قائد بالسرايا: إسماعيل كان شهيداً يمشي على الأرض وجبهات القتال ستشتاق له

 

ما أعظمها من رحلة اشتياق صادقة حُفت بالمحبة و الصدق والإخلاص.. رحلة تقاسمها الشهداء ونزفوا خلالها أعمارهم وزهرة شبابهم وأرواحهم ودمائهم قرباناً إلى الله.. رحلةً عبدت بالدماء والمصاعب والشقاء والعناء.. رحلة الكرامة والعزة والشموخ والإباء.. رحلة الرجال الصادقين الذين أذلوا بصمودهم وثباتهم عدوهم الذي يمثل رأس الكفر والشرك والإرهاب..
ما أعظمهم رجال السرايا وهم يتقدمون في ميدان الشهادة كما كان قبلهم علي وخالد والقعقاع والجراح رضوان الله عليهم.. ما أعظمهم وهم يغلقون أذانهم تماماً أمام كل الأصوات التي تنادي بالمقاومة السلمية تارة وبالمفاوضات العبثية تارة وبالسلم والسلام تارة.. فرجال السرايا الأبطال حسموا الأمر تماما فحياتهم وأوقاتهم ودمائهم كلها فداءً لله عز وجل ولن يلتفتوا أبداً لركام وزيف هذه الدنيا الفانية فهم مشاريع شهادة.
وكان من هؤلاء الفرسان الشهيد المجاهد "إسماعيل العرعير" ذلك الملاك الذي انحاز لخيار الشقاقي الأمين.. وسعدي حلس فارس الميادين.. وأدهم الحرازين الأسد الذي لا يلين.. ومحمد الحرازين مذل الغاصب اللعين.. ومرضي حجاج عاقد لواء المجاهدين.. وسهيل جندية وقود النصر والتمكين.. ومعتز قريقع شوكةً بحلق الأنجاس المعتدين.. وعادل جندية قمر السرايا والمجاهدين.
 
وعن نشأة شهيدنا المجاهد "إسماعيل سلامة العرعير" قالت والدته أنه ولد في تاريخ 28/1/1988م بمنطقة التركمان بحي الشجاعية شرق مدينة غزة, ونشأ في أسرة مجاهدة ملتزمة قدمت العديد من الشهداء والاستشهاديين والأسرى على مدار انتفاضة الأقصى المباركة ومنهم: (الاستشهادي "نبيل العرعير" أول استشهادي في انتفاضة الأقصى المباركة والشهيد "ظريف العرعير" والشهيد "بلال العرعير" والتحق بهم مؤخراً الفارس المقدام "إسماعيل العرعير") وجميعهم من مجاهدي وقادة "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
 ÙƒÙ…ا قدمت عائلة العرعير خيرة أبنائها أسرى في سجون الاحتلال الصهيوني الظالم وكان منهم الأسير المحرر "إياد العرعير" والذي أفرجت عنه قوات الاحتلال في صفقة وفاء الأحرار بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
درس شهيدنا المرحلة الابتدائية بمدرسة "حطين" بحي الشجاعية ولم يكمل دراسته والتحق في مجال العمل مبكراً لكي يساعد والده في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
 
الابتسامة لا تفارق محياه
والدة الشهيد المجاهد "إسماعيل العرعير" سردت لمراسل موقع "الإعلام الحربي" بلواء غزة, أبرز الصفات والسمات التي تميز بها الشهيد "إسماعيل", حيث قالت, "كان إسماعيل رحمه الله عطوفاً وباراً بأهله وبوالديه,كما كان متواضعاً وذو ابتسامة لا تفارق محياه مما جعله محبوبا من الجميع.
وقالت الأم المحتسبة, "كان إسماعيل يغيب ساعات طويلة عن المنزل ولم يكن يخبرنا بأي شيء عن نشاطه الجهادي في "سرايا القدس", حيث كان ذو حس امني عالي وذو شخصية تتمتع بالسرية والكتمان".
 
صديق الشهداء
وأضافت, "كان "إسماعيل" متعلقاً جداً بأصدقائه ورفاق دربه لاسيما الذين أكرمهم الله ورزقهم الشهادة, حيث تأثر كثيراً باستشهاد صديقه ورفيق دربه في "سرايا القدس" الشهيد المجاهد "سعدي حلس" وتألم على فراقه جداً".
وأشارت إلى أن نجلها "إسماعيل" رحمه الله كان يبكي كثيراً على فراق حبيب قلبه "سعدي حلس" وكانت تصبره وتطلب منه أن يدعوا له بالرحمة والغفران".
وتابعت الأم المجاهدة حديثها قائلةً, "بعد استشهاد "سعدي حلس" رحمه الله أصبح "إسماعيل" يتوجه كثيراً على مقبرة الشهداء ويزور قبر رفيق دربه وصديقه "سعدي حلس" وقبور الشهداء الذين سبقوه إلى جنان الخلد والمجد".
وقالت والدة الشهيد " الكثير من الناس كانوا يخبروني بأن نجلي "إسماعيل" يذهب للمقبرة كثيراً ويقيس نفسه بالقبر, فحينما كنت أمازحه و أقول له "مستعجل على الموت" كان يرد بابتسامة ويقول "أسال الله أن يرزقني الشهادة في سبيله".
 
