شرعت مدينة القدس المحتلة وخاصة بلدة العيساوية التي أنجبت الأسير سامر العيساوي صاحب أطول إضراب عن الطعام في تاريخ الحركة الأسيرة؛ بالتحضير والاستعداد لاستقبال أسيرها، اليوم الاثنين، بما يليق ببطولاته وتضحياته، التي جمعت جميع ألوان الطيف في بوتقة التضامن مع الحركة الأسيرة ونصرتها.
وما أن تدخل بلدة العيسوية, ترى اليافطات والكتابات والشعارات المرحبة، وصور العيساوي الكبيرة والزينة ذات الألوان المختلفة، عدا عن رؤية الابتسامة على وجوه أهالي البلدة،وخاصة عائلة العيساوي المناضلة.
وتنتظر عائلة الأسير سامر العيساوي وكافة أهالي بلدة العيسوية بلهفة وصبر عودة سامر بينهم قادما من سجن "شطة" الصهيوني سيئ الصيت والسمعة، بعد أن أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجدداً يوم 7 يوليو/ تموز العام الماضي، بحجة عدم التزامه بشروط الصفقة كعادتها في التنصل من وعودها واتفاقياتها.
وفي محاولة للتنغيص على المقدسيين وعائلة العيساوي، اقتحمت قوة معززة من جنود ومخابرات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، وقبل يوم واحد من الإفراج عن الأسير العيساوي،منزل عائلته ببلدة العيسوية وسط القدس المحتلة واستدعت والده وشقيقه إلى مقر المخابرات.
وعن الاستدعاء، قال مدحت شقيق الأسير سامر، إنه "استدعى والده، لأجل الاستعدادات التي تجري على قدم وساق من قِبل الأهل والبلدة لاستقبال الأسير سامر الاثنين".
وتثمن المحامية شيرين العيساوي شقيقة الأسير سامر كل من آزره في محنته ووقف مع العائلة وناصر الحركة الأسيرة، مبينة أن المنزل عامر منذ صباح اليوم بأصدقاء سامر وأحبائه وجيرانه، وهم يتوافدون بانتظار تحرره وتنسمه عبق الحرية وعودته إلى حضنه الدافئ قرب المسجد الأقصى.
وتعتبر المحامية شيرين شقيقة الأسير سامر وهي أسيرة محررة، وكانت قد تعرضت لألوان من عذاب الأسر, أن يوم الاثنين سيكون يوم الفرحة الكبرى للعائلة، إلا أنها تضيف بأنها وعلى الرغم من ذلك تبقى فرحة منقوصة لوجود آلاف الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وكل جريمتهم حبهم لفلسطين.
ووسط الفرحة تتحدث شيرين عن انجاز شقيقها الأسير، وتقول "سامر وبإضرابه الشهير كسر القانون الذي وضعه الاحتلال من أجل إعادة اعتقال الأسرى المحررين ضمن صفقة الأحرار، حيث رفض الإبعاد إلى الضفة أو غزة أو الخارج وأصر على العودة إلى القدس المحتلة حضنه الدافئ".

وتابع: "انتصار سامر ليس فقط له وللحركة الأسيرة، وإنما هو انتصار قانوني، حيث إن المحامين في المحاكم يستفيدون من هذه السابقة القانونية بما يتعلق بالأسرى المحررين الذين أعيد اعتقالهم".
يشار إلى أن العيساوي كان قد اعتقل بعد أن تم الإفراج عنه في صفقة "وفاء الأحرار".

(المصدر: أسرى فلسطين، 22/12/2013)