مؤسسة مهجة القدس ©
أم الأسير المØرر السعدي أبكت المØتÙلين بسؤالها ابنها ..مين إنت يا Øبيبي؟!
بالكاد استطاعت الØاجة Ùاطمة السعدي (82 عاما)ØŒ من مخيم جنين، أمس، التعر٠إلى ابنها الأسير المØرر هزاع السعدي الذي أطلقت سلطات الاØتلال سراØÙ‡ ضمن الدÙعة الثانية من قدامى الأسرى، وأمضى ÙÙŠ سجون الاØتلال Ù†ØÙˆ (29 عاما).
وما إن وصل السعدي إلى المنزل الجديد الذي شيدته له عائلته ÙÙŠ الØÙŠ الشرقي من مدينة جنين، على أمل منها بتØرره من الأسر، Øتى أخذ يقبل قدمي والدته العجوز قبل يديها وجبينها، وكأنه يريد أن يشكرها على طريقته الخاصة، على صبرها وانتظامها ÙÙŠ زيارته طيلة سنوات أسره الطويلة، رغم انقطاعها عنه خلال السنوات الأخيرة، مكرهة تØت وطأة المرض وكبر السن.
"أنا هزاع يما"
وكان المشهد الذي أبكى السعدي وشقيقته Øكمية وكل من تواجد ÙÙŠ ساØØ© منزل عائلته، عندما وجهت الأم سؤالا عÙويا له سألته Ùيه عن شخصه دون أن تعر٠أنه ابنها الذي طال انتظاره.
وبكلمات بسيطة قالت الأم وهي تنظر إلى الداخل الجديد إلى منزلها والذي كان يقبل قدمها قبل يدها، "مين أنت يا Øبيبي؟!"ØŒ Ùرد عليها الابن الذي كان ÙŠØترق شوقا للقاء والدته قائلا: "أنا هزاع يما"ØŒ وعندها ردت الأم قائلة: "يا Øبيبي ما هو هزاع Ù…Øبوس عند اليهود".
وسرعان ما رد الابن على والدته قائلا: "يما أنا هزاع روØت من السجن"ØŒ وعندها أخذت الأم الصابرة تبكي بØرقة لتبكي كل من Øولها من رجال ونساء ÙˆÙتية تجمعوا ÙÙŠ Ù…Øيط منزل السعدي بانتظار وصوله بعد تØرره من الأسر.
وكانت المØطة الأولى ÙÙŠ يوم تØرر السعدي الذي كان هدÙا للاعتقال من قبل قوات الاØتلال ÙÙŠ الثامن والعشرين من تموز عام 1985ØŒ وأصدرت عليه Øكما بالسجن المؤبد التراكمي بتهمة قتل صهيونيين، زيارة قبل والده الذي توÙاه الأجل المØتوم، قبل سنوات طويلة، دون أن يكØÙ„ عيناه بمشاهدة ابنه الوØيد الذي غيبه عنه الأسر ÙÙŠ سجون الاØتلال.
ومن ثم، انتقل السعدي، إلى مقبرة "شهداء ملØمة نيسان 2002" ÙÙŠ مسقط رأسه بمخيم جنين، قبل توجهه إلى المنزل الذي ولد Ùيه ÙÙŠ المخيم.
وأخيرا، انتقل المØرر السعدي، إلى المنزل الذي شيدته له عائلته Øديثا ÙÙŠ الØÙŠ الشرقي من المدينة، ليكون بمثابة "عش الزوجية" له، Øيث Øظي باستقبال جماهيري Øاشد.
وقال السعدي الذي بدا ÙÙŠ غاية الإرهاق: "إن السنوات الطويلة التي قضيتها ÙÙŠ السجن، كانت صعبة ومليئة بالآلام والأوجاع، ولكن عندما شاهدت أبناء شعبي وأهلي والابتسامة تعلو على وجوههم، شعرت أن كل تلك الآلام انتهت".