رؤية الشهادة
واستذكرت الأم الصابرة المحتسبة حينما رأت في المنام قبل عدة شهور أن نجلها "إسماعيل" قد أكرمه الله بالشهادة في سبيله", وأضافت ,"استيقظت من النوم وشكرت وحمدت الله عز وجل ولم أخبر إسماعيل بهذا الحلم".
وأشارت إلى أنها كانت تفرح حينما تسمع أصدقاء إسماعيل ينادوه بكنيته "أبو صهيب", وكانت دوما تقول له أريد أن أزوجك حتى يرزقك الله بصهيب ونفرح فيك ولكنه كان يرفض الزواج".
وعن يوم استشهاد "إسماعيل" تقول والدة الشهيد, "ليلة استشهاد "إسماعيل" استيقظت من النوم على صوت صراخ الجيران ولم أكن أدري ماذا يحدث, فحينما خرجت إلى الشارع ورأيت الشباب متجمعين بالقرب من المنزل راودني الإحساس والشعور أن "إسماعيل" قد أستشهد, فذهبت إلى الشباب أسألهم ما الذي يحدث فلم يخبروني وقالوا لي لا يوجد شيء فحينما حلفتهم في الله بأن يقولوا لي ماذا يحدث أجابوني قائلين أن إسماعيل ابنك قد أصيب فقولت لهم لا والله أن إسماعيل قد أستشهد".
 ÙˆØ£Ø±Ø¯ÙØª قائلة, "تلقيت خبر استشهاده بالزغاريد وحمدت الله وشكرته كثيراً وطلبت من شقيقاته بان لا يبكوا عليه وان يحتسبوه وبأن يصبروا لان الله أكرمنا بشهادته".
ووجهت أم الشهيد "إسماعيل العرعير" رسالةً لأمهات وعوائل الشهداء بأن يصبروا ويحتسبوا, ودعت الله عز وجل أن يربط على قلوبهم ويصبرهم على فراق أحبتهم".
 
فخر واعتزاز
بدورها قالت شقيقة الشهيد "إسماعيل العرعير" لمراسل "الإعلام الحربي", حينما كنت أرى "إسماعيل" كنت أستذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "كن في الدنيا كأنك غريب", حيث كانت حياة "إسماعيل" كالغرباء في الدنيا، ولا نراه بسبب انشغاله بعمله الجهادي".
وأضافت, "الحمد لله تلقيت خبر استشهاد شقيقي "إسماعيل" بكل فخر واعتزاز فشهادته وسام شرف لنا فليس هناك أعظم من أن نموت في سبيل الله شهداء.
وأردفت قائلة, "ربنا يجمعنا مع "إسماعيل" في الجنة وربنا يكرمني بأن يكون ابني استشهادي في سبيل الله مثل أخي إسماعيل لان الله يصطفي الشهداء اصطفاء وأرواحنا أمانة ولا نبخل بها على الله عز وجل".
 
مسيرة جهادية مشرفة
مراسل "الإعلام الحربي" أجرى حواراً مع "أبو مالك" أحد القادة الميدانيين بــ"سرايا القدس" بكتيبة حطين ليتحدث لنا عن أبرز المهمات الجهادية للشهيد المجاهد "إسماعيل العرعير", حيث قال, "كان إسماعيل رحمه الله في طليعة كل رد وانتقام على جرائم الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني".
وأضاف "أبو مالك", "وتميز الشهيد "إسماعيل" بحماسته وشجاعته وإقدامه في مقارعة العدو الصهيوني.
 
ومن أبرز المهمات والعمليات الجهادية التي شارك بها الشهيد المجاهد "إسماعيل العرعير":
• الرباط على الثغور الشرقية لمدينة غزة والحراسة في سبيل الله.
• يعد شهيدنا أحد فرسان وحدة الرصد والاستطلاع لـ"سرايا القدس", حيث كان يراقب ويرصد تحركات العدو الصهيوني.
• عمل شهيدنا في الوحدة الخاصة للسرايا بسبب تميزه والتزامه وحنكته العسكرية.
• يعد شهيدنا احد مجاهدي سلاح المدفعية لـ"سرايا القدس", وشارك بإطلاق العديد من قذائف الهاون على مغتصبات العدو الصهيوني والتي أدت لمقل وإصابة العديد من المستوطنين حسب اعتراف العدو.
• المشاركة في عملية كسر الحصار البطولية المشتركة مع ألوية الناصر صلاح الدين.
 
وأشار "أبو مالك" إلى أن الشهيد المجاهد "إسماعيل العرعير" كان رفيقاً للشهداء الأبطال (سعدي حلس وأدهم الحرازين ومحمد الحرازين و معتز قريقع ومرضي حجاج وسهيل جندية وعادل جندية وبلال العرعير).
 ÙˆÙ‚ال, "تأثر الشهيد "إسماعيل العرعير" كثيراً باستشهاد رفيق دربه وحبيب قلبه "سعدي حلس" وعاهد الله بأن يسير على خطاه وعلى دربه وها هو الآن يوفي بوعده ويلتحق بركب الأطهار والشرفاء".
وأضاف, "كنا نشاهد "إسماعيل" شهيداً يمشي على الأرض, فقد كان مجاهداً لا يعرف للراحة طعم ولم يترك أي جبهة مع العدو الصهيوني إلا جال وصال فيها".
وفي نهاية حديثه عاهد "أبو مالك" الله عز وجل بأن تحفظ السرايا عهد الشهيد "إسماعيل العرعير" وكل الشهداء وبأن تبقى على خطاهم ودربهم وبأن لا تحرف البوصلة عن مسار الجهاد والمقاومة".
 
 Ø±Ø­Ù„Ø© الخلود
قضى شهيدنا المجاهد "إسماعيل سلامة العرعير" نحبه شهيداً فجر يوم الثلاثاء الموافق 8/12/2011م أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة, حيث هم شهيدنا لإطلاق قذائف الهاون على آليات الاحتلال المتوغلة وباغتته طائرات الاستطلاع الصهيونية بصاروخ غادر مما أدى لارتقائه شهيداً على الفور ليلتحق بركب الأطهار والأخيار الذين سبقوه ولطالما تمنى لقائهم.

(المصدر: سرايا القدس، 12/12/2011)