المحرر سامر أبو عياش.. وحكاية 11 عامًا في الأسر

لم تكن السنوات الأحد عشر التي قضاها الأسير المحرر سامر أبو عياش (29 عامًا) من مخيم بلاطة، سهلة أو سريعة المرور بحياته، فقد تخللها محطات ومواقف, جلّها حزين مؤلم، كان أبرزها استشهاد أخيه، واعتقال إخوته، وهدم منزل العائلة مرتين، وحرمان من لقاء الأهل، ومرض مستفحل ألمّ بجسده الغض.
مواقف وحكايات تخللها حديث أبو عياش وهو يتلقى التهاني بالإفراج عنه قبل أيام، كان أقساها ورود نبأ استشهاد شقيقه عامر بعد قرابة الخمسة أشهر من اعتقاله، وكان حينها يقبع في سجن عسقلان.
ويقول سامر: "سمعت عن عملية استشهادية في التلفاز وفي السجن، وبدأت تتسرب الأنباء عن منفذها، وهو شقيقي عامر، وتأكد ذلك من خلال زملائي بالسجن ومن ثم من عائلتي عند لقائي بهم".
وكان أبو عياش - وهو من أسرة فلسطينية مكونة من سبعة أشقاء، تنحدر من عشيرة الجماسين، قد اعتقل بتاريخ 14-1-2013م، وحكم عليه بالسجن حينها أحد عشر عامًا، وهو أحد الأسرى المرضى الذين عانوا الأمرين نتيجة إصابته بمرض فقر الدم الناتج عن خلل وظيفي بالطحال.
وعن مرضه في السجن يقول: "ما ضاعف معاناة اعتقالي هو مرضي، ورفض سلطات الاحتلال إجراء عملية لعلاجي رغم حديث الأطباء المتكرر عن حاجتي لهذه العملية".
وتابع: "زرت المستشفيات الصهيونية (200 مرة) منذ اعتقالي، ومنذ ظهور هذه لمشاكل الصحية بالطحال، غير أن هذه الزيارات كانت كلها شكليات لا تسمن ولا تغني من جوع فلا علاج ولا خدمة صحية تشفي العليل، بل إن نقل المريض في البوسطة - وهي سيارة نقل الأسرى - تجعل الصحيح سقيمًا".
 
معاناة العائلة
ولم يسلم منزل العائلة من القمع والهدم؛ حيث أشار الأسير المحرر إلى أن منزل العائلة تعرض للهدم الجزئي مرتين، الأولى عند تنفيذ شقيقه الشهيد عامر عمليته الفدائية، والثانية عند اعتقال شقيقه الأكبر هيثم، وفي إحدى المرات التهمت النيران كافة محتويات المنزل جراء عملية الهدم والتفجير.
لم تقتصر معاناة الاعتقال على سامر وحده؛ حيث اعتقل شقيقه مجدي وأمضى ثلاث سنوات بالأسر، وهاني أمضى عامين، ومحمد سنة ونصفا بعد أن أصيب بشظية في يده، وجهاد أربع سنوات، ثم أعيد اعتقاله مرة ثانية.
ولمضاعفة معاناة الأخوة الأربعة وعائلتهم خلال فترة اعتقالهم، منعت سلطات الاحتلال التقاءهم وجمعهم في مكان واحد، تحت مبرر الدواعي الأمنية؛ حيث تصادف في إحدى الأوقات وجود الأشقاء الأربعة في الأسر.
وعن أكثر لحظات الأسر صعوبة يقول سامر: "أقسى اللحظات تلك التي كنت أشعر فيها بمدى الألم الذي عانته أمي وهي تلاحق زياراتي أنا وأخوتي في سجون الاحتلال، فكانت تضطر لزيارتنا في سجون مختلفة من أقصى الجنوب لأقصى الشمال".

أحزان وأفراح
وخلال سنوات الاعتقال فقد سامر العديد من أقاربه فقد توفيت عمتان له وخالة والعديد من أبناء خاله والجيران والأقارب, وكان يعرف ذلك في زيارات الأهل وكان شديد التأثر لحرمانه من التواجد في تلك المناسبات.
كما حرم من محطات الفرح، فقد تزوج شقيقه محمد ورزق بطفل، وآخر اقترن بخطيبته، كما تزوج العديد من أقرانه وأنجبوا أطفالاً، ولم يتمكن من معايشة لحظات فرحهم.
وتنقل أبو عياش في غالبية سجون الاحتلال باستثناء سجني هداريم في الشمال وعوفر وسط الضفة المحتلة، كما عاش فترات في سجن معبار الرملة وسجن الرملة، ÙˆØ¹Ø§ÙŠØ´ أسرى مرضى كان أبرزهم يسري المصري وأشرف أبو ذريع.

(المصدر: المركز الإعلامي، 17/1/2014)