رصد أوضاع الأسرى خلال أيام المنخفض الجوي

تابع مركز أسرى فلسطين للدراسات عن كثب أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال خلال الأيام الأربعة التي شهدت منخفضا حادا صاحبه أمطار شديدة وبرد قارس، حيث طالت آثاره السلبية الأسرى في السجون وأثرت عليهم بشكل كبير، وخاصة مع شح الملابس والأغطية الشتوية، وعدم مناسبة الكثير من السجون للحياة الآدمية وعدم توفر وسائل الحماية والأمان في عدد منها.
وقال الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر: بأن العديد من السجون تسربت إليها المياه لأنها غير مؤهلة وغير آمنة ولا تتوفر فيها سبل الحماية للأسرى، كسجن النقب التي تجمعت في أقسامه برك المياه ودخلت غرف الأسرى وخيامهم وتسببت في الكثير من الأضرار لهم، وأتلفت كمية من ملابسهم وأغرض الكنتين لديهم، في الوقت الذي كان شهد النقب إضراب لثلاثة أيام لأكثر من 60 أسيرا إداريا داخل السجن استمرار لمعركتهم ضد الاعتقال الإداري، فيما تسربت مياه الأمطار Ø£ÙŠØ¶Ø§ إلى غرف الأسرى في سجن عسقلان، حيث أن نوافذ الغرف مغطاة بالنايلون من الخارج، والذي تمزق بفعل الرياح الشديدة ودخلت المياه للغرف وبللت فرشاتهم وأغراضهم، مما تسبب في أزمة إنسانية لدى الأسرى، مع استهتار الإدارة بالأمر، وعدم تقديم العون للأسرى في هذا الظرف الخاص، ورفضت تقديم أغطية إضافية للأسرى تقيهم من البرد.
وأضاف الأشقر بأن سجن ريمون كذلك تسربت إليه المياه بكميات كبيرة، دفعت الأسرى إلى الطلب من ذويهم بعدم زيارتهم خوفا عليهم من الأوضاع السيئة، ولعدم استطاعتهم الخروج من الغرف نتيجة أوضاع السجن القاسية.
وفي سجن عوفر وخلال الأحوال الجوية العاصفة قامت الإدارة بقطع الكهرباء والماء عن السجن، بحجة الظرف الراهن، وماطلت لأكثر من 48 ساعة قبل إعادتها إلى الأسرى، فيما رفض مدير سجن عوفر شخصيا إدخال 1500 حرام وبطانية للأسرى لحمايتهم من البرد، وذلك بعد أن وافقت الجهات المختصة في سلطات الاحتلال على إدخالها بالتنسيق مع وزارة الأسرى وبرعاية الصليب الأحمر، أما في مركز حواره اشتكى الأسرى من البرد القارس في ظل عدم وجود الملابس والأغطية الكافية، حيث أنه مركز توقيف يعتبره الاحتلال محطة انتقال للسجون وبالتالي لا تهتم كثير بتوفير مستلزمات الأسرى في المركز.
وبين الأشقر بأن الأسيرات لم يسلمن من آثار ذلك المنخفض، حيث أن سقف الغرف متهالك ويسرب مياه من أعلى على الأسيرات مما حرمهن النوم، كذلك فإن الجدران رطبة وتسمح بمرور الماء عبرها إلى داخل الغرف، والطريقة الوحيدة لإخراجها هو بل قطع قماش بالماء وعصرها في إناء بلاستيك، وهذا العمل احتاج لعدة وقت طويل نظرا لاستمرار هطول المطر لأيام، كما تحرم الإدارة الأسيرات من وسائل التدفئة والأغطية الإضافية، والمياه الساخنة.
وفي سجن نفحة الصحراوي اشتكى الأسرى من شدة البرودة نظرا للأوضاع الصحراوية المعروفة ببرودتها القارسة، ولم يستطيع الأسرى الخروج إلى الفورة طوال الأيام الماضية نظرا لأنها السقف من الشبك ويسمح بمرور المياه التي غمرت ساحة الفورة.
وناشد الأشقر المؤسسات الدولية بضرورة التدخل العاجل لحماية الأسرى في سجون الاحتلال من أضرار التقلبات المناخية والتي كانت لها آثار كارثية عليهم، في ظل انعدم المقومات الأساسية للحياة داخل السجون، واستهتار ادارة السجون بحياتهم.

(المصدر: أسرى فلسطين، 15/12/2013)