مؤسسة مهجة القدس ©
ليلة القبض على عيسى عبد ربه
اصط٠المواطنون ÙÙŠ شارع القدس-الخليل أمام مخيم الدهيشة، Øتى ساعة مبكرة من Ùجر امس، ÙÙŠ انتظار وصول عيسى عبد ربه، الذي يعود إلى المخيم بعد غياب 29 عاما Ùˆ9 أيام.
لم يكن يقلل من نسمات البرد، وضجر الانتظار، سوى تÙØص السيارات المارة، والتي ÙÙŠ معظمها تØمل صورا لأسرى وأعلاما Ùلسطينية ÙˆÙصائلية. ويوجه المواطنون التØيات لراكبي السيارات الذين يجوبون الشوارع انتظارا لوصول الأسرى المØررين من رام الله.
ومن مكبرات الصوت تهدر الأغاني الوطنية، يتخللها بين الوقت والآخر، خطيب يبث الØماسة ÙÙŠ المتجمعين، وأغلبهم لم يعرÙوا عيسى، ولديهم شوق كبير، لاØتضان Ù…ÙŽÙ† Ø£ØµØ¨Ø ÙŠÙ…Ø«Ù„ لهم رمزا لصمود قارب الثلاثة عقود.
وصلت "طلائع" مستقبلي عيسى ÙÙŠ رام الله، ليطمئنوا الموجودين، بان موعد اللقاء معه اقترب، وانها مسألة دقائق، ويكون بينهم. ولكن الدقائق طالت، واقتربت الساعة من الرابعة Ùجرا.
شقيقه عبد الÙØªØ§Ø ÙƒØ§Ù† Ù…Ùعما بالمشاعر، وهو يروي Ù„Øظات اللقاء الأولى بين عيسى ووالدته، وكي٠ان الرئيس Ù…Øمود عباس، طلب منه مغادرة المنصة والإسراع لمقابلتها، وهو ما Øدث.
وعندما مرّ موكب الأسير المØرر رزق صلاØØŒ الذي ألقى كلمة ÙÙŠ المقاطعة باسم زملائه، ÙÙŠ طريقه إلى بلدة الخضر، تعالت الأصوات المهنئة والهتاÙات والأهازيج الوطنية.
وأخيرا وصل عيسى على ظهر مركبة رباعية الدÙع، ÙŠØيط به عدد من الشبان، ولم ينتظر Ù…ÙŽÙ† Ùقدوا الصبر ÙÙŠ انتظار هذه اللØظة، توق٠المركبة، Ùصعدوا إلهيا، Ùˆ"خطÙوا" عيسى بقوة، ولم يكن ذلك سهلا، وعندما Øمله الشبان على أكتاÙهم، وارتÙعوا به على منصة أمام باب المخيم، ظهرت أجزاء من ملابس عيسى ممزقة، من التداÙع، والتسابق لمعانقته.
والدته التي كانت تجلس ÙÙŠ المركبة التي يعتليها ابنها، تركت "خاطÙيه" يذهبون به، وهي تعلم بانها لا تستطيع "مقاومتهم"ØŒ وانها ستلتقيه بعد Ùترة وجيزة.
ظهر عيسى ÙÙŠ صØØ© جيدة ومعنويات مرتÙعة، وهو ÙŠÙ„ÙˆØ Ù„Ù„Ù…ÙˆØ§Ø·Ù†ÙŠÙ†ØŒ ويؤكد ان السجن لم يهزمه، وإنما المقاوم هو من يهزم السجن والسجان.
وسار المواطنون، ÙˆÙÙŠ المقدمة عيسى Ù…Øمولا على الأكتاÙØŒ إلى منزله، بينما كانت تنهال على رؤوس الساهرين المÙعمين بالمشاعر تجاه عيسى، بعد Ùترة الغياب الطويلة، قطع الØلوى المغلÙØ© التي تنثرها نساء المخيم من على شرÙات منازلهن الضيقة.
ÙÙŠ منزل ابن عمه الشهيد Ù…Øمد، تم انزال عيسى ÙÙŠ خطوة رمزية، Ùعيسى Ù†ÙØ° عمليته الÙدائية انتقاما لمقتل ابن عمه الطÙÙ„ بدم بارد، Øين جره جنود الاØتلال إلى الجبل المقابل لمخيم الدهيشة وقتلوه.
وبعد استشهاده، نظم ناس المخيم، رغم قمع الاØتلال، ÙˆØظر التجوال، ÙˆØملة الاعتقالات، اعتصاما على مدى أيام ÙÙŠ منزل الشهيد، وكانوا يتØدون الاØتلال، بالغناء والأناشيد الوطنية، ونÙس المشهد تكرر مع عودة عيسى. رغم أن كثيرا من المياه جرت ÙÙŠ أنهر الØياة.
كانت "معركة" صعبة، بين الØضور للوصول إلى عيسى ومعانقته، طلب بعض مجايليه، من الجيل الأصغر Ø¥ÙØ³Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ لهم للسلام على عيسى الذي يعرÙهم، بينما لا يكاد يعر٠أØدا من الجيل الأصغر، ولكن هذه "الاستراتيجية" لم تنجØ. ولم يتقبلها الشبان، Ùكل واØد يريد "Øصته" من عيسى، دون تأجيل.
استمر عيسى بتلقي التهاني، ÙˆØضر رÙيق السجن الطويل، خالد عساكره، الذي أمضى عشرين عاما ÙÙŠ السجون، وتØرر ÙÙŠ المرØلة الأولى من هذه الصÙقة، بينما Øرص زميله أبو عدنان الزير، الذي أمضى سبع سنوات مع عيسى، على ان يكون الشخص الثاني الذي يسلم عليه بعد والدته، ÙÙŠ المقاطعة.
قال عيسى متهللا وهو يرى وجها مألوÙا: "أنت؟!!"-أجاب أبو عدنان "نعم أنا هو".
صلى أبو عدنان الÙجر ÙÙŠ مسجد مخيم الدهيشة، وعاد لمنزله ÙÙŠ منطقة التعامرة شرق بيت Ù„ØÙ…ØŒ ليعود بعد ساعات، بناءً على وصية عيسى: "ابق بجانبي" إلى مخيم الدهيشة، Øيث يتلقى أبناء المخيم التهاني بعودة عيسى ÙÙŠ مقر جمعية اسر الشهداء.
ورغم التعب والإرهاق، Ùان عيسى كان قادرا على مصاÙØØ© المهنئين بقوة وثقة، ومعانقتهم، وتقبيلهم بØرارة.
(المصدر: صØÙŠÙØ© الØياه، 31/10/2013)