أبناء الأسرى يفتقدون لدفء الآباء في ظل البرد والشتاء

على الرغم من قساوة المنخفض الجوي الذي ضرب الأراضي الفلسطينية خلال اليومين الماضيين، إلا أن المواطن أبو حسني الصرفيتي من سكان مدينة غزة، كان يشعر بما أشد من برودة الطقس والصقيع، وغزارة الأمطار التي انهمرت على منزله وغمرته وسببت أضراراً فيه.
فالصرفيتي، الذي تضرر بفعل المنخفض الجوي، كان منشغلاً بنجله علي (34 عاماً) الذي يقبع في سجن نفحة الصحراوي، والمحكوم لمدة 16 عاماً، والذي لم يتبق سواه بعد استشهاد نجليه (محمد وحسني).
الأسير علي الذي اعتقل بتاريخ 7-7-2002، تنقل خلالها بين عدة سجون أبرزها نفحة، عسقلان، الرملة، والنقب الصحراوي، في ظروف إنسانية وصحية صعبة.
ويقول الصرفيتي: "رغم تعرضنا لمنخفض شديد وقوي، إلا أن حياة أبنائنا في سجون الاحتلال كانت تسيطر على تفكيرنا، في ظل الظروف القاسية التي يعانون منها في سجون الاحتلال".
ويضيف: "دوماً أفكر كيف لنا كمواطنين نسكن في بيوتنا ألا نحتمل برد الشتاء القارس رغم وجود أغطية وفراش وملابس شتوية ثقيلة، في حين يعيش أولادنا في السجون في أوضاع أصعب مما يتخيله الإنسان".
وأوضح والد الأسير "علي"، أن الأسرى في السجون يعانون أمراض عدة ويشتكون من نقص كبير في الملابس الشتوية والأغطية.
وبين، أن المؤسسات الدولية الحقوقية، رغم كثرة المطالبات الحثيثة لها بتحقيق مطالب أهالي الأسرى، لا تعط ردود ايجابية لهم.

(محمد وصالح وشيماء) لا تتجاوز أعمارهم الـ 10 أعوام، يشعرون بالبرد القارس، وبأقسى من ذلك، فهم يحتاجون في هذه الأيام لدفء والدهم الأسير "رامي العيلة" من سكان حي الدرج بمدينة غزة، الذي يقبع في سجن ريمون ومحكوم لمدة 17 عاماً.
محمد نجله الأكبر والبالغ من العمر 10 سنوات، يقول: "شعرنا بالبرد خلال المنخفض، ولكني كنت أفكر في أبي الذي لم أتمكن من زيارته أو رؤيته، فكنت أقول في نفسي هل هو بردان والمطر بنزل على غرفهم في السجن".
محمد حزين لأن شقيقته شيماء (8 سنوات) وأخيه الأصغر صالح (5 سنوات) تمكنا من زيارته، لكنه يستدرك الأمر ويضيف: "بطمئن عليه من ماما وإخواني، وإن شاء الله بيطلع من السجن وبقدر أشوفه".

يُشار، إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال يعيشون أوضاع إنسانية صعبة، في ظل نقص الملابس الشتوية والأغطية، فضلاً عن معاناة المئات من الأسرى المرضى.

(المصدر: فلسطين اليوم، 16/12/2013)