المحرر أبو لفح: دعم الأسرى حق قبل أن يكون واجبًا

"أن تعيش حرا فعليك أن تدفع ضريبة حريتك وأن تكون مناصرا أيضا عليك أن تدفع ثمنا باهظا" بهذه الكلمات عبر الأسير المحرر ياسين محمد لفح من مدينة نابلس عن إصراره على مواصلة مساندته قضية الأسرى العادلة داخل السجون الصهيونية التي سخر لها جل وقته وجهده حتى لو تعرض للاعتقال كل يوم.
وتنسم الأسير ياسين محمد أبو لفح (25 عاما) أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي بنابلس، وأحد الناشطين في مجال الدعم والتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال عبق الحرية الأحد الماضي بعد اعتقال 23 شهرا خاض خلالها معركة النصر والثبات بأمعائه الخاوية رفضا لسياسة الاعتقال الإداري الذي جدد له لثلاث مرات بتهمة قيامه بمساندة ودعم قضية الأسرى.

دائرة العمل التنظيمي
وقال المحرر: "إن قوات الاحتلال اعتقلتني على حاجز الحمرا بين أريحا ونابلس وتم نقلي مباشرة إلى سجن مجدو بعد توقيفي لساعات طويلة في نقطة عسكرية، وكان ملف الاتهام يدور حول النشاطات لنصرة الأسرى".
وأضاف الأسير المحرر أبو لفح: "وتم تحويلي للاعتقال الإداري دون وجود تهمة، وبقيت التحقيقات تحاول أن تضع النشاط مع الأسرى في دائرة العمل التنظيمي الأمر الذي رفضته كما غيري من النشطاء لأن حملة التضامن مع الأسرى تهدف إلى تفعيل قضية الأسرى وليس من باب تنظيمي".

يربك الاحتلال
وحذر أبو لفح من الحالة التي وصل إليها الأسرى المرضى في السجون الصهيونية والتي نتجت عن سياسة الإهمال الطبي الممارس بحقهم وغياب الدور الحقوقي والإنساني للمؤسسات الدولية والمحلية، مشيرا إلى أن الاحتلال يتعامل مع الشعب الفلسطيني بصورة عنصرية وهمجية، فالاعتقال الإداري هو ضمن سياسة ترهيب المواطنين الذين لا توجد بحقهم تهم.
وأكد الأسير المحرر على ضرورة استمرار حملات الدعم ومناصرة قضية الأسرى على كافة المستويات الدولية، مبينا أن الأسرى بشكل عام يترقبون مثل هذه الحملات والنشطات الشبابية فهم يتابعونها كونها تشكل لها دعما نفسيا ومعنويا وتمدهم بالأمل.
وأوضح أن الأسرى يتابعون الحملات من خلال المحامين والإذاعات المحلية وعدد من الفضائيات التي يسمح الاحتلال بها داخل السجون من وقت لأخر، لافتا إلى أن الاحتلال يرتبك في اتساع رقعة التضامن مع الأسرى؛ لأهمية التحرك الشعبي والجماهيري للتضامن ونصرة المعتقلين في أثناء خوضهم معارك الأمعاء الخاوية وغيرها من التحديات اليومية داخل السجون.

تكثيف الجهود
ودعا لفح إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل إنقاذ الأسرى المرضى خاصة الأسير معتصم رداد وعامر بحر ومحمد إرشي وغيرهم الكثير الذين، هم بحاجة إلى نهضة كاملة للضغط على الاحتلال، مضيفا، الأسرى داخل السجون يعيشون أوضاعا سيئة للغاية وحالة مد وجزر مع مصلحة السجون والعلاقة بينهم وبين إدارة السجون متوترة".
وقال: "لن أتوقف عن دعمي لقضية الأسرى لأنه حق قبل أن يكون واجبا فهناك أسرى كثر حملوني أمانة هذه القضية لهذا فلن أترك جهدا إلا سأبذله من أجل تحريك قضيتهم وإيصال معاناتهم للعالم أجمع".
وأشار المحرر أبو لفح: "بأن قانون التغذية القسرية لم يطبق فعليا؛ ولكن أبشر الجميع بأن الأسرى بعزيمتهم وإرادتهم وهمتهم العالية لن يسمحوا بتمرير هذا القانون".
يذكر أن الأسير ياسين لفح من مخيم عسكر بنابلس من مواليد 1989 تم اعتقاله عدة مرات أولها في السادسة عشرة من عمره وكان الاعتقال الثاني أثناء الحرب على غزة 2008/2009 وآخرها كان في اليوم الثاني من شهر يوليو للعام الماضي من على حاجز الحمرا في الضفة الغربية متعرضا لعدة تحقيقات بدون أي تهمة تذكر.

(المصدر: صحيفة الاستقلال، 6/2/2014)