر"، كما يصف نجل العائلة تيسير شبير.
ويعرج تيسير شقيق الأسير الأصغر"نترقب اليوم المتبقي دقيقة بدقيقة، وثانية بثانية، للقاء حازم شقيقنا الذي باعد الاحتلال بيننا وبينه طوال الأعوام الماضية"، مشيرًا إلى أن الموعد المرتقب بينه وبين شقيقه هو الأول منذ قرابة 18 عامًا.
واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني في العام1995 ، الشاب حازم شبير 17 عامًا، بعد مطاردته لشهور عدة على خلفية مقاومته للاحتلال، وقد حكمت عليه المحكمة الصهيونية بمدى الحياة.
ويقول تيسير: "الفرحة لن أوصفها بكلماتي، ولكن ستعبر المشاهد الحقيقية عنها مساء اليوم"، لافتًا إلى أن العائلة ستترك للجماهير الفلسطينية الحرية بالاحتفال بشقيقه الأسير، على أن تعقب ذلك باحتفال العائلة بزواجه وتأهيله لبيت الزوجية.

صدمة
في زاوية أخرى من زوايا خيمة الاعتصام أمام الصليب الأحمر، بدا المشهد مناقضًا للسابق، فجموع المتجمهرين حول والدة الأسير رامي بربخ شُدّت أنظارهم نحو عينيها المعتصرات دمعًا وألمًا، بعد يقينها بأن نجلها لن يخرج في دفعة الأسرى الثانية.
واندفعت شخصيات وطنية، وأسرى محررون نحو أم الأسير ليهدئوا من روعها بتطمينها على نجلها الذي يحتمل الإفراج عنه في واحدة من الدفعتين المتبقيتين.
وتقسم الحاجة التي تحاول إخفاء دموعها أمام زميلاتها من أمهات الأسرى، أن دموعها "دموع فرحة" لحرية الأسرى "وكلهم أبنائي" المنوي الإفراج عنهم، متمنية من خالقها أن ينعم عليها برؤية نجلها الأسير القابع في سجون الاحتلال منذ طفولته.
واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني الفتى آنذاك بربخ 16 عامًا في عام1994 م، بتهمة قتل ضابط صهيوني وقضت بحكمه مدى الحياة.
وتعبر الأم عن غضبها من وسائل الإعلام التي نشرت قائمة بأسماء الأسرى أدرج خلالها اسم نجلها، ولم تثبت نسبتها لأي جهة رسمية، مناشدة الجميع بعدم التلاعب في مشاعر الأسرى.
يشار إلى أن قوات الاحتلال أفرجت عن 26 أسيرًا فلسطينيًا منتصف أغسطس/ آب الماضي من أصل مجموع الأسرى القدامى البالغ عددهم 104 أسير.
وبين مشهد الفرح لعائلة الأسير شبير، ومشهد الحزن لعائلة الأسير بربخ، بقي الصمت شاهدًا في عيون أمهات عشرات الأسرى اللواتي يقضي أبناؤهن أحكامًا متفاوتة في سجون الاحتلال، ولا حديث بالحرية عنهم أو أمل بالإفراج إلا بعد قضاء محكومياتهم.
بدوره، أوضح عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح تيسير البرديني، أن حركته وبالتعاون مع كافة أبناء الشعب الفلسطيني ستقيم احتفالات رسمية وشعبية للأسرى المحررين.
وقال البرديني: "سنحتفل بالأسرى جماهيريًا ورسميًا ليلاً ونهارًا"، داعيًا الجميع لعدم التفاؤل المفرط خشية من نكث الاحتلال لوعده، والتلاعب في مشاعر الأسرى من جانب آخر.
يشار إلى أن الأسرى المحررين الليلة سيتحرر 21 أسيرًا منهم إلى مناطق سكناهم في الضفة الغربية، و 5آخرون إلى قطاع غزة.

(المصدر: أسرى فلسطين، 29/10/2013)