الشهيد الأطرش.. يدفع عمره لظنون الاحتلال

"كان طول الطريق نايم ولما وصلنا الحاجز صحي ونزل فأطلقوا النار عليه"، يلخص إسماعيل الأطرش شقيق الشهيد أنس الأطرش ما جرى لشقيقه الذي قتله جنود الاحتلال الصهيوني على حاجز "الكونتنير" قرب بيت لحم.
ويروي الأطرش ما جرى معه وشقيقه على الحاجز: "كنا راجعين من محلنا في أريحا، وكان طول الطريق نايم، لما وصلنا الحاجز مثل كل يوم، نزل أخي وكنت بنادي عليه أنس مرتين، إلا الجنود بطلقوا النار عليه، وهجموا علينا".
وكان الأطرش هو الشهيد الثاني خلال أقل من 12 ساعة ممن يقتلهم جنود الاحتلال على الحواجز في الضفة الغربية، حيث سبقه الشهيد بشير سامي حبانين "28 عاما"ً والذي استشهد برصاص الاحتلال على حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس.
ورغم أن الأطرش يمر يومياً من الحاجز بحكم عمله في محل لبيع الأحذية بمدينة أريحا، لكن قوات الاحتلال زعمت أنه حاول طعن أحد الجنود، وعرضت صورة لسكين زعمت أنها كانت بحوزته، وهو ما نفته العائلة.
ويقول شقيقه: "أخي لم يكن يحمل أي شيء، كل ما جرى بعد أن أطلقوا النار عليه احتجزوني لأكثر من ساعتين، وحضر ضابط وقام بسحبي وأنا مقيد إلى مكان دم أخي، وكان فيها سكين سألني أنها لأخي، فأنكرت".
وتزعم قوات الاحتلال في أغلب الحالات التي يتم فيها قتل أو اعتقال شبان في الضفة خاصة على الحواجز، أنهم كانوا يحملون سكاكين أو أدوات حادة بهدف قتل جنود، وهو ما ثبت كذبه بمرور الوقت وتعدد الحالات.
فيما بقيت والدته تنتظره لتناول العشاء كالمعتاد، لكن سرعان ما وصل النبأ بأنه أصيب على حاجز "الكونتنير"، وحضرت مع عائلته التي حاولت معرفة مصيره، قبل أن تتجاوز الجنود وتعانق نجلها الذي ارتقى بعد إصابته برصاصتين في صدره.
وتزامن ذلك مع الشهيد سامي حبانين من قرية ماركا قضاء جنين، حيث ادعى الجنود أنه كان سيفتح النار على المستوطنين، ويتبين لاحقاً أن ما جرى كان اشتعال ألعاب نارية قرب حاجز زعترة قام الجنود على إثره بفتح النار على الشهيد، وهو ما وثقته كاميرات مراقبة صهيونية.
ونفت عائلة الشهيد رواية الاحتلال، مؤكدةً أنه كان عائداً من عمله، وكان في يومها صائماً، وهو خريج جامعة مصر، ويحمل شهادة تخصص في تصميم الأزياء ومنذ سنوات يعمل محاضراً في جامعة خضوري بطولكرم.
وتبقى لقمة العيش التي سعى خلفها الشهيدين الأطرش وحبانين، ويسعى خلفها آلاف الشبان يومياً بالتنقل بين المدن عبر حواجز عسكرية مغمسة بدم وذل يدفعون ثمنها من أعمارهم.

(المصدر: فلسطين الآن، 9/11/2013)