الشهيد المجاهد معين أكرم سلمي: فارس ساحات الوغى

ميلاد مجاهد
ولد شهيدنا المجاهد معين أكرم سلمي بتاريخ 25/10/1974م، حيث عاش في أحضان أسرة ملتزمة جعلت من الاسلام العظيم شعارها الخالد وكتاب الله وآياته المحرك الأساس لها في حياتها وهو ما صاغ جوانب حياة شهيدنا بالشكل الذي يرضاه الله عز وجل.
وتعود جذور أسرة شهيدنا إلى مدينة غزة الصامدة في وجه كل المحن والتحديات والصابرة على كل الابتلاءات.
تلقى شهيدنا تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس حي الزيتون بغزة، قبل ان يلتحق بسوق العمل مبكرا حيث عمل بجانب والده في حرفة البناء لمساعدته في إعالة أسرته خاصة وأن شهيدنا هو بكر والديه اللذين حرصا على تلقينه المعاني الحقيقية للانتماء للإسلام العظيم، فكان يتمتع منذ نعومة أظفاره بحسن الخلق والالتزام الديني والأخلاقي. 

خلق وإيمان وطاعة
وفي الحي الذي ترعرع فيه شهيدنا ÙˆØ¹Ø§Ø´ سنوات طفولته وشبابه تحدث العديد من جيرانه عن أخلاقه العالية وتدينه والتزامه منذ نعومة أظفاره في رحاب المساجد وحلقات حفظ القرآن، فكان شهيدنا من الشباب الملتزمة بصلاة الفجر في جماعة كما كل الصلوات، كما كان رحمه الله مطيعاً لوالديه باراً بهما يساعدهم ويخفف عنهم أحزانهم من خلال إدخال البهجة والسرور إلى نفوسهم من خلال إضفاء جو المرح داخل بيت عائلته. 
كما تحلى شهيدنا معين بأهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها المجاهد الصادق كعدم الثرثرة ومخاطبة الناس على قدر عقولهم، ومقابلتهم بوجه بشوش، بالإضافة إلى ما كان يتمتع به من شجاعة وصلابة في الموقف فيما يتعلق بالإسلام والقضية التي من أجل عدالتها ارتقى آلاف الشهداء.

فارس الجهاد
تعرف شهيدنا منذ نعومة أظفاره على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فكان أحد أبنائها المخلصين الذين عاشوا المراحل الأولى لتطور وارتقاء الحركة الجهادية الطليعية، فكان طليعيا بكل ما تحمله الكلمة، كيف لا وهو من عاصر اللحظات الأولى لميلاد وبزوغ فجر حركة الجهاد الإسلامي على يد الدكتور المعلم الشهيد القائد فتحي الشقاقي، مؤسس الحركة الجهادية الرائدة في فلسطين، حيث تلقى شهيدنا العديد من الدروس وشارك في حضور العديد من الجلسات الفكرية التي حملت في طياتها إرهاصات ميلاد الحركة.
وشارك شهيدنا بقوة في فعاليات الانتفاضة الأولى خاصة في المواجهات التي كانت تشهدها شوارع غزة، ومع انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة، وبدء إعادة تشكيل الجهاز العسكري للحركة سرايا القدس، حظي شهيدنا بشرف المشاركة في تكوين الخلايا الأولى للسرايا القدسية.
ويقول رفيقه أبو طارق: "تميز معين منذ طفولته بإقدامه وشجاعته في سبيل الله، وحرصه الشديد على الشهادة، حيث كان يبحث عنها في كل معركة ونزال، ويتحدث عن شوقه للجنان، فقد صدق الله فصدقه.
ويضيف: "تميز الشهيد معين بروحه القيادية وقدرته على توجيه الشباب المجاهدين أثناء المواجهة مع العدو لقرار الصواب نظراً لخبرته الطويلة في التصدي للاجتياحات المتكررة لحي الزيتون".
وعلى الرغم من إصابة شهيدنا في منطقة الظهر والحوض أثناء تصديه لاجتياح حي الزيتون في عام 2002 إلا أنها لم تمنعه من مواصلة طريق الشوكة، لينتقم من هذا العدو ويلقنه طعم الهزيمة في اجتياح حي الزيتون عام 2004Ù… Ø­ÙŠØ« تمكن شهيدنا من تفجير عدة عبوات ناسفة في الجنود الصهاينة والاشتباك المباشر وجهاً لوجه مع تلك القوات المهزومة التي فرت مذعورة Ø£Ù…ام بسالة وشجاعة مجاهدينا.

استشهاده
مع بدء العدوان الصهيوني وما أطلق عليه بعملية "الرصاص المصبوب"، وفي يوم 7/1/ 2009م وأثناء رباط شهيدنا ورفاقه الشهيدين (محمد اشتيوي، محمود فتوح) من مجاهدي سرايا القدس، على الثغور من حي الزيتون، قامت قوات الاحتلال بإطلاق قذيفة تجاههم، ليلقى شهيدنا ورفاقه نحبهم نحو وعد الله فإلى جنان الخلد أيها الشهداء الأطهار بإذن الله.

(المصدر: سرايا القدس، 7/1/2009)