زيارة ذوي الأسرى.. طريق مظلم تتحكم به مزاجية الاحتلال

تعتبر زيارات أهالي الأسرى لذويهم داخل سجون الاحتلال, العلاج الشافي لإطفاء حرقة قلوبهم ونار شوقهم, بعد حرمان طويل؛ ولكن يتعمد الاحتلال وضمن سياسية ممنهجة على عرقلة تلك الزيارات تحت حجج واهية سواء كان لدوافع أمنية بحتة أو أخرى غير مبررة تعود لمزاجية الاحتلال من أجل التأثير على نفسية ذوي الأسرى.
سرعان ما ينشغل ذوي الأسرى في إعداد أنفسهم وتجهيز بعض المتعلقات والأغراض الشخصية للأسير فور إبلاغهم من قبل الصليب الأحمر الدولي بموعد الزيارة القريب, بعد انتظار موعد الزيارة بفارغ الصبر؛ ولكن سرعان ما تتبدد أحلامهم وتتحول إلى صدمة وكابوس بعد أن تقوم مصلحة السجون بإلغاء أو تأجيل الزيارة دون سبب يذكر.
ولجأت سلطات الاحتلال منذ السماح لذوي أسرى قطاع غزة من الزيارة منذ أكثر من عام خاصة بعد نجاح إضراب الكرامة إلى تأجيل زيارة أهالي الأسرى إلى أبناءهم داخل السجون بحجج أمنية واهية بعد أن قامت بإبلاغهم بموعد الزيارة.
وبصوت يئن من الألم قالت زوجة الأسير سعيد النجار المحكوم عليه بالسجن لثلاثة عشر عاما: "منعت أكثر من مرة من زيارة زوجي خلال الفترة الماضية دون توضيح أسباب حقيقية لذلك, فبعد أن يتم إبلاغي من قبل الصليب الأحمر بموعد الزيارة, وننطلق فجرا إلى  مكان الحافلات, ولكن تفاجأت بإلغاء أو تأجيل الزيارة".

التأثير على نفسياتهم
وأضافت النجار، الاحتلال يتحكم في الزيارة وقت ما يريد يدخلنا ووقت ما يقوم بإرجاعنا فهو يحاول التأثير على نفسية ذوي الأسرى والتلاعب في أعصابهم من أجل نزع منا فرحة الزيارة التي أصبحت حقيقية بعد منع دام ستة سنوات".
أوضحت أن الاحتلال يحرم ابنها الذي يبلغ من العمر 11عاما من رؤيته والده، بحجة تخطيه العمر القانوني المسموح به بزيارة الأطفال, هذا ما انعكس عليه وعلى  ØµØ­ØªÙ‡ فهو يعاني من الربو وخلل في صمام القلب.

صدمة كبيرة
أما زوجة الأسير رائد صبح والمحكوم عليه ثمانية سنوات، أوضحت أن الاحتلال عمد خلال زيارتها لزوجها قبل أشهر إلى لإرجاعها وحرمانها من رؤية بعد وصولها لبوابة السجن, وتحملها معاناة ومشقة الطريق وخروجها من بيتها فجرا والانتظار في طابور طويل مع أهالي الأسرى لحين السماح لهم بالدخول.
وبينت صبح، أنها أصيبت بصدمة كبيرة بعد أن هيئت نفسها وأحضرت الكثير من المستلزمات والأغراض لزوجها.

مزاجية الاحتلال
بدوره، Ø£ÙƒØ¯ مدير مؤسسة مهجة القدس للأسري والشهداء ÙŠØ§Ø³Ø± صالح أن زيارات أهالي الأسرى لذويهم تمنع بأشكال كثيرة ولفترات طويلة نتيجة أي عمل يعتبره الاحتلال مخل بقوانين السجون، والذي يعاقب الأسير من خلاله بحرمانه من الزيارة، أو يكون المنع مرتبط بشكل أساسي بالظروف الأمنية نتيجة تقرير استخباراتي ملفق بتهم كاذبة أو يرجع مزاجية الاحتلال.
وقال صالح: "الزيارات حق لكل أسير تقرها الأعراف والقوانين الدولية؛ ولكن للأسف لم تعد لسكان قطاع غزة كما كانت عليه قبل قضية الجندي "شاليط", ومازال هناك انتهاك يمارس
بحق الأسرى, وهناك عدد كبير منهم ممنوعون من الزيارات, بحجج أمنية واهية".
وأضاف، "كثيرا من الأحيان تعود عائلة أسير بعد وصولها لبوابة السجن, بحجة انتقال ابنها إلى سجن آخر أو إلى المستشفي, ومزاجية السجان هي التي تتحكم وتتلاعب في أعصاب عائلات الأسرى لأنه في أحيان كثيرة يتم إرجاعهم وإلغاء الزيارة بالكامل".

تواصل دائم
من جانبها، قالت مسئولة الإعلام في الصليب الأحمر في القدس مسعدة سيف: "إننا على تواصل دائم ومستمر مع الطرف الصهيوني, في حال كان هناك عائلات أسرى ممنوعين من الزيارات لأسباب يدعي أنها أمنية".
وأضافت سيف، "نقوم برفع كافة الطلبات وقوائم الأسماء أكثر من مرة، للسعي من أجل حصولها على زيارة أو أكثر سنويا, ونعمل على الحفاظ على إبقاء قنوات التواصل مع الأسرى وذويهم مفتوحة من خلال مندوبين لنا لتوصيل أخبارهم وطمأنة ذويهم".
وتابعت، "المعتقلين محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، لذلك نعمل على الإطلاع على ظروف الاعتقال والمعيشة داخل السجون، والدخول إلى أماكن الاحتجاز من خلال الزيارات المستمرة، وفي حال كان هناك توصيات وملاحظات, يتم رفعها للطرف الصهيوني للعمل على تحسين أوضاعهم".

(صحيفة الاستقلال، 25/11/2013)