طفل يرسم بريشته معاناة الأسرى.. وأمهات يحلمن بعناق أبنائهن

اختطفت رسومات الطفل محمد قريقع (12 عامًا)، أنظار المشاركين في اعتصام أهالي الأسرى الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب مدينة غزة.
وجلس الطفل قريقع في خيمة الاعتصام، يرسم لوحات فنية تجسد معاناة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال وخاصة المرضى منهم، في محاولة للفت أنظار العالم تجاه معاناتهم المتفاقمة تدريجيًا جراء ممارسات الاحتلال الصهيوني التعسفية بحقهم.
وتوسط الطفل عددًا من أهالي الأسرى الذين حاولوا إقناعه برسم صورة لأبنائهم الأسرى في سجون الاحتلال، علها تجد سبيلاً في إيصال رسالة أبنائهم المعتقلين.
ويشير قريقع، إلى محاولاته لفت أنظار العالم لنداءات الأسرى المتكررة لإنقاذهم من جرائم الاحتلال المتواصلة بحقهم، في ظل صمت عربي ودولي، من خلال الرسم داخل مقر اللجنة الدولية.
ويؤكد الطفل أنه لن يتوقف عن رسم معاناة الأسرى بريشته حتى تصل رسالته ورسالة الأسرى إلى كافة المعنيين، للضغط على سلطات الاحتلال من أجل إطلاق سراح الأسرى المرضى من السجون، والتخفيف عن معاناة زملائهم.

تداخل المشاعر
وبالقرب من الطفل قريقع، وقفت صبحية غباين والدة الأسيرة رائد غباين، الذي اعتقلته سلطات الاحتلال من منزله في منطقة العطاطرة شمال غرب قطاع غزة، قبل قرابة 6 أعوام ونصف العام بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي.
وتدعو أحرار وشرفاء العالم للوقوف إلى جانب الأسرى والتخفيف من معاناتهم والضغط على الاحتلال لإجبار إدارة السجون على وقف جرائمها المرتكبة بحقهم.
وتؤكد غباين التي احتضنت صورة نجلها ودموع الشوق تنساب على وجنتيها، أن مشاعر الفرح التي اجتاحتها أثناء زيارة نجلها داخل سجون الاحتلال، كانت مختلطة بمشاعر الحزن لعدم مقدرتها على احتضانه بين ذراعيها وتقبيله.
وتحلم هذه الأم كغيرها من أمهات وزوجات الأسرى بيوم الإفراج عن نجلها، ورؤية نجلها أمام عينيها يتنفس عبق الحرية، بعد أن ضاقت به الحال هو وزملاؤه الأسرى جراء تحكم إدارة السجون بهم وفرضها غرامات مالية والاعتداء عليهم بشكل مستمر.
وتشدد غباين على أنها ستواصل المشاركة في الفعاليات التي ينظمها أهالي الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر في غزة، حتى إنهاء معاناة نجلها "رائد" وكافة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.
وتجلس أم سامي أبو عمرة والدة الأسير محمود أبو عمرة، إلى مقربة من والدة الأسير غباين، وتبدو مظاهر الحزن والأسى جليةً على تقاسيم وجهها الذي أحرقه الشوق واللهفة للقاء نجلها.
وتشير إلى عدم تمكنها من زيارة نجلها المعتقل خلف القضبان، عدا مرة واحدة أي نهاية العام المنصرم، وتأمل أن يأتي موعد الزيارة الثانية في 3 فبراير المقبل كي تطمئن عليه، لاسيما وأنه يعاني من مشاكل في السير.
وتلفت أبو عمرة النظر إلى معاناة نجلها من قصر في رجله اليمني، بعد أن تعرض لإصابة أثناء اعتقاله، ولم يقدم له الاحتلال العلاج اللازم عدا بعض الأدوية والمسكنات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 20/1/2014)