الأسير "كمال قتلوني".. من التجهيز لفرحه إلى الأسر وزنازين مجدو

كانت العائلة وابنها يستعدون لتشييد منزل له تمهيداً ليكمل نصف دينه ويتزوج، بعد أن انتهى من عناء الدراسة الجامعية، لكن التجهيزات لم تتم وتعثر مشوار الزواج والخطوبة في هذه المرة بسبب اعتقال الابن (كمال) على أيدي سلطات الاحتلال.
الأسير الشاب كمال حسام الدين لطفي قتلوني، ولد بتاريخ 15/1/1989 في مدينة نابلس، نشأ في حارات وزوايا نابلس معروفاً بين جميع الناس بلطفه وجمال خلقه وهدوئه ووضوحه وبساطته، وعندما اعتقل كمال تأثر الجميع بأمر اعتقاله، وتمنوا له الرجوع العاجل وإتمام فرحته وفرحة أهله التي تعثرت.
تكرار معاناة عائلة الأسير كمال قتلوني في الاعتقال، وزاد حزنها الشديد على تعثر فرحتها بكمال الذي أنهى دراسته الجامعية قبل أشهر ونال شهادة البكالوريوس في الاقتصاد الإسلامي من جامعة النجاح الوطنية.
تقول أم مصعب، والدة الأسير "كمال قتلوني"، وهي حزينة على كمال الذي حوله الاحتلال ومنذ اعتقاله بتاريخ 28/10/2013 للاعتقال الإداري: "كمال فرحتي التي كنت أعد لها أنا ووالده، وكنا ننتظر فرحة تخرجه حتى نخطب له ونزوجه، فقد ذقنا العذاب الكثير جراء تكرار اعتقالات الأبناء في العائلة، وكنا نظن أنه جاء وقت الفرح به، وأنه قد آن لإبدال الحزن فرحاً وسعادة، لكن الاحتلال باعتقاله لكمال نغص علينا كل ذلك.
وتضيف أم مصعب قائلة: "في الليلة التي اعتقل فيها كمال، كنا جميعاً نيام عندما اقتحم الجنود منزلنا في وقت متأخر من الليل، وحاولوا تفجير الأبواب لكننا استيقظنا على أصواتهم وفتحنا لهم الأبواب، فطلبوا منا أن يحضر جميع الأبناء ومعهم هوياتهم، ثم اعتقلوا كمال من بين أبنائي وعطلوا فرحنا".
وتشير أم مصعب، والتي تعرض زوجها وجميع أبنائها للاعتقال لدى الاحتلال لفترات مختلفة، وقضى كل منهم مدة في الاعتقال الإداري، إلى أنها تعيش الواقع القديم (واقع السجون والزيارات وعذابات الأسر).
ولقد كان الأمر الأكثر وقعاً في قلوب عائلة الأسير كمال قتلوني، هو تحويله للاعتقال الإداري لمدة ثلاثة أشهر مع شابين آخرين جرى اعتقالهما في تلك الليلة، دون توجيه أي الكلام والتهم إليهم، وتحويلهم إلى سجن مجدو.
وتؤكد عائلة الأسير، أنها وحتى الآن لم تتمكن من رؤيته أو زيارته، بسبب التشديدات التي يضعها الاحتلال أمام ذوي الأسير الفلسطيني المعتقل في بداية الاعتقال، وأنها لم تتمكن من إدخال الملابس والطعام والحاجات الأساسية له في الأسر، وهي إجراءات خانقة يفرضها الاحتلال على أهالي الأسرى.

كما أكد فؤاد الخفش مدير مركز أحرار، أن مصعب والذي شارك في إضراب الأسرى الإداريين الأخير، جرى عزله ومجموع من الشبان مؤخراً في الزنازين في سجن مجدو، عقاباً لهم لاستمرارهم في الإضراب، وامتناعهم من حضور المحاكم وعيادات السجن.
ولقد شكل اعتقال كمال فتحاً لجراح العائلة التي اعتقل جميع أبنائها، وكانت المناسبات والأفراح والأعياد تتم إلا وأحد منهم يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني، الذي يهدف إلى انتزاع أي مظاهر للفرح من أي بيت فلسطيني، حيث لا يكاد يخلو أي بيت من وجود أسير أو أكثر فيه.

(المصدر: مركز أحرار، 24/12/2013)