المحرر مجد صباح.. "حرية الإنسان لا تقدر بثمن"

بعد تنشقه لعبير الحرية المحروم منه آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، أكد الأسير المحرر بعد أكثر من 10 أعوام (مجد صباح): "الحرية لا تعادل أي ثمن، وكم هو جميل شعور التحرر من القيود".
كلمات موجزة عبر عنها الأسير المحرر من مدينة جنين مجد عبد اللطيف إبراهيم صباح 27 عاما، بعد خروجه من سجون الاحتلال وقضائه قرابة 11 عاما في الأسر.
وفي بداية حديثه، رجع مجد للوراء وإلى يوم اعتقاله وكيف أنه وضع في التحقيق وتعرض للضرب وتنقل في كافة السجون.. وتعرض هناك للعزل والعقاب والحرمان من الزيارات وغيرها من الأعمال التي يقوم بها الاحتلال ضد الأسرى في سجونه.
وذكر مجد، أنه خلال الاعتقال عاش فترات تراوحت ما بين الألم والحزن والتي كان على رأسها وفاة والده، وأنها لم تخلو "من لحظات يشعر الإنسان فيها بقيمته والتي تكمن في النهل من العلوم والثقافات ومن تجارب الآخرين، وتعلم الصبر والأمل وتقديم المساعدة لمن أراد في داخل الأسر".
وأضاف مجد في حديثه، أنه عاش واقعا مريرا داخل الأسر جراء التنقلات الكثيرة التي كان الاحتلال يقوم بها ضده وضد الأسرى جميعا في سجونه، مشيرًا إلى أن واقع النقل مرير بسبب النقل عبر البوسطة واستمرار الرحلة لساعات طويلة تتعب الأسير وتحرمه من الراحة والنوم لأيام.
وقد تمكن مجد الذي اعتقل وهو في سن ال 17 من إكمال الثانوية العامة في داخل السجن، والتحق ولمدة عام في الجامعة العبرية ودرس العلوم السياسية، لكنه لم يتمكن وبسبب منع الاحتلال الأسرى من إكمال الدراسة من إتمام دراسته الجامعية.
أما حول قضائه لفترة اعتقاله والتي قاربت على 11 عاما، فلم يكن الأسير المحرر مجد يتوقع أن يعيشها كاملة في الأسر؛ بل كان يظن أنه سيخرج في الصفقات والإفراجات، لكنه عاما بعد عام كان يشعر بأن نفسه صبورة أكثر فأكثر... حتى جاء عامه الأخير في الأسر، عندها كان يعد مجد الأيام والليالي، ويتخيل لقاءه بعائلته، وساعة حريته.
وعن رفاقه الأسرى الذين عاش مجد معهم عقدا من الزمن، قال إنهم يشدون على أيدي الشعب بالتوحد ولم الصف، ويطالبون القيادات والشعب بوقفة أكثر جدية معهم، خاصة وأن الاحتلال مارس ضدهم مؤخرا هجمات عدة استهدفتهم بالعزل والضرب والعقوبات دون مبررات.
وتمنى مجد الحرية لكل نفس تتوق لها وتجرعت ألم العذاب والغياب وفقدان الأحبة.. مهديا حريته لوطنه وأرضه وشعبه.

(المصدر: مركز أحرار، 2/2/2014)