عائلة الأسيرين أبو صلاح تحلم بزيارة ابنيها خلف القضبان الصهيوني

تحلم الأم لو تتمكن من إدخال كل ما يشتهيه ابنيها الأسيرين في سجون الاحتلال.. تحلم بإدخال الملابس الشتوية.. تحلم بإدخال طعام كانا يحبانه ويطلبانه منها دائما.. لكنها لا تستطيع نتيجة للقيود ومنع ذلك من قبل إدارة السجون الصهيونية التي لم تترك أي عقبة إلا ووضعتها أمام الأهالي وعائلاتهم.
إنها (أم فهمي) والدة الأسيرين فهمي (27 عاما) وصلاح (25 عاما)، من بيت حانون في قطاع غزة، والتي اعتقل الاحتلال نجليها ووالدهم بتاريخ 18/3/2008 واثنين آخرين من أقاربهم، غير مراعين كبر سن الوالد الحاج المريض.
تقول أم فهمي، إن اعتقال الزوج والأبناء كان بمثابة عملية اختطاف مفاجئة لهم، مما سبب للعائلة ألما كبيرا وشعور بفراغ خانق في الأسرة.
وتضيف أم فهمي: "بعد أن قضى زوجي وأبنائي فترة طويلة في التحقيق، صدر حكم بالسجن على زوجي بالمؤبد، إلا أنه لم يقضي سوى أربعة أعوام وتم الإفراج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011، بينما حكم بالسجن على فهمي 22 عاما، وعلى صلاح 15".
وعن تلك الأيام، تتحدث أم فهمي: "السنوات الأربعة التي مرت علينا والتي غاب فيها زوجي وابني فهمي وصلاح كانت فترة أليمة بالنسبة إليَّ، فلم أعتد غيابهم عن البيت ولو لأيام، وكان الوضع مقلقا للغاية بسبب الوضع الصحي لأبو فهمي الذي كان يتدهور في الأسر، ولأن تلك الفترة شهدت زواج اثنتين من البنات ووفيات بعض الأقارب".
أما الحاج أبو فهمي، فكان خروجه من الأسر فرحة حرية ينقصها حرية نجليه اللذين تركهما وراءه، فبعد أن كانوا ثلاثة في سجن واحد يشاطرون بعضهم البعض مأساة السجن وقسوته، خرج وتركهم وراءه، وفرقهم الاحتلال ووضع كل منهم في سجن مختلف، ففهمي يقبع حاليا في سجن ريمون؛ أما صلاح فيقبع في سجن نفحة.
من جهة أخرى، تتحدث زوجة الأسير فهمي أبو صلاح، والتي كان عمر ابنتها البكر (منى) 40 يوما عند اعتقال والدها وتقول، وتقول:” فترة اعتقال فهمي مرت علي وعلى ابنتي بقسوة كبيرة، خاصة وإننا لم نتمكن من زيارته إلا بعد خمسة أعوام من اعتقاله، حينها رآى منى وقد كبرت، وبالرغم من السماح لها من الدخول إلى والدها، إلا أنه ظلت ملتزمة بالصمت والتحديق بوجه والدها تريد أن تحفظ ملامحه إلى حين تتمكن من زيارته للمرة الأخرى التي قد تكون بعد أعوام".
وتذكر زوجة الأسير فهمي أبو صلاح، أنها وابنتها لم تزورا فهمي سوى مرتين فقط منذ اعتقاله، نتيجة العراقيل التي يضعها الاحتلال أمام أهالي قطاع غزة أثناء الزيارة والتي على رأسها التفتيش والإهانة للنساء على المعابر وقبل الدخول للزيارة.
وتضيف: "في آخر مرة رأت فيها منى والدها عن قرب أخذت تضمه وتقبله وتقول له: "أنت بابا" فيرد عليها فهمي ويقول لها: "نعم أنا بابا يا منى.. وسأخرج من هنا وسآخذك مشوار"، وبعد أن انتهت الزيارة وغادرنا، ظلت منى تكرر عليَّ كثيرا من الأسئلة عن والدها، ولم هو هناك؟ ومتى سيخرج؟ ولا زالت حتى اللحظة تكرر في صبيحة كل يوم سؤال: "متى سيأتي والدي يا أمي"؟!.
يذكر أن الأسير فهمي هو صاحب فكرة تهريب النطف من داخل السجون، والذي رزق بطفله الأول "أسعد".

(المصدر: مركز أحرار، 29/1/2014)