الأسر والمرض والحرمان يلاحق عائلة الأسير المعاق جمعة أبو جبل

لم تكن الطفلة ماريا أبو جبل ذات الستة أعوام والتي تعاني من مرض سرطان الدم قد أطلت على الدنيا حين أقدم أحد قناصة الاحتلال على إصابة والدها لحظة خروجه لشراء الخبز خلال اجتياح مخيم جنين في نيسان عام 2002، ليعود إليهم بعد عام ونصف من الاعتقال مبتور الرجل اليسرى.
وبدأت معاناة عائلة الأسير جمعة سعد خليفة أبو جبل (46 عاما) من مخيم جنين والذي يعاني من بتر ساقه اليسرى ووجود رمل في كليتيه، حيث أمضى (4 أعوام) في سجون الاحتلال خلال (5 اعتقالات).

إصابة واعتقال
عائلة الأسير أبو جبل لا زالت تتذكر ذلك اليوم الذي خرج فيها معيلهم بين طلقات المدافع وأزيز الرصاص لجلب ما يقتاتون عليه، وتقول زوجة أبو جبل للتضامن: "خلال اجتياح مخيم جنين خرج زوجي بتاريخ 8/4/2002 ليشتري لنا الخبر، وفي طريق عودته إلى البيت عاجله أحد القناصة فأصابه في قدمه اليسرى، وبعد ذلك أحاط به مجموعة من الجنود واعتقلوه بعد أن فقد القدرة على الحركة".
وتضيف: "اقتاده الجنود إلى منطقة جبلية تسمى حرش السعادة، وهناك حققوا معه ميدانيا وأخذوا يعذبونه من خلال القفز على صدره وهو مصاب، واستمر على هذا الحال 3 أيام متواصلة، قبل أن ينقلوه إلى مستشفى العفولة".

عملية دون تخدير
وتؤكد الزوجة أبو جبل بأن الأطباء في المستشفى أخبروه بأنهم سيجرون له عملية قطع ساقه المصابة من أسفل الركبة، وبعد إجراء العملية تفاجأ بقيامهم بقطعها من أعلى الركبة، مشيرة إلى أنهم أجروا له العملية وهو مقيد الرجل اليمنى واليدين ودون تخديره، مما سبب له آلاما شديدة وصراخا متواصلا، ومن ثم مكثف في مستشفى العفولة (20 يوما) قبل نقله إلى مستشفى الرملة وهناك ركبوا له طرفا صناعية".

اعتقالات متلاحقة رغم الإعاقة
لم يألُ الاحتلال جهدا في ملاحقة واعتقال المرضى والمعاقين تحت أي ظرف من الظروف، حتى غدا الجرحى والمقعدون هدفا مشرعا على الدوام.
وتكمل زوجة أبو جبل سرد حكايتها: "مكث زوجي في هذا الاعتقال (18 شهرا) أمضاها في الحبس الإداري دون توجيه أي تهمه بحقه لمجرد أنه كان يسير في أزقة المخيم لحظة الاجتياح الكبير".
وتتابع: "بعد الإفراج عنه تلاحقت الاعتقالات بحقه ليعاد اعتقاله للمرة الثانية في عام 2004 أي بعد 3 أشهر فقط من الإفراج عنه، ثم ما لبث الاحتلال أن أعاد اعتقاله للمرة الثالثة في شهر تشرين أول عام 2012، قبل أن تعاود اعتقاله للمرة الرابعة بتاريخ 9/12/2013 حيث يقبع اليوم في سجن مجدو بانتظار المحاكمة"، مشيرة إلى أنه أمضى ما مجموعه (4 أعوام) بالإضافة للاعتقال الأول مطلع التسعينات وجميعها كانت بتهمة الانتماء لحركة حماس".

الأوجاع تتسابق نحوهم
وتحتار الزوجة في سرد القصص التي تخبئ في طياتها الآلام، حتى أنها لم تعد تتذكر من أين تبدأ، فكانت معاناة الطفلة الصغيرة هي رائدة الموقف.
وبهذا الشأن تحدثت زوجة أبو جبل: "استمر العلاج الكيماوي لماريا التي تعاني مرض سرطان الدم قرابة سنتين، وفي الفترة الأخيرة شعرنا بتحسن طفيف طرأ على حالتها، ولكن بعد اعتقال والدها الأخير وما رافقه من اقتحام وحشي لمنزلنا عادت وتراجعت حالتها الصحية والنفسية" .
وتضيف: "بناتي الكبار في سؤال دائم عن الحالة التي وصلنا لها من اعتقال متكرر لوالدهن رغم إعاقته، ومرض أختهن الصغيرة وغياب المعيل.
وتشير إلى أن ابنها البكر عصام (19 عاما) ترك مقاعد الدراسة والتحق بسوق العمل لإعالة أسرته المكونة من (5 إناث) وولدين ذكور، لافتة إلى أن الأسرة تعتاش على راتب زوجها الذي يتقاضاه عوضا عن جرحه وإعاقته.

(المصدر: مؤسسة التضامن، 24/12/2013)