"أبو مازن" أخرجنا من دائرة الألم
وأضاÙ: "عندما شاهدت الرئيس أبو مازن الذي أخرجنا من دائرة الألم والمعاناة، أيقنت أن لنا قيادة وطنية Øريصة على Ø¥Øقاق Øقوق شعبنا كاملة غير منقوصة".
وتابع: "لكن بقي الألم الكبير وهو بقاء آلا٠الأسرى والأسيرات ÙÙŠ سجون الاØتلال، والذين Øملونا أمانة إلى الرئيس أبو مازن، تطالبه بالاستمرار ÙÙŠ جهوده الهادÙØ© إلى إطلاق سراØهم جميعا وتخليصهم من الأسر، ونØÙ† نثق بخطوات الرئيس والتي ستوصلنا ÙÙŠ نهاية المطا٠إلى تبييض السجون، والوصول إلى بر الأمان ÙÙŠ إيجاد ØÙ„ عادل وشامل للقضية الÙلسطينية، وعودة اللاجئين إلى وطنهم الأم".
وقال السعدي: "إنني أدعو Øركة Øماس إلى الاستجابة للجهود المبذولة من أجل إنجاز مل٠المصالØØ© الوطنية، وأقول لكم سامØكم الله عما Øدث ÙÙŠ صÙقة شاليط، لكن دعونا Ù†ØªØ³Ø§Ù…Ø Ø¹Ù„Ù‰ الجراØØŒ ونقول لكم كما يقول الشعب دائما والرئيس Ù…Øمود عباس، إن الوØدة هي السبيل الوØيد لتØقيق الØرية للأسرى وإقامة الدولة الÙلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريÙ".
وناشد، القيادة السياسية ممثلة بالرئيس أبو مازن، بذل كل جهد مستطاع من أجل إلغاء الشروط التي Ùرضتها الØكومة الصهيونية على قدامى الأسرى المØررين، ومن أبرزها، منع كل واØد منهم من مغادرة المدينة التي يعيش Ùيها إلى أي مكان آخر ÙÙŠ الوطن، ومنعهم من السÙر للخارج لمدة عشر سنوات، وشروط أخرى.
وبينما كان المØرر السعدي يتØدث للصØاÙيين، كانت شقيقته Øكمية تطلق الزغاريد ÙرØا بتØرر شقيقها الوØيد من أسر الاØتلال.
ÙˆØرصت Øكمية، على ترديد كلمات Øزن ممزوجة بالÙØ±Ø Ø¥Ù„Ù‰ شقيقها المØرر، وهي تشير إلى المنزل الذي شيدته العائلة ÙÙŠ الØÙŠ الشرقي من المدينة، وتقول: "هذا بيتك.. بنيناه زي ما بدك بالضبط"ØŒ ÙÙŠ كلمات كانت تخرج بصعوبة من Øنجرة الشقيقة التي كانت على يقين بأن الله سبØانه وتعالى سيمن على شقيقها بالإÙراج، رغم أنه كان يقضي Øكما بالسجن المؤبد.
وقالت الأخت، إنها ووالدتها العجوز وأÙراد عائلتها، كانت تØلم بيوم تØرر شقيقها، وبادرت إلى تشييد منزل جديد ليشهد ميلاد Øياة جديدة له، وأملها أن تعيش لتشاهد أطÙاله يملأون هذا البيت ÙرØØ© وبهجة.
وأضاÙت، إن والدتها التي أقعدها المرض وكبر السن، أصرت على التوجه إلى مدينة رام الله للمشاركة ÙÙŠ مهرجان استقبال ابنها الوØيد الذي لم تزره منذ Ù†ØÙˆ ثلاث سنوات بسبب مرضها الذي لم يمنعها من وضع اللمسات الأخيرة على المنزل الجديد ليكون جاهزا لاستقبال هزاع.
(المصدر: جريدة الأيام، 31/10/2013)