المحرر أبو لفح: التضامن مع الأسرى يربك الاحتلال

أكد المحرر ياسين أبو لفح أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي والناشط في حقوق الأسرى بنابلس أن الاحتلال يرتبك في اتساع رقعة التضامن مع الأسرى؛ حيث يقوم باعتقال حتى النشطاء ووضعهم في الاعتقال الإداري في إشارة إلى أهمية التحرك الشعبي والجماهيري للتضامن ونصرة المعتقلين في أثناء خوضهم معارك الأمعاء الخاوية وغيرها من التحديات اليومية داخل السجون.
وحذر الناشط من تدهور الحالة الصحية للأسرى المرضى في ظل وقائع تثبت الإهمال الطبي الممارس بحقهم.

دون تهمة
وقال المحرر: "إن قوات الاحتلال اعتقلتني على حاجز الحمرا بين أريحا ونابلس وتم نقلني مباشرة إلى سجن مجدو بعد توقيفي لساعات في نقطة عسكرية بجوار الحاجز وتم استجوابي داخل السجن وحضر ضابط الاحتلال المسئول عن منطقة عسكر، كان الملف يدور حول النشاطات لنصرة الأسرى".
وأضاف:" وتم تحويلي للاعتقال الإداري دون وجود تهمة، وبقيت التحقيقات تحاول أن تضع النشاط مع الأسرى في دائرة العمل التنظيمي الأمر الذي رفضته كما غيري من النشطاء لأن حملة التضامن انطلقت من تلقاء نفسها مكونة من عدد من الشباب تهدف إلى تفعيل قضية الأسرى وليس من باب تنظيمي".
وأشار أبو لفح إلى أن الاحتلال يتعامل مع الشعب الفلسطيني بصورة عنصرية وهمجية، فالاعتقال الإداري هو ضمن سياسة ترهيب المواطنين الذين لا توجد تهم بحقهم؛ ولردعم وترهيبهم يحولون للاعتقال الإداري ويتم تمديدهم بمزاج المخابرات، وهذا ما حدث معه ليعتقل ثمانية أشهر إدارية أمضى أربعة منها في سجن مجدو واستكمل البقية في سجن النقب الصحراوي في الأراضي المحتلة عام 1948.
ووصف المحرر أبو لفح حال الأسرى الإداريين الذين خاضوا معركة الحق والحقوق في السجون؛ حيث أن معتقلات مجدو والنقب و"عوفر" غرب رام الله هي التي يتواجد فيها الأسرى الإداريون ما يعني أن العبء الأكبر سيكون على عائلاتهم وأثناء تنقل الأسرى في البوسطات للتمديد أو التثبيت ليكون هذا جزء من أجزاء معاناة أسرى إداريين لا يعرفون لماذا هم خلف القضبان.
وتابع أبو لفح قائلا : " آخر ما يحدث الآن في السجون هو مقدمة لنقل الإداريين الذين يطلبون النقل إلى سجون الشمال لما لذلك من راحة لأهلهم ولهم أثناء الزيارات والمحاكم وغيرها، حيث أن ضابط الاستخبارات قبيل الإفراج عني من النقب طلب من أمراء الأقسام أسماء الإداريين الذين يريدون أن ينتقلوا إلى سجون الشمال مثل مجدو وجلبوع وشطة بحيث تفتح لهم أقسام هناك".

صرخة مرض
وحذر أبو لفح من الحالة التي وصل إليها الأسرى المرضى في السجون الصهيونية والتي نتجت عن سياسة الإهمال الطبي الممارس بحقهم وغياب الدور الحقوقي والإنساني للمؤسسات الدولية والمحلية.
وأضاف:" الأوضاع سيئة للغاية لدى الأسرى ومن أمثلتهم الأسير عامر بحر الذي وجه نداء استغاثة عبر وسائل الإعلام لأكثر من مرة وانقطع عنه الدواء منذ 15 يوما بحجة أن الدواء غير موجود في عيادة النقب".
وأكد الناشط أن الأسرى المرضى يعانون كثيرا كل حسب حالته سواء العمليات الجراحية أو الفحوصات أو الأدوية المتأخرة والمنتهية الصلاحية كما حدث معي, حيث أعاني من الأزمة الصدرية وأحتاج يوميا إلى استخدم البخاخ ووصلني بعد عدة طلبات ولكن تنتهي صلاحيته في فبراير أي لا فائدة لي من استخدامه وأعدته لهم وتحررت وأنا انتظر تبديله ليدلل ذلك على حجم الإهمال الممنهج للحالات الطبية".
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت المحرر ياسين أبو لفح أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي بمخيم عسكر في نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة عدة مرات وأمضى خمسة أعوام في السجون الصهيونية، ويعد هذا الاعتقال الرابع له، وهو أحد أبطال معركة الأمعاء الخاوية حيث خاض إضرابا مفتوحاً عن الطعام لمدة ثمانية أيام وعلق إضرابه بعد وعودات بالإفراج عنه، ويعمل ناشطا في مؤسسات ولجان شعبية لمساندة الأسرى والمعتقلين.

(المصدر: سرايا القدس، 04/02/2014)