عروس بيت لحم تعود لتراب عائلتها وأمها تحضر بيتها الأخير

منذ اليوم الذي أعلن فيه عن عودة آيات الأخرس إلى تراب عائلتها ووالدتها تحضر بالقبر الذي فتح لها قبل 12 عاما، "تعشب" ما علق على أطرافه من نبات الأرض لتحضره لنومه طفلها الأخيرة.
هي الطفلة التي خرجت من منزلها ذات يوم و انطلقت إلى مدينة القدس المحتلة لتفجر جسدها والتي حرمت والدتها من ضمها منذ ذاك الحين و أن تقرأ على قبر الفاتحة كل صباح...فلم تكون تجاوزت من عمرها بعد 17 عاماً.
آيات الأخرس، ثالثة الاستشهاديات، من مخيم الدهيشة للاجئين القريب من مدينة بيت لحم، كانت قد عاشت حياه الانتفاضة الثانية وكانت مشاهد الموت اليومي ما دفعها لتقرر الرد بجسدها.
تقول والدتها: "اليوم سيغلق قبرها و حزني المفتوح عليها منذ اليوم الأول من سماع نبأ شهادتها 2002 كل يوم كنت أدعي ربنا يرجعها ونقدر ندفنها كما تستحق".
يقول شقيقها سمير :" عشنا خلال الأيام الماضية استشهاد آيات من جديد، أمي و أبي في حاله صعبة للغاية".
و تابع:" أنفتح جرح آيات من جديد حزننا كبير ولكن فرحتنا أيضا كبيرة بان القبر الذي فتح لها في المقبرة سيغلق و سيصبح مصيرها معروفا و لها قبر تزوره والدتي كلما اشتاقت لها".
الوالدة التي توجهت يوم أمس إلى المقبرة لتعد القبر المتروك منذ سنوات استجمعت كل قواها Ùˆ نزلت Ùˆ أزاله كل الحجارة Ùˆ العشب الذي علق فيه، قالت أريدها أن ترتاح بنومتها، Ùˆ  ما أن وصلت بيتها حتى انهارت حزنا Ùˆ نقلت إلى المستشفى.
يقول سمير:" الأمر صعب للغاية فآيات كانت الطفلة المدللة للعائلة كلها، و اليوم تعود إلينا رفاتا".
و بالعودة إلى سيرة الشهيدة، كتب في سيرتها أنها كانت حريصة على أن تحتفظ بكافة أسماء وصور الشهداء، وخاصة الاستشهاديين الذين كانت تحلم بأن تصبح مثلهم.
تقول والدتها عنها أنها كانت خلال الانتفاضة و كلما سمعت عن نبأ عملية استشهادية تقول "ما فائدة الحياة إذا كان الموت يلاحقنا من كل جانب؟ سنذهب له قبل أن يأتينا، وننتقم لأنفسنا قبل أن نموت".
اليوم تعود آيات إلى حضن أمها عروسه كما تمنت رؤيتها دوما... تعود في زمن الخذلان و الهزيمة لتثبت بموتها و حياتها و استشهادها أن "بيننا و بين عدونا الجنائز" وفقط جنائز شهداؤنا و قتلاهم.

(المصدر: فلسطين اليوم، 03/02/2014)