نعيم الشوامرة.. الحرية التي بقيت أسيرة المرض

من بين 1000 أسير مريض في سجون الاحتلال كان اسم المحرر نعيم الشوامرة قد ورد في قائمة الدفعة الثالثة من صفقة المفاوضات التي تعطي الحرية لأسرى ما قبل أوسلو الذين وعدوا بها قبل 20 عاما، حيث إن الشوامرة من دورا جنوب الخليل تحرر من القيد ولكنه يعيش معاناة خلفتها الأصفاد والزنازين انعكست على أجواء فرحة اتضح أنها منقوصة وارتسمت على وجه والدته.

لم يكتمل الحلم
وتختلط الزغاريد وأصوات المهنئين مع دموع فرحة بحرية وأخرى حزينة على حالة الشوامرة الصحية، فلم تُرى الحرية إلا في وجهه ولم يعبر عنها بلسانه إلا في أوقات محددة نظرا لتفاقم حالته الصحية حتى تخلصت والدته من عبارة أناشدكم للتدخل والإفراج عنه، وبقيت تلازمها عبارة "عالجوا لي ولدي".
وتقول والدة المحرر الشوامرة: "أنا فرحة جدا بأنه تحرر ولكنني ما زلت خائفة بل وازداد خوفي لأنني لا أثق بالاحتلال كونه أفرج عنه، فهذا يعني أن حالة ابني خطيرة جدا وبحاجة لعلاج قبل فوات الأوان وأطالب أصحاب الضمائر بفورية التحرك كي تبقى دموع الفرحة ولا تتحول إلى دموع حزن ويرتاح قلبي لعلاجه الذي وعدنا به".
وتضيف الشوامرة بأن حالة نجلها في ترد واضح وأنه يخسر من وزنه يوميا ويصعب عليه النطق والوقوف لمدة طويلة؛ وهذا يتطلب أن يكمل المعروف بعلاجه كي يتذوق الحرية بكل معنى الكلمة بعد غيابه عن عائلته طيلة تلك السنوات.
من جانبه، يقول الحاج نبيل شقيق المحرر الشوامرة: "ما زالت حالته الصحية صعبة نظرا لإصابته بضمور العضلات والتقارير الطبية أثبتت ذلك وأجرى فحوصات أكدت ذلك، حيث إنه متعب جدا ويعيش حالة هزال وإرهاق ونقصان مستمر في الوزن وصلت إلى أن يخسر من وزنه 20 كغم، ونريد أن يعالج في الخارج نظرا لعدم وجود علاج له في الضفة الغربية ونسعى لإكمال هذا الملف".
ويضيف الحاج الشوامرة بأن صدمة عمت العائلة بعد رؤيته عقب تحرره لأن نعيم الذي اعتقل ليس هو المفرج عنه الآن بسبب ما ألم به من مرض جراء الاعتقال والإذلال، ورغم ما يعانيه إلا أنه فضّل رؤية المواطنين والمهنئين له على العلاج الذي يجب أن يخضع له مباشرة.

أوجاع مستمرة
ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 1000 أسير مريض بمختلف الأمراض من بين خمسة آلاف أسير، حيث إن من بين المرضى 25 أسيرا يعانون السرطان بأنواعه، بالإضافة إلى مقعدين عن الحركة ومصابي أمراض السكري وضغط الدم وآلام الظهر والمفاصل والالتهابات.
وتسجل آخر حالة للعام 2013 ما جرى مع الأسير وليد غيث من الخليل الذي تعرض لنوبة قلبية، وكان قبله المحرر حاتم عمرو الذي احتاج لعملية القلب المفتوح فرفض أن تجرى له في السجون نظرا للإهمال الطبي المتبع بحق الأسرى، ونظرا لخطورة صحته أفرجت عنه قوات الاحتلال قبل شهرين.
ويقول المحرر في صفقة المفاوضات الأخيرة ياسين أبو خضير: "الأسرى المرضى نتألم لاستمرار معاناتهم مع المرض في سجون الاحتلال وتحت سياط الإهمال الطبي المتعمد، فالتحرك الموحد والجاد هو الوسيلة الوحيدة لإنقاذهم ولا تكتمل فرحتنا بالتحرر إلا بإطلاق سراحهم".
ويسجل في عام 2013 استشهاد الأسرى المرضى حسن الترابي في 5 نوفمبر وأشرف المسالمة في 21 يناير بعد تحرره بأيام والأسير ميسرة أبو حمدية في 2 نيسان بالإضافة إلى تدهور صحة العديد من الأسرى بينهم محمود أبو صالح من الخليل ومعتصم رداد من طولكرم وغيرهم العشرات.
ويسدل الستار على عام نزف فيه جرح الأسرى المرضى على عتبات عام 2014 بتحذيرات حقيقية من فقدان آخرين عاشوا ألم القيد والمرض.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 2/1/2014)