الأسير ساهر سالم.. تغييب وحرمان عن فرحة زواجه 14 عاما

كثيرا من حالات الاعتقال التي يمارسها الاحتلال ضد العشرات من المواطنين في الأراضي الفلسطينية، كانت سبباً في تعثر الأفراح وتأجيلها لسنوات طويلة، وهو بالفعل ما حصل مع الأسير ساهر محمد خلف سالم 35 عاماً، من بلدة الشواورة قضاء مدينة بيت لحم، حيث اعتقل ولم يتبقى على زفافه سوى قرابة شهرين.

قصة الاعتقال بدأت باختفاء ساهر
تقول دلال درعاوي، خطيبة الأسير ساهر سالم، والتي كانت تنتظر نتيجة الثانوية العامة وتجهز لزفافها الذي سيكون بعد شهرين، بينما يقوم الاحتلال الصهيوني باعتقال خطيبها في مدينة القدس مع ثلاثة آخرين: "كان خطيبي ساهر يعمل موظفا في السلطة الفلسطينية، وكان يتنقل في جميع المدن، وأخبرنا ذات يوم إن عمله سيكون في مدينة القدس".

لحظات الاعتقال داهمت وغيبت لحظات الفرح
وتكمل: "بعد قرابة أسبوع من غياب ساهر في القدس، كنت على موعد مع صدور نتيجتي في الثانوية العامة، ونجحت بفضل الله، وكنت أنتظر خطيبي ليأتي إلينا للمنزل ونتشارك الفرحة سويا، لكنه لم يأتي.. وغابت عنا أخباره قرابة 10 أيام، لنتفاجأ بخبر اعتقاله من قبل جنود الاحتلال بتاريخ 18/7/2003 من منطقة جبل المكبر في مدينة القدس، بعد محاولة المجموعة خطف جنود صهاينة، وتم نقله فيما بعد إلى مركز تحقيق المسكوبية".
لم تدرك دلال ماذا حصل لها في ذلك الوقت بعد اعتقال خطيبها، سوى: "إن الزفاف تأجل لموعد غير معروف... وإن فرحة نجاحها بالثانوية العامة غابت، وإن خطيبها يتعرض للتحقيق والتعذيب.. في زيارتها الأولى له في بئر السبع… كان البكاء سيد الموقف".
أكدت دلال أنها لم تتمكن من زيارة خطيبها ساهر إلا بعد عامين من اعتقاله، وقالت: "إن تلك الزيارة في سجن بئر السبع، كانت تحمل لهما ألما عندما كان لقاؤهما من وراء الزجاج، وأنهما أخذا يبكيا عندما التقت الوجوه من بعيد.. وصمت اللسان عن الكلام وانتهى ذلك الموعد والبكاء سيد الموقف".

الحكم والصدمة الأكبر وضغوطات من هنا وهناك
كانت دلال تواسي نفسها وخطيبها في الزيارات التي كانت تعقد قبل جلسة الحكم، بأن اعتقاله سيكون فترة قصيرة وتنتهي، لكن الاثنين ذهلا عندما صدر الحكم بالسجن مدة 14 عاما، وهنا بدأت  Ø§Ù„ضغوطات تتشكل على الطرفين، وواجهت دلال ضغوطات من المجتمع الذي لا زال يتمسك ببعض العقليات المشددة، بأن تترك خطيبها، فهو سيغيب عنها 14 عاما، وهي أعوام على حد وصفهم "طويلة وإنها يجب أن لا تضيع شبابها فهي ما زالت صغيرة"ØŒ لكن دلال تصدت لكل تلك المحاولات وتمسكت بخطيبها أكثر وهي الآن تقول: "ذهب الكثير ولم يبقى سوى القليل، وسأنتظر ساهر حتى يعود".

المنع الأمني.. عثرة أخرى
إن الأمر الذي بات يشكل إزعاجا لدلال حاليا، هو منعها من الزيارة منذ عام 2011 واعتبارها مرفوضة أمنيا؛ لذا طالبت دلال بوقف ما يسمى المنع الأمني لعائلات الأسرى الفلسطينيين، والذي بوجوده وفرضه، يمنع الكثير من الأهالي من زيارة أبنائهم والاطمئنان عليهم.

أم ساهر.. وألم غياب الابن البكر
من جهة أخرى، تحدثت، والدة الأسير ساهر سالم، والتي قالت: "إن اعتقال نجلها البكر والأكبر في العائلة، والذي كانت تنتظر فرحة تزويجه، صادر منهم الفرح وأجله 14 عاما، ولا تدري أتبقى هي على قيد الحياة أم أنها ستحرم من تلك الفرحة إلى حين الإفراج عن ابنها"؟!.
وتقول أم ساهر: "إن ابنها حرم من حضور زواج أشقائه وشقيقاته بسبب الاعتقال، وكم كانت تأمل بلم شمل العائلة في مناسباتها إلا إن ذلك لم يتحقق".

تخوف على وضعه الصحي بسبب عدم انتظام الزيارات
وتضيف أم ساهر، والتي لا تمكنها الظروف وتشديدات الاحتلال في كثير من الأحيان من زيارة ساهر الذي يقبع في سجن ريمون حاليا، إنها متخوفة على الوضع الصحي لابنها، حيث أجرى وبعد اعتقاله بثلاثة أعوام عملية جراحية لإزالة الحصوة من الكلى لديه، إلا أنه لم يتعافى بشكل تام، كما أن ساهر يعاني من وجود آلام بسبب قرحة شديدة في المعدة.
وتؤكد أم ساهر، والتي زارت كافة السجون بعد اعتقال ابنها، أن الاحتلال مهما فعل، ستبقى الأفراح في كل بيت فلسطيني لأن الشعب الفلسطيني يتحلى بالأمل والصبر.

(المصدر: مركز أحرار، 29/1/2014)